الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:45 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 05-مارس-2016
المؤتمر نت -     عبدالكريم المدي -
للتذكير فقط: ألم يبكِ اليمنيون صدام.. ألم يحاربوا إيران معه؟!
إذا كان هناك من سيقتنع بأن السمك في الماء ظمآن ، فعليه أن يقتنع بأن الأعمال الإرهابية في جنوب اليمن تعود لما يحبون تسميته بـ (قاعدة عفّاش).
يا جماعة هناك قاعدة ثابتة:(لا ينفي انكار الأعمى للنور وجود النور)، والأمر نفسه ينسحب على حقيقة إنه لا ينفي انكار السعودية ومؤيديّ العاصفة للإرهاب المسيطر على الجنوب اليمني وجوده بكل أطيافه ومسمياته وأشكاله وعمائمه وراياته..

متى سيترفّع هوءلاء عن توافه التضليل وتزييف الواقع، ويحاولون قول الحقيقة ولو لمرة واحدة، أو فالصمت أشرف لهم وأقل خدمة للتطرُّف، وإيذاء لعقولنا ومشاعرنا.
إن تكريس ثقافة الكذب والتبرير للفشل والفوضى وبهذه الطريقة البليدة معيب بحق صاحبها أولا: وسترتدُّ نتائجها عليه ثانيا: ناهيك عن كونها محاولة تنصّل عن المسؤلية التي يتحملها أمام الله والتاريخ والأجيال، حيثُ يُعتبرُ أمام كل هوءلاء مشارك بكل ما يجري من إجرام بحق الشعوب وتغوّل مخيف في نسيجها الاجتماعي يؤدي إلى تفتيت تعايشها ومنظومتها القيمية والأخلاقية.

ارحمونا يا هوءلاء، احترموا أذهاننا، غيروا على الأقل، من أساليب الكذب وإزدواحيات المعايير، وسياسات التجريف التي تجري بحقّ الوعي الجمعي لشعوب المنطقة، كفوا عن تحليل الأحداث بهذه الوسائل، قننوا من الثقة والأوهام المفرطة بأن كل شيء يصبُّ في مصلحتكم، خاصموا وادّبوا صالح والحوثي إن استطعتم، اسقطوا الأسد ونظامه كما تريدون،وتخلصوا من حزب الله وسلاحه مثلما تُريدون، اسقطوا النظام الإيراني، وليذهب إلى الجحيم، لكن لا تبيعوا للناس الأوهام بكل هذه الصفاقة، وتستخفّون بعقولهم لهذا الحد الذي تتخيلون معه أيضا،بأنكم تمتلكون القدرة في تحويل المجتمعات إلى قطعان من ( المواشي البشرية) مغلقة الحسّ، بالكاد يستطيع أفرادها التفريق بين الأبيض والأسود ومفردتيّ (سُنّة – شيعة) بالطريقة التي تريدها وتحددها المرجعيات الدينية والحجّاب.

إن السير في هذه المسالك فاشل والإصرار على فرض ثقافة الإتّباع لا الإبتداع فاشل، والاعتقاد بأن السيطرة على العقول يُمكن أن تأتي من خلال تفسير كل شيء وفقاً لمنهجية نمطية، تقليدية، استعباطية، رجعية طائفية، هو الآخر فاشل.

من حقكم أن تدفعوا بما يدعم فكرتكم وينتصر لغالبيتنا (السنية) في هذه الشعوب المنكوبة بكم وبإيران، لكن لا تأتي قنوات كـ العربية بضيوفها الفطاحلة وخطابها (المجنون) يوم الجمعة 4 مارس وتحاول أن تقول لي وتقنعني بإن من قام بقتل (15) شخصا في دار العجزة المسنين في مدينة عدن هي (قاعدة صالح)، وصالح هو نفسه من لجأ ويلجأ لمثل هذه الأعمال، كلما تقدمت المقاومة والجيش الوطني، وذلك من أجل خلط الأوراق، بالله عليكم عن أي أوراق تتحدثون، وهل بقيّ هناك من أوراق أصلا لم تُخلط أو تُحرق أو تُغرق أو تُمزّق..؟!

عيب عليكم ما تقومون به من تزييف وتدليس، فأي سُنّي ،أووهابي ،أوسلفي، أو حنبلي، أو حنفي، أو مالكي، يتمتع بقليل من العقلانية وروح الإنصاف يسمعكم وأنتم تقولون هذا الكلام الفارغ سيبتعد عنكم ليس مليون كيلو متر وإنما مليون سنة ضوئية وأكثر.

اتقوا الله فينا يا إخوان، يا أشقاء.. حاولوا أن تهبطوا من المدارات التي تحلقون فيها بدون جاذبية، فاقدين رصانتكم وإحساسكم بالأشياء من حولكم، اهبطوا للواقع وركبوا الأحداث والمعادلات والتحليلات بصورة صحيحة ومنطقية، وكفوا عن هذا الهراء والهرج الذي يقدمكم كسُذّج من جهة، ومن جهة ثانية كخُدّام للتطرُّف والفوضى، تدفعون بهذه المجتمعات من المعلوم إلى المجهول ومن الجهل إلى جهل الجهل، وتذكروا إن هناك خالق عليم بكل شيء يُراقب ويُحاسب، وهناك أيضا من البشر من يميز بين الأشياء، ويحكم بالنتائج الملموسة وليس بالأقوال المأثورة والشعور الراهن؟

لهذا لا تعتقدوا إن كل الناس مغفلين وعبارة عن أعداد بشرية مقيدة بالمذهبية وبمفردتيّ (سُنّة – شيعة) فالواقع يقول عكس ذلك، ويقول إن هناك شرائح واسعة متنورة جدا ويمنية وقومية حتى العظم، من السنة والشيعة، وإن اردتم فرزا وتصنيفا، ليس كل زيدي يمني يؤيد إيران ويفتح لها عقله ويتخلى أمام عمائم قم ومشهد عن هويته ووطنيته، ولا تنسوا إن عشرات الآلاف من زيود اليمن، هم من قاتل جنباً إلى جانب مع الجيش العراقي ضد إيران الشيعية، فيما أبطال سُنتكم كانوا منشغلين بملاحقة الموضة والموديلات، وتقاسم وتوزيع بنات الحور في الدنيا والآخرة، ولا تنسوا أيضا، إن زيود اليمن بكوا الشهيد صدام حسين أياما وشهور في كل بيت يمني، فيما أبناء السنة في خليجكم العربي المطور، ذبحوا الولائم وطاروا آلاف الأميال لمختلف جزر ومنتجعات العالم احتفاء بمناسبة شنق صدام الذي كان يُعدُّ الحارس الأول لأنظمتكم وفوبيا هويتكم.

تحلوا بالعقلانية واعلموا إن مايجري ما هو إلا عبارة عن تحويل هذه المجتمعات إلى خزانات ضخمة من الفوضى والطائفية، والبؤر التي تتلاقح في صلبها كل التناقضات والكبائر التي تتفجر فيها ومعها النوازع الشريرة والمصائب.

واستوعبوا إن مصلحة الجميع تكمن في عدم تحويل حياة شعوب المنطقة كلها إلى حروب ومجازر إنسانية، وأحقاد ومآسي، تنقل الكل من الهوية الوطنية والقومية والثقافية والتاريخية والإنسانية، إلى هويات صغيرة، فرعية، دينية، طائفية، مذهبية تُكرس أنماط عدة من العصبيات التي تستلبنا جميعاً من ذواتنا وعصرنا ومستقبلنا وجذورنا التاريخية المشتركة.

عذرا أضيف:
خذوها مننا بالبلاااااااش: علي عبدالله صالح، صحيح هو خصم عسكري وسياسي شرس ومتمرس ومناور وذكي ومرن ومتصلب، لكنه ليس إرهابياً ولا مؤدلجاً ولا طائفياً ولا متقلباً في مبادئه، هو رجل متمسك بقناعاته وثوابته ويمنيته وعروبته فوق ما تتخيلون، يقف بوضوح وبكل عنفوان مع نفسه ومع ما يؤمن به، شاهراً سيفيّ السّلم والحرب ،دائماً يعشق سلوك ولباس الفارس ،وقناع البطل ولم يكن يوماً جباناً ولامتنكراً يقف بجسم بلارأس..

وبالتالي فإن استعداءه وسوء تقديركم له كان واحدة من أهم خطاياكم الكبرى والتاريخية..




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر