المؤتمرنت/ محمد السياغي -
مهرجان صيفي لتنشيط مواهب (700) طالب وطالبة في جامعة صنعاء
تستمر فعاليات المركز الصيفي الرابع لعشائر جوالة جامعة صنعاء، وسط أجواء من الألفة والحضور والتفاعل بين طلاب وطالبات الجامعة من مختلف التخصصات، والمستويات،تحاول استغلال الإجازة الصيفية من خمول ورتابة وملل إلى فرصة لإبراز المواهب وصقل التجارب وتجديد النشاط واكتشاف الإبداعات .
بمشاركة (700) طالب وطالبة من جميع الكليات والمستويات ، وتحت رعاية رئيس جامعة صنعاء ، انطلقت فعاليات المركز الصيفي في العاشر من شهر يوليو الجاري، وتتواصل حتى العاشر من الشهر المقبل، متضمنة العديد من المناشط الثقافية والرياضية، والترفيهية والدورات التعليمية التخصصية المصاحبة في مجالات تعليم تقنيات الحاسب، والإسعافات الأولية، والدفاع المدني.
جامعة صنعاء كمنظومة تعليمية أكاديمية عليا، ليست أوفر حظاً من بقية المؤسسات والمنظومات التعليمية الأخرى في اليمن على اختلافها وتعدده.. إذْ تأتي الإجازة الصيفية لتلقي بظلالها القاتمة عليها كأي مؤسسة تعليمية أهلية، أو عامة، أو خاصة أخرى. فتنقطع الأنشطة الطلابية، وتوصد الأبواب، وكأن الإجازة الصيفية ليست أكثر مما يمكن وصفه بـ(استراحة محارب)، لا مناسبة لاكتشاف الذات وتنمية القدرات، حتى أن الثقافة السائدة للأسف باتت تستغرب مثل هذه المبادرات والنشاطات أحياناً، وتفتقد لها أحايين كثيرة.
في المهرجان الصيفي الرابع الذي كان مثله إلى قبل فترة ليست ببعيدة مشاعاً تقريباً في الكثير من المؤسسات التعليمية، يلتقي الطلاب والطالبات في مسابقات ثقافية جماعية، وفردية، كما يشاركون في دورات تدريبية تعزز من قدراتهم الخاصة.
وتنظم المسابقات الثقافية بين مختلف طلاب وطالبات الكليات والمستويات التعليمية، ويتم تقييمها من قبل لجنة التحكيم الخاصة. كما تقام مسابقات رياضية في العديد من الألعاب الرياضية.. في حين نجد أن مثل هذه نشاطات إن وجدت أصلاً كما يقول الطالب " صالح " فإنها تقام في ظروف غير مناسبة مثل أيام الدراسة، الأمر الذي يحجم من المشاركة.
لكن ما يميز إقامة فعاليات المهرجان الصيفي أثناء الإجازة، هو خلق التواصل، ومد جسور بناء العلاقات والتعارف بين الطلاب، إذْ يرى "محمد" –كلية الإعلام- أنه لم يتمكن من معرفة الكثير من طلاب الكلية إلاَّ من خلال فعاليات هذا المهرجان، حتى أنه استطاع بناء علاقات مع طلاب من كليات مختلفة.
والى جانب أن الطالب، أو الطالبة على حد سواء يخرج من فعاليات المهرجان مستفيداً من بعض الدورات بتنمية معارفه وقدراته وصقل موهبته فإن أيام المهرجان تمثل متنفساً ترفيهياً يساعد على تجديد النشاط. بالنسبة لـ"نوال " (25) عام التي قالت: لا أستطيع أن أحصر حجم الفائدة التي عادت علي من الرحلة التي قامت بها الطالبات إلى منطقة الأهجر .
وسواء تمكنا من حصر الفائدة أم لا، فإن ما يكفي "علي" -كلية التجارة- أنه سيخرج من فعاليات المهرجان، متغلباً على عقدة الإحساس بالفشل في كتابة القصة القصيرة.. يقول : فوزي بجائزة القصة حفزني على الاستمرار في الكتابة بعد أن كنت قد فقدت الأمل في مقدرتي.
لعل المهرجان الصيفي وإن كان مبادرة متواضعة، يكون هو الآخر حافزاً للقائمين على المنظومات التعليمية لإعادة النظر في مسألة إحياء المناشط الصيفية، سواء كانت مدارس، أو جامعات، وذلك كونها البيئة الحقيقية الأولى لاكتشاف المسرحي والفنان، اللاعب والشاعر والأديب والكتاب والرسام، وربما العالم والمخترع أيضاً.