المؤتمرنت-المكلا- عوض كشميم -
اغتسال في زرقة البحر صباحاً ورقص على أمواجه في المساء
إن نور الصباح يغسل فجر الصباح على شاطئ بحر العرب غير المتناهي في مدينة المكلا الساحلية ، حيث يجتمع أبناء المدينة شيوخ وشباب ونساء وأطفال للاستمتاع ، والاغتسال في مياه البحر طيلة نجم (البلدة) حين يلتئم أكبر جمع من الأطفال تريقُ الأمواج أصواتها المؤتلفة في قلب الأرض الصاغية ، وهدوء صباح المدينة الباكر حين يشرع صيادو المكلا قواربهم نحو البحر.. المشهد كان رائعاً على امتداد الشاطئ. يغتسلون بمياه البحر صباحاً..!! في حلم الفجر المخضل بالندى كان انطلاقنا باتجاه البحر وتحديداً من كورنيش (العمودي) إلى نهاية شارع (60) نحو مدينة خوه الجديدة على طول الكورنيش الجديد. المشهد يبدو رائعاً.. مرتادو البحر كثر، وأكثرهم من الأطفال والشيوخ يصل عددهم من 1000-1500 مواطن، وعن فوائد الاغتسال في هذا النجم (البلدة) يقول المواطن سالم عبدالله من أبناء (المكلا): الاغتسال في مياه البحر خلال نجم البلدة عادة توارثها سكان المدينة منذ أكثر من ثلاثمائة عام فجر كل يوم عندما تكون المياه باردة ولعدة أيام يشعر المرء بشيء من الإرتياح وفيه علاج لكثير من الأمراض كضغط الدم، والسكري، ومختلف الأمراض الجلدية. فيما يؤكد الصياد محمد الساحلي: (أن أهالي المكلا لديهم اعتقاد أن الاغتسال في مياه البحر الباردة خلال نجم (البلدة) تثبت لديهم فائدة للعلاج بالاغتسال، ويتحدث الصياد (الساحلي) من خلال تجربته العملية كصياد في البحر أنه ينصح المرتادين بعدم الاغتسال بعد الساعة التاسعة صباحاً لأن البحر يكون هائجاً وفيه خطورة على حياة الإنسان. ومن خلال جلوسنا مع المواطنين يقولون: أن الاغتسال في المياه الباردة يمد الجسم بالطاقة والحيوية والنشاط. وهناك حكاية شعبية لطبيعة الموروث في المكلا يرددها القدماء تقول: غسل البلدة ترجع العجوز ولدة. فإذا كان للرجال حضورهم فإن للنسوة حضورهن أيضاً، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أيضاً أن رواية القدامى فيها شيء من الواقع وهذا ما رأيناه بأعيننا في صباح ذلك اليوم وهن يغتسلن في مياه البحر في مكان مخصص لهن. فكرة المهرجان.. يقول الأخ/ عبدالقادر هلال محافظ محافظة حضرموت: إن فكرة إقامة المهرجان السياحي الأول لنجم البلدة بمحافظة حضرموت يأتي في إطار اهتمامنا بإحياء التراث الشعبي والترويج للعادات والتقاليد التي مارسها أجدادنا والمحافظة عليها من الاندثار، واستغلال كافة الإمكانيات والمقومات السياحية التي تتمتع بها حضرموت وعاصمتها المكلا لعكسها في تنشيط العمل السياحي والتجاري بالمحافظة، ويؤكد أن هذه الفعاليات ستفتح باباً جديداً للجذب السياحي داخلياً وخارجياً الأمر الذي سيدفع بعملية التنمية نحو الأفضل وسيخدم الاقتصاد الوطني داعياً الجميع إلى التفاعل الإيجابي مع هذا الحدث وإظهاره بشكل يليق بمكانة حضرموت وسمعتها السياحية والتاريخية وموروثها الثقافي والفني وعاداتها وتقاليدها الأصيلة. قرية من سعف النخيل الدكتور/ سالم العوبثاني مدير عام مديرية المكلا يرى إبراز هذا الحدث الذي تحتضنه مدينة المكلا في جوانبه التراثية بكل أنواعها: لكي نجعل هذه المدينة لوحة تراثية جذابة للناظرين، موضحاً أن هذا المهرجان ليس آخر حدث بل سبقته فعاليات عديدة وما زلنا نطمح إلى مشاريع أكثر وفي مجالات مختلفة، وأشار إلى أن فعاليات المهرجان تشتمل على إقامة بناء قرية تراثية من سعف النخيل على كورنيش المكلا، وفي الفلكلور الشعبي من خلال إقامة الألعاب الشعبية، والأهازيج والمساجلات الشعرية وعقد الندوات العلمية وغيرها من الفعاليات المتنوعة ذات الطابع التراثي. ولعل التنوع الثقافي التي تزخر به اليمن يكون عاملاً فاعلاً في هذا المهرجان فقد لمسنا مشاركة للفرق الفنية والشعبية من محافظات: (عدن- إب- الحديدة- أبين) في الحفلات المسائية على مسرح الكورنيش كان الحضور كبيراً، وقد تميز بمشاركات متنوعة وتتخلل فعالية كل ليلة من ليالي المهرجان الفنية والغنائية جوائز نقدية وعينية مقدمة من الشركات الاستثمارية في محافظة حضرموت، هذا التفكير الجديد أكسب الفعاليات نكهة خاصة ناهيك عن الاستمتاع باللون الفني الذي يقدمه نخبة من كبار فناني المحافظة والمحافظات اليمنية المشاركة. بُعد المكلا شاق.. لإنجاح هذا المهرجان حشدت السلطة المحلية بالمحافظة وراعي المهرجان (مصنع المكلا لتعليب الأسماك) كافة الإمكانيات للترويج السياحي لهذه المدينة الجميلة (المكلا) وفي ظل صنعاء عاصمة للثقافة العربية، وفي وقت يتوافد فيه مغتربونا وأسرهم إلى أرض الوطن، وهي فرصة طيبة تقفيها طيورنا المهاجرة بين أحضان الوطن للتعرف عن كثب على ما شهدته محافظة حضرموت والوطن اليمني عامة من نمو وتطور متسارع في حاضر الوحدة المباركة فضلاً عن التمتع بما تكتنزه أرضنا الطيبة من موروث تراثي هائل ذاع صيته أرجاء الأرض المعمورة لذلك يزداد اشتياق المهاجرين للعودة وزيارة ذويهم حيث خريف هذا النجم يصادف العطلة الصيفية فجاء شعار المهرجان (بُعد المكلا شاق) للشاعر المبدع الوزير خالدعبدالعزيز ليدلل ذلك الولع حسب إفادة الأستاذ علي صالح باقي المدير العام للإعلام والعلاقات العامة بديوان محافظة حضرموت رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان.