الدكتور/ علي مطهر العثربي -
العدوان على اليمن والإنسانية
إن العدوان الإرهابي البربري الذي تشنه دول التحالف الجاهلي الفاجر بقيادة السعودية ضداليمن قد تجاوز كل المبادئ والقيم الدينية والإنسانية ولم يترك أثراً لمكارم الأخلاق ، حيث أتى هذا العدوان الغادر ليشرعن للفجور والطغيان والإرهاب والغدر بالمبادئ التي نشأت من أجلها الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية ويعتدي على مبادئ الأديان السماوية.
إن العدوان الجاهلي ضد اليمن بات وصمة عار في جبين الإنسانية لا يمكن أن تمحى آثاره الكارثية من ذاكرة الأجيال القادمة ، لأن التاريخ يدون كل صغيرة وكبيرة والضمير الإنساني الحي مازال موجود في النفوس الأبية والحرة التي لا تقبل البيع والشراء والإرتهان للشيطان ، وإن كانت سحابة سوداء وشديدة العتمة قد مرت على الإنسانية أثناء العدوان الغادر على اليمن الذي قارب عام من الغدر والفجور والإرهاب بسبب التضليل وشراء الذمم الذي مارسته دول العدوان الجاهلي ضد اليمن ، إلا أن تلك السحابة لم تستطع التأثير على أصحاب الضمائر الحية والنفوس الأبية والحرة التي لم ولن تقبل الغدر بالمبادئ الدينية والإنسانية ولن تقبل البيع الشراء في المبادئ الدينية والإنسانية ، وقد بدا واضحاً أن قوى العدوان البربري الإرهابي الجاهلي الشيطاني قد وقعت في شر إجرامها وإرهابها وعدوانها ولم تعد قارة على تكميم الأفواه وشراء الذمم من أجل ممارسة هواية القتل والعدوان والإرهاب والغدر بالقيم الدينية والإنسانية أو التلاعب بها لخدمة أهدافها الإرهابية لزعزعت الأمن والسلم العالميين وإرضاء غرور شياطينها الذين تربوا على غدر وقتل الإنسانية جمعاء ، لأن قضية حجب الشمس لا يمكن أن تحدث في زمن التطور الكوني الذي جعل العالم بكل مكوناته الجغرافية والبشرية قرية صغيرة يعلم كل فرد فيها بكل تفاصيل أحداثها، ومن أجل ذلك نقول أن الإنسانية مازالت بخير وأن حقية الغدر والخيانة والإرهاب لا بد أن تتضح وقد قلت في مواضيع سابقة ان المسألة مسألة وقت لتتجلى الأمور وتتضح الحقائق وتسقط كل الأقنعة وينكشف الغدر والفجور والإرهاب الذي ما رسته دول تحالف العدوان الجاهلي الشيطاني .
لقد أصبحت الحقيقة اليوم جلية أمام الرأي العام العالمي الذي أدرك أن تحالف العدوان الجاهلي الشيطاني ضد اليمن قد دمر مقومات الحياة الإنسانية بما فيها كافة البنى التحتية والضرورية واستهدف الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة والمعاقين ودور العبادة العامرة بالركع السجود ودمر البيوت والمخيمات المليئة بالنازحين من العدوان والأمنين في مساكنهم وصالات الاحزان والافراح فهدم كل ذلك على رؤوس الأحياء وكل دابة تسعى في الأرض طلباً للرزق من خالقها جل في علاه .
إن على العالم أن يدرك أن التحالف الجاهلي الإرهابي الشيطاني ضد اليمن قد استهدف الثقافة والحضارة والتراث إلانساني فلم يترك معلماً حضارياً وتراثياً وإنسانياً إلا ودمره بألة الغدر والعدوان الفاجرة بطيران الإرهاب .
إن كل ذلك الإجرام لم يعد خافياً على أحد من بني البشر على الإطلاق ، وأن محاكمة العدوان والإجرام باتت وشيكة ولن تترك أحداً ساهم في ذلك العدوان ولابد أن تنصب المحاكم العاجلة قبل الأجلة من أجل إنصاف اليمن وأهلها أهل الإيمان والحكمة الذين برهنوا للعالم بأسره أن وحدتهم وسيادتهم وسلامة أراضيهم ودولتهم اليمنية الواحدة والموحدة و القادرة والمقتدرة هي لبنة إنسانية في صرح السلام العالمي وأنهم يؤمنون بمبدأ عدم التدخل في شؤون الغير ويرفضون رفضاً قاطعاً التدخل في شؤونهم الداخلية ويجعلون من المصالح المشتركة حمامة السلام بين المكونات البشرية فهل حان الوقت لإنصاف المبادئ والقيم الروحية والانسانية والاتجاه نحو محاكمة القائمين على العدوان ضد اليمن؟؟ نأمل ذلك ونجدد الدعوة إليه مع رسوخ اعتصام اليمن وأهلها بحبل الله المتين والصبر على المكاره واليقين المطلق بأن النصر والظفر حليف اليمن وأهلها مهما تحالف المخادعون لأن قوة الإرادة اليمنية مستمدة من الإرادة الإلهية التي لا غالب لها ، ونؤكد للإنسانية جمعاء أن اليمن بأبنائها النبلاء والشرفاء أولي البأس الشديد سيظلون الصخرة الكبرى التي تتحطم أمامها كل الأطماع الاستعمارية بإذن الله.