أحمد الحبيشي -
ويسألونك عن بن دغر قل هو أذىً فاجتنبوه
نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية قبل بضعة أيام ، مقابلة مع المنشق الفار احمد عبيد بن دغر ، قال فيها كلاما يكشف النقاب عن حالته المأزومه وشخصيته المريضة في ظل المأزق الحاد للعدوان السعودي من جهة ، وعملائه ومرتزقته الخونة ــ وبضمنهم بن دغر ـــ من جهة أخرى ، وهو ما دفعني الى كتابة هذا المقال السريع لمقاربة أهم ما جاء في تلك المقابلة الصحفية.
يحاول بن دغر في بداية حديثه الى صحيفة (الشرق الأوسط) تقمُّص شخصية كل من ضاربة الودع وقارئة الفنجان ومذيعات قناتي "العربية والحدث" السعوديتين بقوله ( ان روسيا تفكر في محاولة إخراج الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من ورطته مقابل أن يترك الحوثيين يواجهون مصيرهم ، مشيرا الى ان السفير الروسي أبلغه بأن بلاده لا تزال تعمل وفقا لقرار مجلس الأمن ، وأن صالح أصبح بحد ذاته مشكلة).
لا يحتاج القارئ المتابع لهذا الشأن بذل جهد شاق لمعرفة المأزق الحاد للعدوان السعودي ، حيث أصبح من واجب عملائه ومرتزقته الانخراط في كتائب الحرب النفسية والدعاية السوداء والتضليل والتهريج على نحو ما فعله بن دغر في هذه المقابلة البائسة!!
لدينا الكثير مما يمكن قوله عن هذا الافتراء على لسان السفير الروسي ، لكننا سنذهب الى ما هو أبعد من ذلك .. لأن السفير الروسي ــ بصرف النظر عن مواقفه التي نعرفها جيدا وتتناقض مع فرية بن دغر ـــ ليس مرتزقا لدى السعودية في اليمن كما هو حال بن دغر وصحبه ، بل ممثلا لدولة عظمى ، ومشاركا في تنفيذ سياسات ومواقف منظوماتها السيادية والدبلوماسية العليا من العدوان السعودي على اليمن وقرار مجلس الأمن الذي امتنعت روسيا عن التصويت عليه.
ومن واجبنا تذكير المرتزق بن دغر بموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من العدوان السعودي على اليمن في رسالته الى مؤتمر القمة العربية التي أخرجت وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل عن طوره ، حين أنبرى يهاجم سياسة روسيا ورئيسها بوتن في سوريا والشرق الأوسط ، ويحتج على قراءة رسالة الرئيس بوتن بشأن العدوان السعودي على اليمن ، أمام الرؤساء العرب!!
يتجاهل بن دغر موقف الرئيس الروسي من العدوان على اليمن عندما وصفه في رسالته الى قمة شرم الشيخ بأنه عمل غير شرعي ومخالف للقانون الدولي !!
كما يتجاهل بن دغر ــ أو أنه لا يعرف ــ موقف السيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية في تصريحات أدل بها في فينا أواخر اكتوبر 2015م ، عندما وصف القرار الدولي رقم 2216 بأنه متناقض وغير ممكن التنفيذ ، مشيرا الى أن مجلس الأمن ارتكب أخطاء كثيرة في الشأن اليمني ومن بينها فرض عقوبات على قادة أكبر حزبين معارضين لما أسماها لافروف (الحكومة الشرعية) في الوقت الذي يدعوهم المجلس الى المشاركة في مفاوضات سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن ، بحسب قوله. (1)
ولعل ما يؤكد هذه الحقيقة ان مجلس الأمن الدولي عجز هو الآخر عن تنفيذ القرار 2216 الذي نص على منح المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله مهلة عشرة أيام لتنفيذ هذا القرار ، مهددا ومتوعدا بأن المجلس سيقرر عقوبات اضافية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح زعيم المؤتمر الشعبي العام والسيد عبدالملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله ، في ضوء إحاطة كان مقررا أن يقدمها اسماعيل ولد الشيخ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى المجلس بعد انتهاء مهلة الأيام العشرة التي تضمنها القرار 2216 !!
ربما لا يعلم المرتزق بن دغر ان المجلس لم يجتمع بعد انتهاء مهلة الأيام العشرة ، كما أن ولد الشيخ لم يقدم الإحاطة المكلف بها من قبل مجلس الأمن الدولي ، في دلالة على تناقضات هذا القرار .. والأهم من ذلك ان المجلس لم يصدر أي قرار بعد عدة إجتماعات عقدها بشأن اليمن واكتفى بإصدار بيانات رئاسية لم يرد فيها ذكر (الرئيس الشرعي ) ـ وهو ما يتجاهله بن دغر وربما لا يعرفه !!
وعلى الرغم من أن المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله أعلنا رسميا قبول تنفيذ القرار 2216 ، لتفويت الفرصة على قوى العدوان والاحتلال التي تراهن على خيار الحرب ، وتسعى لإفشال تنفيذ القرار الدولي 2216 عبر خيار المفاوضات السياسية ، إلا ان الأحداث أثبتت حقيقة أن من يعرقل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي هو العدو السعودي.
شاهد ( ما شافش) حاجة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يزعم المرتزق بن دغر في مقابلته مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية (ان لديه معلومات عن اتفاق سري جرى بين المخلوع صالح وعبدالملك الحوثي مفاده الانتقام من كل الأطراف التي كانت بالسلطة وأدت الى إقالة صالح عام 2011م ، وترتب على هذا الاتفاق زحف ميليشيات الحوثي الى العاصمة صنعاء).
لكن بن دغر لم يتحدث إطلاقا عن دور كل من الرئيس الفار عبده هادي ووزير دفاعه محمد ناصر احمد اللذين وجها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بالحياد في القتال الذي جرى بين ميليشيات أنصار الله وميليشيات الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة المدعومة من قوات الجنرال الهارب علي محسن .
اعتقد جازما ان المرتزق بن دغر كان يتحدث ليس بصفته قياديا منشقا عن المؤتمر الشعبي العام ، بل بصفته بوقا صدئا في كتيبة الدعاية السوداء لدول العدوان على اليمن ارضا وشعبا ..وإذا كان مصرا على أن ما قاله صحيح ، بإمكانه مشاهدة حلقات برنامج "الصندوق الأسود" الذي بثته قناة الجزيرة ، وقراءة ما كتبه مروان الغفوري ومحمد جميح وتوكل كرمان وخالد الآنسي وغيرهم من أبواق (الإخوان المسلمين) والجنرال علي محسن ، عن دور عبدربه منصور ووزير دفاعه محمد ناصر احمد في الاتفاق مع مليشيات الحوثي على اقتحام عمران ومعسكر اللواء 310 وتمكينهم من الوصول الى صنعاء واقتحام مقر الفرقة الأولى المدرعة .
تحدث بن دغر بغباء لا يُحسد عليه ، عن سيطرة ما أسماها قوات (التحالف) على ثلثي الأراضي اليمنية ، مع أنه يعرف ان حضرموت التي تبلغ مساحتها 53% من مساحة الجمهورية اليمنية تخضع لسيطرة القاعدة والدواعش ، فيما تشكل مساحة كل من عدن وابين ولحج وشبوة التي انسحب الجيش واللجان الشعبية من معظمها ، بالاضافة الى مساحة حضرموت الساحل والوادي والصحراء ثلثي الجمهورية اليمنية التي يسكنها ثلاثة ملايين نسمة في ست محافظات فقط ، بينما يسيطر الجيش واللجان الشعبية على 22 محافظة يسكنها 24 مليون نسمة!!
المثير للضحك ان هذا المرتزق الغبي بنى على هذه الفريّة كذبة أكبر منها ، حيث زعم ان ثلثي قواعد المؤتمر الشعبي العام موجودون في المناطق التي تسيطر عليها قوات (التحالف السعودي) ولا يسيطر عليها (المخلوع صالح) بحسب زعمه .. ويتمادى بن دغر في الكذب والتضليل حين يقول (ان الوقائع على الأرض تدل على أن ثلثي قواعد المؤتمر الشعبي العام وأعضاء لجنته الدائمة البالغ عددها سبعة آلاف عضو ، يعيشون في ثلثي الأراضي اليمنية التي تقع تحت سيطرة ما أسماها قوات "الشرعية السعودية" ولا تخضع لسيطرة المخلوع صالح) بحسب قوله.
يقينا ان بن دغر لم يكن جادا في حديثه حول إحتمال عقد اجتماع استثنائي للجنة الدائمة في القاهرة ، بحضور ثلثيها الذين يعيشون في المناطق (المحررة) التي تشكل ثلثي الآراضي اليمنية ، بالاضافة الى أعضاء اللجنة الدائمة في الخارج ، لعزل صالح من رئاسة المؤتمر الشعبي العام وانتخاب عبدربه منصور بديلا عنه بحسب زعمه ، لأنه يعرف ان رئيس المؤتمر الشعبي العام ينتخبه المؤتمر العام بموجب النظام الداخلي، كما أنه يعرف جيدا حجم الكراهية التي يحملها الشعب اليمني وأعضاء المؤتمر الشعبي العام وضحايا العدوان السعودي المتوحش على اليمن أرضا وشعبا، ضد الخائن المذعور عبده هادي.
بن دغر ينافس مذيعات القنوات الخليجية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما من شك في أن كل من يطالع حديث الخائن بن دغر الى صحيفة "الشرق الأوسط" سيلاحظ حجم التضليل الذي يمارسه أسياده في مملكة آل سعود على الرأي العام الخارجي من خلال ترسانتها الاعلامية الضخمة ، حيث لم ينج بن دغر نفسه من هذا التضليل الذي جعل منه بوقا منافسا لمذيعات قناتي العربية والحدث!!
تأسيسا على ما تقدم سأتناول في بقية هذا المقال مُجمل القضايا التي وردت في يقية حديث بن دغر الى صحيفة الشرق الأوسط وما تضمنه من تضليل رخيص ، يعكس المستوى المنحط الذي سقط فيه هذا المرتزق وغيره من عملاء العدوان السعودي الغاشم على اليمن .
وبوسعي القول ان بن دغر سيكون أشبه بمن يؤذن في مالطا اذا قرر خياله المريض دعوة ثلثي أعضاء اللجنة الدائمة في ثلثي الاراضي الذي زعم انها تقع تحت سيطرة (الشرعية السعودية ) ولا تقع (تحت سيطرة صالح) بحسب قوله !!
كما يخطئ بن دغر عندما يتوهم ان عزل الزعيم علي عبدالله صالح عن رئاسة المؤتمر ، سيمكن وفد (القيادة الشرعية الجيدة للمؤتمر الشعبي العام ) من إزالة العقبات التي تنتظر المفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة .
يعلم بن دغر جيدا أنه ليس في يد عبده هادي ولا مرتزقته اي سلطة او قدرة على التفاوض الحر والمستقل ، و اتخاذ اي قرارات ، لأن جميعهم ادوات في يد مملكة العدوان وحلفائها..
كما يعلم بن دغر ان اليمنيين على استعداد للحوار مع السعودية وجهاً لوجه ..وهذا ما سيحدث عاجلا أو آجلا...لأن مملكة آل سعود هي من تقود الحرب على اليمن ..أما هادي وزمرته فهم مأجورون حتى النخاع ، كما كان آل حميد الدين .. وكما كانت نهايتهم ستكون نهاية هادي ومن معه ..
الحصاد السويسري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما غادر وفد عملاء مملكة أل سعود متوجها الى سويسرا ، نقلت قناة (الجزيزة) تصريحا على الهواء للمدعو عبدالملك المخلافي رئيس الوفد ، أوضح فيه انهم ذاهبون الى سويسرا لإنجاز مهمة واحدة فقط ، وهي التوقيع على وثيقة (استسلام الانقلابيين وإعادة السلطة لحكومة الرئيس عبده ربه منصور هادي تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216) بحسب قوله !!
بعد ذلك عاد المخلافي ومعه بن دغر خاليي الوفاض ، وبدون وثيقة استسلام ولا يحزنون.
لم يكن لدى وفد عملاء الرياض ما يتفاوضون عليه سوى المطالبة باطلاق سراح خمسة من قادة مليشيات الخائن عبدربه منصور ، وايصال امدادات ومساعدات انسانية الى اربع حارات فقط يسيطر عليها مرتزقة الرياض في وسط مدينة تعز.. بينما طالب الوفد الوطني برفع الحصار المفروض على جميع سكان مدينة تعز وبقية المدن والمحافظات وإطلاق سراح كل الأسرى اليمنييين لدى الطرفين.
وكان لافتا للنظر دخول قيادة حزب الرشاد السلفي في مدينة تعز على خط هذه القضية في منشور كشف فيه ان من يفرض الحصار على بعض شوارع مدينة تعز هم " بعض الصعاليك المنتمين لاحد فصائل المقاومة ، منعوا دخول الناقلات لمديرية القاهرة وسط المدينة، واطلقوا على الناقلات النار ، من اماكن تمركزهم بالدحي الى اماكن الناقلات امام جامعة تعز، مما حدى بالسائقين في المرتين للتوقف والامتناع عن مواصلة السير نحو وسط مدينة تعز .
يقينا ان وفد الرياض فشل في تحقيق مطالب وأهداف مملكة آل سعود ، بالتزامن مع تراجع الرهان الخاسر على انتهاك الهدنة التي دعت اليها الأمم المتحدة ، واستثمارها لتغيير ميزان القوى في جبهات القتال.
لم تتحقق هدنة منذ بدء العدوان الغاشم على اليمن يوم 26 مارس 2015م ، حيث يستمر يوميا مسلسل القصف المتوحش الذي يطال البشر والشجر والطير والحيوان والجبال في كل أنحاء اليمن.
والحق نقول أن الوفد الوطني المشارك في مفاوضات سويسرا أبدى خبرة تفاوضية نوعية ، وصمودا نادر المثال ومرونة لا تقبل التفريط ، في وجه مختلف أشكال الابتزاز السياسي ، والتضليل الاعلامي ، والدعاية السوداء.
كما تمكن الشعب والجيش والاعلام الوطني المقاوم ،من إحباط وإفشال الحرب النفسية التي شنها الطابور الخامس في الداخل ، بهدف توظيف ماكنة الدعاية السوداء لنشر الأكاذيب وترويع المواطنين والمقاتلين ، وخلق انهيارات معنوية وعسكرية ، واختراقات أمنية ، وتحقيق تمدد عسكري على الأرض بدون مقاومة ، وصولا الى الترويج لأفضلية خيار الاستسلام .
نعم ..لقد نجح الوفد الوطني في إفشال مخططات الغزاة المعتدين وسفراء بعض الدول الأجنبية ، فيما رسبَ وفد عملاء الرياض في تحقيق ما عجز العدوان عن تحقيقه في ميادين المواجهة.
ويعلم بن دغر جيدا ان مفاوضات سويسرا تمت بين الوفد الوطني مع وفد يمثل عملاء الرياض كان أشبه بالأطرش في الزفة.
ولم يعد خافيا ان مبعوث الأمم المتحدة وجهات دولية ودبلوماسية أخرى ، حاولوا فرض مطالب العدوان السعودي بغطاء جوي وبحري وبري كثيف ومتوحش وغير مسبوق أثناء المفاوضات التي تمت في سيويسرا، وفي ظل حرب دعائية ونفسية شرسة وإنتحارية ، بهدف تحقيق مكاسب سياسية سريعة خلال أسبوع ، عجز المعتدون عن تحقيقها خلال تسعة شهور بالقوة الباغية ، وسيعجزون عن تحقيقها خلال مائة عام قادمة.
شكرا لبن دغر لأنه يضحكنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضحكت كثيرا حين تحدث بن دغر عن شعور الزعيم علي عبدالله صالح بالرعب والخوف عندما أصبح يسمع أصوات (مدافع المقاومة) داخل العاصمة صنعاء بحسب قوله.
وربما لا يعرف بن دغر ان أسياده في الرياض وأبوظبي سبق لهم إرسال دبابات ومدرعات ومعدات عسكرية ضخمة الى مارب ، حيث شنوا حينها حملة دعائية وحربا نفسية هددوا فيها باقتحام صنعاء ، وخيّروا أبناءها وبناتها بين الاستسلام أو الدمار الشامل.
كان ذلك أواخر شهر أغسطس الماضي قبل أن يرد عليهم أبطالنا الميّامون في الميدان بموقعة توشكا صافر الشهيرة في الرابع من سيتمبر 2015 ا ، التي دمّرت أول دفعة من مقاتليهم وأعادتها الى بلادهم على طائرات نقلت نعوش 105 من قتلاهم ، وطائرات إسعاف إكتضت بالمئات من جرحاهم .
بعدها بحوالي عشرة أيام ، تداولوا على نطلق واسع أخبارا كاذبة زعموا فيه ان قوات العدوان والمرتزقة سيطرت على خولان ، وانها تتجه الى صنعاء بمسافة لا تزيد عن 40 كيلومترا ، ونشروا صورا مفبركة عبر قنواتهم الكاذبة وصفحات مرتزقتهم السوداء في مواقع التواصل الإجتماعي.
ربما لايعلم بن دغر ان مدينتي مارب وصافر تحت سيطرة قوات علي محسن وميليشيا حزب الاصلاح منذ عام 2012م ، ولم يساعدهم الدعم السعودي والاماراتي جوا وبرا من التقدم والسيطرة على صرواح حتى الان.. كما لم يساعدهم قطع الكهرباء والنفط والغاز على تركيع صنعاء واستسلامها .
وعندما شن العدوان حربا نفسية ودعاية سوداء لتحقيق انهيار معنوي في صنعاء بدون قتال ، بعد وصول القوات السعودية والاماراتية الى صافر.. سبق لي ان قلت علنا لسكان صنعاء عبر قناتي (اليمن اليوم) و(المسيرة) :
" لا تخافوا .. و لاتصدقوا ما يقوله عملاء ومرتزقة العدوان في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الإجتماعي .. انها الحرب النفسية التي يحتاجها العدو لإضعاف قدراتنا على مواجهته في الميدان وتمكينه من تحقيق تقدم محدود على الأرض من أجل تحسين أوراقه التفاوضية تحت غطاء وقف إطلاق النار المزعوم" .
وقلت لهم ايضا :" ثقوا جميعا اننا أقوياء في الميدان .. وان مفتاح تغيير المعادلات الميدانية لا يزال في أيادي الأبطال بميادين القتال".
واليوم نجدد القول للمرتزق بن دغر وغيره من الخونة والعملاء والمرتزقة : نحن أقوياء ولن نتراجع .. ولن نستسلم.
ونقول للعالم كله ، ما قاله الزعيم القومي الخالد جمال عبدالناصر وهو يواجه العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م ، عندما اضطرت القوات المصرية الى الانسحاب التكتيكي من شمال وجنوب سيناء الى مدينة السويس التي تبعد 90 كيلومترا فقط عن مدينة القاهرة :
"لقد فرضوا علينا القتال .. ولكنهم لن يفرضوا علينا الاستسلام".
الحرب لم تبدأ بعد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما من شك في انه بإمكان مملكة آل سعود المحافظة على كيانها الجيوسياسي القابل للتفكيك ، وأمنها الداخلي المأزوم ، إذا جنحت السعودية للسلم وقبلت التفاوض المباشر مع اليمن المعتدى عليه.
وإذا أصرت السعودية على مواصلة ارتكاب جرائم حرب الإبادة الجماعية والجرائم المعادية للإنسانية في اليمن ، وتصعيد عدوانها الفاشي على الشعب اليمني الصامد ، والذي وصفه الرئيس الروسي بوتن في رسالته الى القمة العربية بشرم الشيخ بأنه عمل عسكري ينتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، فانها ستضطر اليمنيين الى الانتقال من مرحلة الدفاع و مقاومة العدوان الى مرحلة الحرب الحقيقية.
وعندما تبدأ الحرب بمفهومها الميداني العملياتي الشامل ، لن تنجو المنطقة كلها من نيرانها التي ستحترق بها مملكة آل سعود وممالك أعراب الخليج المعتدية بدرجة أساسية!!
ما يجب ان يفهمه حكام مملكة سعود وحلفاؤهم جيدا ، ان خطاب الزعيم علي عبدالله صالح في الإجتماع الأخير للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ، حسم موقف القوى المناهضة للعدوان في الداخل من جلسة المفاوضات المقرر عقدها في منتصف يناير المقبل ، حيث لا حوار مع عملاء ومرتزقة العدوان السعودي الذين لا شرعية لهم ، ولا يملكون قرار الحرب والسلم.
ولا شك في أن الحرب الحقيقية اذا بدأت ، لن تكون نزهة ، وسوف تتحول الى مؤسسة وطنية وشعبية شاملة ، بعد ان أصبحت شرعية الدولة وجيشها الصامد ، تحظى باسناد شعبي واسع ، وتقف بأقدام راسخة على الأرض التي تمنح الشرعية فقط للقوى التي تتصدى للعدوان ، وتدافع عن سيادة واستقلال الوطن.
الشعب والأرض هما مصدر الشرعية للقوى التي تواجه العدوان ، وتدير شؤون الدولة واقتصاد الحرب على امتداد الشهور التسعة الماضية ، ولا يمكن لقوى العدوان والاحتلال وجيوشها وخزائنها وأجهزة مخابراتها .ترسانتها الأعلامية الضخمة أن تمنح الشرعية لعملائها المقيمين في الفنادق خارج اليمن .
وختاما نقول للمرتزق بن دغر :
لا سلام في اليمن بدون انسحاب كامل لقوات الغزو والإحتلال ، من كافة الأراضي اليمنية المحتلة.
ولا تفريط بالسيادة والاستقلال ومواقع الثروة الوطنية.
وعلى الذين باركوا العدوان والاحتلال وقدموا له غطاءا داخليا ، إن يدركوا جيدا سقوطهم التاريخي بعد نزول أم الكوارث التي دمّرت البلاد والعباد طوال الشهور التسعة الدامية .
لن يكون شعبنا أريحيا تجاه خيانة ونذالة قيادات الأحزاب والمكونات السياسية والشخصيات الاعلامية التي باركت العدوان والغزو والاحتلال ، وتلطخت أياديها بقتل وسفك دماء 27 الفا من الرجال والتساء والأطفال حتى نهاية 2016م.
على هذه القيادات العميلة والمتهافتة أن لا تتوقع وسط هذا الدمار الرهيب والدماء المسفوكة أن يقول لها الشعب بعد هذه الحرب السعودية المتوحشة ، ما قاله لها أثناء الأزمة السياسية :
(خذوا الكراسي والمناصب والمكاسب .. لكن خلوا لنا الوطن)!!
نعم لن يجدوا بعد الآن كراسي الحكم والسلطة في انتظارهم !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :
(1)في ردي على ما أورده بن دغر من مزاعم على لسان السفيرالروسي ، اعتمدت على تحليلي للموقف الروسي الرسمي من العدوان على اليمن .
وبعد إرسال هذا المقال الى صحيفة "اليمن اليوم " بيومين نشرت وسائل الاعلام يوم الاثنين 4 يناير 2016م ، تصريحا للقائم بأعمال السفير الروسي في اليمن نفى فيه صحة ما اورده احمد بن دغر على لسان السفير الروسي في اليمن في مقابلته المنشورة بصحيفة الشرق الاوسط السعودية.
وقال السيد اندريه تشرنوفول- في تصريح لـ"المؤتمرنت" أن ما اورده بن دغر على لسان السفير الروسي اثناء لقائهم في السعودية حول الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام لا أساس له من الصحة.
(2) في تاريخ 31 ديسمبر 2015م ، أصدر قيادي بارز في فرع حزب الرشاد (السلفي) بمحافظة تعز بيانا حول ما يثار عن حصار مدينة تعز ، جاء فيه :
(تم توزيع مئات الاكياس من البر والسلال الغذائية المقدمة من المنظمات المتبرعة لعدة مديريات في تعز، منها مديريتي صاله والمظفر داخل المدينة.
اللافت والمزعج في الامر ان بعض الصعاليك المنتمين لاحد فصائل المقاومة منعوا دخول الناقلات لمديرية القاهرة وسط المدينة، واطلقوا على الناقلات النار ، من اماكن تمركزهم بالدحي الى اماكن الناقلات امام جامعة تعز، مما حدى بالسائقين في المرتين للتوقف والامتناع عن المواصلة.
القاطرات تحمل الف كيس بر، اضافة لسلل غذائية متنوعة، وكذلك عددا لا بأس به من اسطوانات الاوكسجين مرسلة من المحافظ لمستشفى الثورة وسط المدينة.
مازال صعاليك المقاومة بتعز لا يجدون من يحكمهم او يضبطهم، ويريدون استمرار معاناة الناس لاستغلالها في الاسترزاق والحشد المناطقي).
هذا ما جاء في منشور لفرع حزب الرشاد في تعز على الرغم من أن قيادته الهاربة في الرياض تؤيد العدوان على اليمن أرضا وشعبا.