المؤتمرنت - خسائر فادحة للبورصات الخليجية تراجعت أسواق الأسهم في الخليج بنسب كبيرة أمس، وسط توقعات بتواصل الانخفاض الحاد في أسعار النفط، غداة رفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية عن إيران وفق «الاتفاق النووي»، ما سيتيح ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية التي تواجه أساساً فائضاً في العرض، وتوجه نسبة من الاستثمارات الدولية الى ايران التي تحتاج سريعاً الى نحو 50 بليون دولار في القريب العاجل.
وعلى صعيد التداولات، فقدت سوق الأسهم السعودية، الأكبر عربياً، أكثر من 7.2 في المئة في مستهل التداولات إلا أنها استعادت بعضاً من عافيتها قبيل الإغلاق، لتنهي بخسارة 5.44 في المئة عند مستوى 5520.41 نقطة، الذي يقارب أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات. ومنذ مطلع 2016، خسرت السوق السعودية 20.1 في المئة، ما يفوق مجمل خسائرها العام الماضي.
وتراجعت السوق القطرية، وهي الثانية لجهة الحجم خليجياً بعد السعودية، 7.2 في المئة لتنهي التداولات عند مستوى أعلى بقليل من 8500 نقطة. وسجلت كل الأسهم المدرجة في البورصة خسائر. وفقدت السوق القطرية منذ مطلع السنة الجارية 18 في المئة، أي أكثر بثلاثة في المئة من مجموع ما خسرته خلال العام 2015 بكامله. وفقدت سوق دبي، ستة في المئة عند الافتتاح، وأقفلت عند خسارة بنسبة 4.64 في المئة، عند مستوى 2684.9 نقطة، وهو الأدنى منذ ثلاثة أعوام. وفقدت سوق دبي 15 في المئة من قيمتها منذ مطلع 2016.
وتراجع مؤشر سوق أبو ظبي، 4.24 في المئة وبقي فوق مستوى 3700 نقطة. وسجلت كل الأسهم خسائر، خصوصاً تلك الخاصة بالمصارف وقطاع العقارات اللذين فقد كل منهما أكثر من خمسة في المئة. وتراجعت سوق الكويت 3.2 في المئة إلى حدود خمسة آلاف نقطة، وهو مستوى لم تشهده منذ 2004. وفقدت سوقا الأسهم الأصغر حجماً، أي العُمانية والبحرينية، 3.2 و0.4 في المئة على التوالي. وخسرت البورصات الخليجية منذ مطلع 2016، أكثر من 130 بليون دولار منذ مطلع السنة من قيمتها السوقية البالغة حالياً 800 بليون.
ويأتي تراجع أسهم دول الخليج التي تعتمد في شكل رئيس على الواردات النفطية، بعد خسائر كبيرة في أسواق الأسهم العالمية الجمعة عشية عطلة نهاية الأسبوع، علماً بأن الأسواق الخليجية تغلق الجمعة والسبت. ويُتوقَّع ان يؤدي رفع عقوبات عن إيران إلى زيادة صادراتها النفطية، ما سيزيد الكميات المعروضة عالمياً ويتسبب بتراجع إضافي في الأسعار. وفقد النفط أكثر من 20 في المئة من قيمته منذ مطلع 2016، وتراجع إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل. ويأتي ذلك ليواصل نسق الانخفاض الحاد في الأسعار المستمر منذ منتصف 2014.
ويتوقع المتعاملون في سوق النفط ان تكون تحركات الأسعار محدودة اليوم الاثنين لأن رفع قيود تجارية عن إيران كان منتظراً إلى حد بعيد. وأول من أمس أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان إيران وفت بالتزاماتها بكبح برنامجها النووي لتعلن الولايات المتحدة على الفور إلغاء عقوبات خفضت صادرات إيران نحو مليوني برميل يومياً من ذروة ما قبل العقوبات في 2011 إلى أكثر قليلاً من مليون برميل يومياً. وأبدت إيران أملها في زيادة صادرات الخام عقب رفع العقوبات نحو مليون برميل يومياً في غضون عام إلا ان معظم المحللين يتوقعون زيادة بين 200 و500 ألف برميل يومياً في غضون ستة أشهر من رفع العقوبات.
• وكالات
|