الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 10:50 ص
ابحث ابحث عن:
دين
الإثنين, 26-يوليو-2004
المؤتمر نت - توصل علماء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أداء فريضة الصلاة في الإسلام يعتبر طريقة مفيدة لتخفيف آلام المفاصل والظهر، لما تتضمنها من وقوف وركوع وسجود. وأوضحوا أن أداء الصلاة خمس مرات يوميا يساعد على تليين المفاصل وتخفيف تصلبها عند الكثير من المصابين بالأمراض الروماتيزمية، وهي تفيد من يعانون من تيبس العمود الفقري بشكل خاص. وأظهرت الدراسة ... المؤتمر نت -
دراسة علمية أمريكية..الصلاة تعالج الأمراض النفسية وتخفف آلام المفاصل والظهر
توصل علماء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أداء فريضة الصلاة في الإسلام يعتبر طريقة مفيدة لتخفيف آلام المفاصل والظهر، لما تتضمنها من وقوف وركوع وسجود. وأوضحوا أن أداء الصلاة خمس مرات يوميا يساعد على تليين المفاصل وتخفيف تصلبها عند الكثير من المصابين بالأمراض الروماتيزمية، وهي تفيد من يعانون من تيبس العمود الفقري بشكل خاص. وأظهرت الدراسة التي أجريت في مؤسسة البحوث الإسلامية الأمريكية أن الاستقرار النفسي الناتج عن الصلاة ينعكس بدوره على جهاز المناعة في الجسم، ما يسرع التماثل للشفاء، وخصوصا في بعض أمراض المناعة، مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي والذئبة الحمراء. وبينت الدراسة أن معدلات الشفاء من المرض تكون أسرع عند المرضى المواظبين على أداء الصلاة، حيث يغمر قلوبهم الإيمان والتفاؤل والراحة النفسية والروحية والطمأنينة، ما يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة ويزيد من مقاومة الجسم.
ويرى العلماء أن الصلاة وحركاتها تمثل علاجا طبيعيا لحالات الشيخوخة التي يصاب فيها البعض بتآكل الغضاريف وتيبس المفاصل، والذين يعتمد علاجهم بشكل رئيسي على الرياضة.
الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر يؤكد أن الصلاة ليست مجرد طقوس وحركات وسكنات يؤديها المسلم، ثم ينتهي أثرها في حياته بمجرد الانتهاء منها كما في عبادات أتباع الأديان والملل والنحل السماوية وغير السماوية، بل هي عبادة متعددة المنافع والفوائد، لذلك كانت لها منزلتها السامية في الإسلام، إذ هي عماد الدين، وهي أول ما أوجبه الله تعالى من عبادات على عباده، فقد فرضها سبحانه وتعالى على الأمة الإسلامية ليلة الإسراء والمعراج، قبل أن تفرض الزكاة وقبل أن يفرض الصيام، وهي آخر وصية وصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقته الدنيا.
حكم سامية
ويضيف شيخ الأزهر: ولأهمية الصلاة في حياة المسلم جاء ذكرها في القرآن الكريم في اكثر من سبعين موضعا، ومن ذلك قوله تعالى: “اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر”، وقوله سبحانه: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين”، وقوله عز وجل: “وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها”. وقد كان صلى الله عليه وسلم يواظب على أداء الصلاة في أوقاتها مواظبة تامة ويقول: “جعلت قرة عيني في الصلاة”.
ومن أحاديثه صلى الله عليه وسلم في فضل الصلاة ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه أي من وسخه شيء” قالوا: لا يبقى من درنه شيء، فقال صلى الله عليه وسلم: “فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا”.
وعن الأهداف والحكم التي شرعت من اجلها هذه العبادة، يقول الدكتور طنطاوي: لقد شرعت الصلاة لحكم سامية ولمنافع كثيرة، منها: شكر الله تعالى على نعمه وحسن الصلة بين الإنسان وخالقه، فأقرب ما يكون العبد من ربه في وقت الصلاة، ومنها شعور الإنسان خلال الصلاة بالراحة النفسية، والسعادة الروحية ومنها التدرب على حب النظام، لأن المسلم خلال صلاته يلتزم الخشوع والطهارة وعدم الحركة إلا بنظام معين، وبطريقة معينة، ومنها تربية روح التآلف والتعارف والمساواة والتعاون والتراحم في نفس المسلم لاسيما في صلاة الجماعة.
وما يدل على أن للصلاة أثرها العظيم الطيب في النفوس أن إبراهيم عليه السلام دعا الله تعالى أن يجعله هو وذريته من المقيمين لها، ومن المحافظين عليها، فقال: “رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء”.

أثر كبير

الداعية يوسف القرضاوي يؤكد أن للصلاة أهميتها وأثرها الكبير في حياة المسلم. وعلى الالتزام بها وأدائها كما ينبغي يتوقف صلاح حياة المسلم واستقراره روحيا ونفسيا واجتماعيا. ويقول: الصلاة التي يريدها الإسلام ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان وحركات تؤديها الجوارح بلا تدبر من عقل ولا خشوع من قلب، فالصلاة المقبولة التي تحقق أهدافها في حياة المسلم هي التي تأخذ حقها من التأمل والخشية واستحضار عظمة المعبود جل جلاله.
وعن سر تكرار الصلاة خمس مرات كل يوم يقول القرضاوي: لقد جعل الله الصلاة على المؤمنين كتابا موقوتا، أمرهم بإقامتها حين يمسون وحين يصبحون وعشيا وحين يظهرون، كررها خمس مرات في اليوم لتكون “حماما” روحيا للمسلم يتطهر بها من غفلات قلبه وأدران خطاياه. وقد مثل صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في حديثه الشريف، فقال: “أرأيتم لو أن نهرا على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فهل يبقى على بدنه من درنه شيء، قالوا: لا، قال: “كذلك مثل الصلوات الخمس يمحوا الله بهن الخطايا”.
لقد خلق الله الإنسان خلقا عجيبا فيه من الملاك روحانيته، ومن البهيمة شهوتها ومن السباع حميتها، وكثيرا ما تغلبه الشهوة ويستفزه الغضب ويجذبه تراب الأرض الذي خلق منه، فيقع في الأخطاء ويتردى في الخطايا. وليس العيب أن يخطئ الإنسان، فكل بني آدم خطاء ولكن العيب أن يتمادى الإنسان في الخطأ ويستمر في الانحدار حتى يصير كالأنعام أو أضل سبيلا.
وفي الصلوات الخمس كما يقول الدكتور القرضاوي فرصة يثوب فيها المخطئ إلى رشده، ويفيق المغرور من سباته، ويرجع الإنسان إلى ربه، ويطفئ هذا السعار المادي الذي أججته المطامع والشهوات ونسيان الله والدار الآخرة. وفي هذا المعنى يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: “إن لله ملكا ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم.. قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها”.

ارفع رأسك

والصلاة في الإسلام كما يوضح القرضاوي ليست عبادة روحية فحسب، بل هي رياضة بدنية تعزز في مقيمها والحريص عليها الروح الرياضية، وتقوي عضلات بدنه، فهي تتطلب اليقظة المبكرة والنشاط الذي يستقبل اليوم من قبل طلوع الشمس، وهي بكيفيتها المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه بالتمرينات الرياضية الفنية التي يقوم بها الرياضيون اليوم لتقوية الجسم ورياضة أعضائه، فقد كان عليه الصلاة والسلام يقف في الصلاة وقفة معتدلة، لا يطأطئ ولا يتماوت، وقد رأى عمر رجلا يتماوت في صلاته، فقال له: لا تمت علينا ديننا أماتك الله.. ورأى آخر يطأطئ رقبته مظهرا الخشوع، فقال له: ارفع رأسك فإن الخشوع في القلوب وليس الخشوع في الرقاب. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام في ركوعه مستوي الظهر، منتصب الساقين، وإذا سجد جافى عضديه عن فخديه، وإذا خر من القيام للسجود أو نهض من السجود للقيام لم يعتمد على يديه.

وهكذا تكون الصلاة حركة وعملا تشمل جوانب الشخصية كلها، فالجسم في الصلاة يعمل قائما قاعدا، راكعا ساجدا، واللسان يعمل قارئا مكبرا، مسبحا مهللا والعقل يعمل متدبرا متفكرا فيما يتلو أو يتلى عليه من القرآن، والقلب يعمل مستحضرا رقابة الله وخشيته وحبه والشوق إليه.



قوة روحية
الدكتور احمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية الرئيس السابق لجامعة الأزهر لا يرى جديدا في الدراسة الأمريكية، فالصلاة قوة روحية ونفسية وبدنية تمد المسلم بطاقة تعينه على مواجهة كل متاعب الحياة ومصائب الدنيا، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين”. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

وقال د. هاشم: في الصلاة يشعر المؤمن بالسكينة والرضا والطمأنينة، انه يبدأ صلاته بالتكبير فيحس بأن الله اكبر من كل ما يروعه ومن يروعه في هذه الدنيا، ويقرأ فاتحه الكتاب فيجد فيها تغذيه للشعور بنعمة الله: “الحمد لله رب العالمين” وتغذية للشعور بعظمة الله وعدله “مالك يوم الدين” وتغذية للشعور بالحاجة إلى الصلة بالله وإلى عونه سبحانه “إياك نعبد وإياك نستعين” وتغذية للشعور بالحاجة إلى هداية “اهدنا الصراط المستقيم”.
من هنا يعبر الدكتور هاشم عن حزنه وأسفه لانصراف كثير من شبابنا عن الصلاة وانشغالهم عنها. ويقول: هؤلاء لا يدركون مدى الجرم الذي يرتكبونه في حق أنفسهم، فهم أولا يغضبون الله عز وجل ويعرضون أنفسهم لعقابه، فقد اجمع علماء الأمة قديما وحديثا على أن من ترك الصلاة استهزاء بها أو جحودا لها يكون خارجا عن الإسلام، أما من تركها كسلا مع الاعتراف بفرضيتها فإنه يكون مرتكبا جريمة ومعصية يستحق عليها العقوبة في الدنيا والآخرة، ويكفي في تهديد تاركها قوله تعالى: “ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين”. أي أن الملائكة يسألون أهل جهنم يوم القيامة فيقولون لهم ما الذي جعلكم في هذا المصير السيئ داخل النار؟ فيجيب أهل النار بقولهم: لأننا لم نحافظ على الصلاة في الدنيا.
نقلاً عن الخليج




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر