المؤتمرنت -
الأزهر.. يستعد لإرسال علماء للدعوة في أمريكا
نفى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف وجود أي شروط أمريكية مسبقة على من تقرر إرسالهم إليها من العلماء في شهر رمضان المقبل.
وقال الشيخ إبراهيم عطا الفيومي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية (الجهة المختصة بإيفاد علماء الأزهر إلى الخارج "إن أي دولة في الخارج عليها أن تطلب فقط العلماء من الأزهر دون أن تملي أية معايير؛ وهو الأغلب، لكن من الممكن أن تشترط فيمن يأتي إليها من الأزهر أن يكون -مثلا- حاصلا على الدكتوراة".
وحول ما تردد عن لقاء السفير الأمريكي بالقاهرة ديفيد وولش بالدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر للحديث عمن سيتم إيفادهم للولايات المتحدة من الأزهر، قال الفيومي: إن السفير الأمريكي طلب من الأزهر تحديد أسماء العلماء الموفدين إلى الولايات المتحدة حتى يتم استخراج تأشيرة الدخول لهم مبكرا، ولا يحدث أي تأخر كي يتمكن علماء الأزهر من أداء مهمتهم الدعوية مع بداية شهر رمضان 1425 هجرية الذي يحل منتصف أكتوبر 2004م.
وكان شيخ الأزهر قد قال للجنة الحريات الدينية الأمريكية، التي التقته يوم 18-7-2004: إنه يتم التنبيه على دعاة الأزهر الذين يرسلون للخارج بعدم التدخل في أي أمر يتعلق بالأمور السياسية، واحترام قوانين الدولة المرسلين إليها بالإضافة إلى التركيز على مهمتهم الدعوية فحسب.
وقد وافق طنطاوي على إيفاد 5 من علماء الأزهر الشريف إلى بعض المراكز الإسلامية بأمريكا للوعظ ونشر الثقافة الإسلامية خلال رمضان المقبل، من بينهم الشيخ عبد الجواد السيد عبد السلام منصور رئيس الإدارة المركزية للامتحانات بالأزهر، والشيخ توفيق رواش مدير عام شئون المبعوثين والإيفاد، والشيخ إبراهيم هليل محمد هليل مدير عام منطقة وعظ البحيرة.
وتأتي موافقة شيخ الأزهر على إرسال وفد أزهري إلى أمريكا في شهر رمضان بعد طلب الولايات المتحدة ذلك، وهو ما أكده السفير الأمريكي خلال لقائه الإمام الأكبر في يونيو 2004.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنه من المنتظر أن يتم توزيع العلماء الخمسة تبعا لطلبات المراكز الإسلامية هناك، مشيرا إلى أن الأزهر قام بإرسال 5 من علمائه العام 2003 إلى الولايات المتحدة تم توزيعهم على فرانسيسكو، والمركز الإسلامي بمدينة أريزونا، ومسجد دار الدعوة في نيويورك، ومركز الدعوة الإسلامية بمدينة هيوستن بولاية تكساس، ومركز الفاروق بنفس المدينة.
وحول المعايير التي يتم على أساسها اختيار الموفدين من الأزهر إلى أمريكا، أوضح الشيخ الفيومي أن هناك عددا من المعايير العامة التي يتم تطبيقها على من يتم اختيارهم من الأزهر للإيفاد إلى الخارج في شهر رمضان، وهي حسن المظهر، وحفظ القرآن الكريم، وإتقان اللغة العربية وعلومها، وتوافر المعلومات العامة.
وتابع الفيومي أن مجموع الدرجات المحددة لتلك المعايير يساوي 100 درجة، ويتم اختيار من يحصل على أعلى الدرجات في تلك الأمور من خلال اختبارات يتم إجراؤها من قبل الأزهر.
وأشار إلى أن من سيتم إيفادهم من الأزهر في شهر رمضان إلى الولايات المتحدة "تم ترشيحهم دون اختبارات -وهو أمر يسمح به القانون المنظم لعمل الأزهر- باعتبارهم كفاءات قيادية داخل الأزهر تتوافر فيهم الثقة إلى أعلى درجة"، موضحا أن من يتم إيفادهم من العلماء إلى الخارج في شهر رمضان لا يشترط فيهم إتقان اللغة الإنجليزية أو أي من اللغات الأجنبية الأخرى.
وهذه هي المرة الثانية التي يوفد فيها الأزهر الشريف علماء له إلى أمريكا منذ أحداث 11 سبتمبر 2001.
وكان الأزهر قد رفض خلال عامي 2001 و2002 إرسال دعاة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإحياء شهر رمضان، بسبب الإجراءات المشددة التي اتخذتها واشنطن في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، والتي كانت تفرض على هؤلاء الدعاة خلع عمائمهم وأحذيتهم داخل المطارات الأمريكية؛ الأمر الذي اعتبر مساسا بكرامة ومكانة الأزهر الشريف الدينية.

وقام الأزهر بإيفاد علماء له عام 2003 إلى أمريكا بعد زيارة السفير الأمريكي في أغسطس 2003 لشيخ الأزهر، وتقديمه اعتذارا عما كان يتعرض له علماء الأزهر بعد الهجمات على نيويورك وواشنطن.
المصدر إسلام آون لاين