الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 07:02 م
ابحث ابحث عن:
حوار
المؤتمر نت -

الإثنين, 14-مارس-2016
المؤتمرنت: حاوره/ توفيق الشرعبي -
حازب: العدوان لم يحقق شيئاً من أهدافه المعلنة سوى قتل الأبرياء وتدمير مقدرات وطنهم
يظل الشيخ حسين حازب عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام كما عرفه اليمنيون جريئاً في رأيه.. صريحاً في طرحه قارئاً حصيفاً للأحداث، سياسياً شجاعاً وقيادياً مؤتمرياً قوياً وفاعلاً..

التقه صحيفة «الميثاق» وقرأت معه الأحداث خلال عام من العدوان الغاشم والحصار الجائر ضد اليمن بقيادة المملكة السعودية..
وبكل تأكيد أن تفاصيل الحوار مع الشيخ حازب فيها ما يغني عن التقديم له.. فإلى مضامين ما قال:

♢ في البدء شيخ حسين حازب قراءتك للمشهد خلال عام من العدوان؟
- مرور عام على العدوان كشف للعالم وتحديداً للطامعين في اليمن أن الشعب اليمني لاينكسر ولا يستسلم، اليمن بعد عام من العدوان تقدم دروساً في الصمود والدفاع عن الأرض والعرض.
ورغم أنه لا مقارنة إطلاقاً بين امكانات العدو من ترسانة وإعلام وبين امكانات القوى الوطنية الواقفة في وجه العدوان ولكن رغم الفارق قدم اليمنيون نموذجاً فريداً في الثبات والصمود والتلاحم والتكافل.
وكل المحاولات التي بُذلت لتفكيك الجبهة الداخلية باءت بالفشل ولهذا نؤكد أن اليمنيين مستعدون للصمود أكثر مما يتوقع العدو لأنه لايوجد عند الشعب اليمني حل آخر غير الصمود أو الاستسلام، الذي هو غير وارد في قاموس وتاريخ هذا الشعب الأبي..
الشعب اليمني لا يعتدي ولكنه يقاوم.. الشعب اليمني ينتصر أو يستشهد، مظلومية هذا الشعب كبيرة ومأساته كارثية تجاوزت المعقول والمنطق، كل شيء دمر في اليمن، مقومات الحياة استهدفت في كل مجال ومكان، فرض على هذا الشعب حصار خانق، منعت عليه كل وسائل الحياة لا غذاء ولا دواء ولا وقود ولا كهرباء ولا ماء.. ماهو ذنبه؟.. لاشيء سوى أنه أراد الاستقلال بقراره، بتوجهاته من التبعية والارتهان.. أراد ألا يكون ذيلاً لأحد في الداخل أو الخارج..
لكن مهما بلغت معاناة هذا الشعب فهو صابر، صامد يعول على خالقه، ويلجأ إليه، أمله بالله كبير والله سينصفه وسيفرج كربه ذلك جزء مما أراه بعد عام من العدوان ومهما قلنا فالصورة أكبر..

♢ هل هناك مؤشرات لحل ناجع يوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب اليمني؟
- لا تلوح في الأفق بوادر انفراجة بعد عام من العدوان على الشعب اليمني، وما نحن واثقون منه أن هذا الشعب قادر على الصمود ولا يبخل على وطنه بالتضحيات..

♢ في الأسبوع الماضي تكشفت للعالم محادثات سعودية- حوثية.. هل كان المؤتمر الشعبي على علم بها واطلاع بمضامينها؟
- نعم.. المؤتمر وأنصار الله فيما يتعلق بالمحادثات مع الطرف الخارجي لا خلاف بينهم، هناك تنسيق في الملف الخارجي فيما يتعلق بالعدوان..
ولعلك تذكر ما قاله الزعيم علي عبدالله صالح في آخر لقاء مع اللجنة العامة بهذا الخصوص، ولعله قدم نصيحة للسعودية بأن تتفاوض مع أنصار الله، وبالتالي المؤتمر وأنصار الله منسقون في مسقط وفي جنيف وعند لقائهم بالمبعوث الأممي في صنعاء كانوا موحدين.. وبالتالي لا إشكالية..
فالذين يقاتلون في الجبهات هم رجال اليمن من الجيش ومن اللجان الشعبية ومن شرفاء الوطن ولا يوجد صك ملكية بهم لا لأنصار الله ولا للمؤتمر.. هؤلاء المقاتلون هم ملك الشعب اليمني، وأنصار الله والمؤتمر فهم عبارة عن قادة وليسوا مُلاكاً لهم وبالتالي من حضر كفى ووفى.. فلا يوجد إلاّ وطن واحد..

♢ هل تتوقع أن تفضي هذه المحادثات إلى مفاوضات أوسع يمكن البناء عليها لحوار يمني- سعودي؟
- أتذكر أني في ثالث يوم من العدوان وجهت رسالة للملك سلمان وحلفائه في السعودية ونشرت هذه الرسالة في أكثر من وسيلة إعلامية قلت فيها: إن لهم خمسين سنة وهم لم يفهموا اليمن وأن من أقنعهم بخوض هذه الحرب هم من أوقعهم في الخطأ في حق أنفسهم وحق اليمن..
ونصحتهم أن يتفاهموا مع من يقاتلهم، فالحوار مع من يقاتلهم هو الطريق الصحيح للخروج مما وقعوا فيه، لكنهم استمروا في الخطأ وهاهم قد بدأوا يمضون في الطريق الصحيح بهذه المحادثات مع أنصار الله.
وهذا العدوان لن يتوقف إلاّ بالحوار مع السعودية للعودة إلى العملية السياسية، ومن الطبيعي والمنطقي أن يتحاور من يريد السلام مع من يقاتله وليس مع طرف ثالث..
ولا أستبعد أن تفضي هذه المحادثات التي تتم بين السعودية وأنصار الله إلى حوار يمني- سعودي وأتوقع أن يظهر المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ في الأيام القادمة ليكمل مشواره.

♢ بدأت الضغوط الخارجية تتزايد يوماً بعد يوم لايقاف الحرب في اليمن وسرعة استئناف الحوار بين اطراف الصراع لايجاد حل سياسي.. هل يعني هذا اعترافاً بعدم امكانية الحل العسكري كما كانت ترغب الجارة السعودية؟
- ربما العالم يريد إيقاف الحرب في اليمن وكثير من التحركات والتصريحات لمسئولين أو قادة دول تؤكد ذلك، إلاّ أن التحالف كان لديهم أوهام تزين لهم الاستمرار في عدوانهم وأنهم بمجرد أن يتجاوزوا فرضة نهم سيصلون إلى صنعاء.. هذه الأوهام جعلتهم مرة تلو الأخرى يطلبون من المجتمع الدولي فرصة لاستكمال الحسم العسكري ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، فقد أخفقوا في كل مرة والعالم مستوعب تماماً استحالة حسم الأمر في اليمن عسكرياً لأي طرف، وبالتالي بدأوا ينشطون في تحركاتهم لايجاد مخرج لليمن، وبالتأكيد السعودية لا تُقْدِم على حرب أو سلام إلاّ برضا وغطاء من هؤلاء، وهذه التحركات الدولية بدأت تنعكس على الواقع بالمحادثات السعودية مع أنصار الله.

♢ قراءتك للتصريح الأمريكي- الروسي الذي اعلنته خارجيتا البلدين باتفاقهما بشأن اليمن.. وهل يمكن الربط مع ما يحدث في سوريا؟
- لا أستبعد أن ما يجري في سوريا في معزل عما يجري في اليمن، أجزم بأن الترتيبات التي تحدث في سوريا على صلة تامة بما يحدث في اليمن..
أرى أن لا فروف وكيري يعدان سايكس بيكو جديداً في العالم العربي والإقليم المحيط..
ففي عام 1916م اجتمع وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني «سايكس- وبيكو» وفصَّلا البلاد العربية لمائة سنة..
وها هما لافروف وكيري يسيران بنفس النهج لتفصيل البلاد العربية وتقسيمها وتقاسمها، ولكن ماذا ستكون تسمية اتفاقيتهما؟! ربما تحمل اسم كيري لافروف، فأي تصريح لهذين العجوزين اللذين لا يتوقفان عن الحركة ساعة واحدة لا يأتي على عواهنه، هما فعلاً يجريان مباحثات لتفصيل الشرق الأوسط الجديد.. وما نتمناه نحن في اليمن أن نخرج بأقل الخسائر من محادثاتهما ومشارطهما ومباضعهما التي يستخدمانها في الجسد العربي والإسلامي المريض، فلا الأمريكي يريد لنا خيراً ولا الروسي أيضاً هم يعملون من أجل شعوبهم ومصالحهم..

♢ كذلك هناك تأكيدات من ذات الدولتين على محاربة الإرهاب في اليمن وليبيا.. هل نتوقع حدوث ما يجري في سوريا في بلادنا؟
- إن كانوا صادقين في ذلك فالإرهاب مولود عالمي وعدو للعالم، وخير من الحروب تجفيف منابع الإرهاب وتجميد مصادر دعمه مالياً وفكرياً وإعلامياً وسياسياً وهي معروفة.. لكن الغريب في الأمر أن هذه الدول العظمى تحارب الإرهاب في مناطق ما وفي نفس الوقت تتحالف معه ومع داعميه ومموليه بالمال والفكر والمعلومة في مناطق أخرى، وهنا المشكلة، والإرهاب صناعتهم لتشويه ديننا وقيمنا والسيطرة على مواردنا وأسواقنا ولنقتل بعضنا البعض وننشغل ببعضنا البعض ليضمنوا ما سبق الإشارة إليه ولحماية دولة إسرائىل!

♢ كيف تقرأ مستقبل العلاقات اليمنية مع دول تحالف العدوان في حال تمت تسوية لإنهاء الحرب؟
- لا مشكلة مع الشعوب، دائماً الشعوب تكون ضحية أنظمتها والأنظمة الخليجية هي أكبر الخاسرين وعدوانهم على اليمن سيؤدي إلى تغييرهم مائة في المائة، وستظل العلاقات بين الشعوب علاقات طبيعية وسيتم مداواة الجراح بإذن الله.

♢ على أي أساس بنيت توقعاتك بل جزمت بأن الأنظمة الخليجية ستتغير؟
- الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بيننا، فهل بعد هذا الظلم والتجبر والتكبر والقتل والتدمير الذي ترتكبه هذه الأنظمة بحق الأبرياء من أبناء الشعب اليمني نساء وأطفالاً ومسنين.. بحق المرضى والمعوقين والمكفوفين.. بحق الفقراء والبسطاء واليتامى.. بحق الخدمات من مستشفيات وآبار وآثار ومدارس ومعاهد وجامعات ومساجد ومصانع وموانئ.. و.. و.. الخ..
هل هناك ظلم أشد من هذا، ودائماً القرى يأخذها الله بظلم مترفيها، والترف الخليجي طغى وبغى والله كفيل بأخذه وهذا ظننا به ووعده الذي نثق به.. إذاً فهذه الأنظمة إما أنها ستُغير من تجبرها وأخطائها وتصلح ما أفسدة في أدائها ستعترف بخطئها وستعالج ذلك الخطأ، أو سيتم تغييرها من الله أو بتصرفاتها فالتصرفات المخالفة للحق والعدل قد تكون استدراجاً من الله تمهيداً للتغيير، فالله لا يغفل عما يعمل الظالمون..

♢ بالانتقال إلى مأرب باعتبارك أحد أهم الشخصيات الاجتماعية فيها.. فقد أعلن الناطق باسم الجيش بدء معركة تحرير مأرب من الغزاة.. ما جدوى هذه الخطوة وأهميتها في هذا التوقيت؟
- أولاً مأرب ليست محتلة حتى يتم تحريرها، هناك مجموعة من الغزاة ممن قادهم بعض أبناء مأرب من المنتمين للإصلاح وتسببوا بما حصل في مديرية مأرب المدينة وفي صرواح ومديريات الجدعان..
مأرب مازالت في حضن الوطن ومع شرعية الوطن والشعب، وليفهم هذا من لم يفهم إلى الآن، 80% من قبائل مأرب لايزالون مع الوطن وضد العدوان.. لكن يجب أن نشير إلى أن القوم في صنعاء- أحزاباً وحكومات- تركوا مأرب منذ 2011م إعلامياً وسياسياً وتنظيمياً وسلطة محلية، لحزب الإصلاح حتى أصبحت في نظر الناس كأنها مع الغزاة وهذا غير صحيح.. عليهم أن يتجاوزوا هذا المفهوم وهذه النظرة عن أهل مأرب.. أبناء مأرب مع الوطن ومع حكومة وسلطة صنعاء العاصمة السياسية والدستورية وعمرهم ما كانوا ضدها في يوم من الأيام ولا عمرهم كانوا مع العدوان على بلادهم ولا عمرهم كانوا مع الغزاة والمحتلين أو الإرهابيين.. مأرب مع الشعب اليمني مع الوطن وليست بيد العدوان..
وأنوه إلى أن المؤتمر الشعبي العام ترك هذه المحافظة بعد 2011م لمن جاء بعده، أيضاً أنصار الله بعد 2014م تركوا مارب، والمقصود بالترك هنا الإهمال لهذه المحافظة وعدم النأي بها عن الصراعات كونها تحتضن مصالح وطنية مهمة للشعب اليمني.

♢ أنت ممثل مأرب في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام.. وهذا يجعلك في مرمى المسئولية عن ترك المؤتمر لها قبل 2011م؟
- لو تعودوا إلى محاضر جلسات اللجنة العامة ستجدون موقفي فيها.. والإهمال كان من المسئولين المباشرين والسلطات العليا.. ورغم تجاهل المسئولين لها في كل المراحل إلاّ أن مأرب ستظل وطنية وأغلبية أبنائها صامتون ولم يذهبوا إلى منفذ الوديعة، استمروا في بيوتهم لعدم الالتفات إليهم ودعمهم في الالتحاق بجبهات الدفاع عن الوطن.. وقلة قليلة من أبناء مأرب من هم مع العدوان وهم من المنتمين لحزب الإصلاح، أو من دفعتهم الحاجة للمال أو السلاح أو مغرر بهم بفعل التعبئة الإعلامية والسياسية التي يقوم بها العدوان ومعاونوه.. وغياب دور الأحزاب والقوى المناهضة للعدوان في الجانب التنظيمي والإعلامي والسياسي في أوساط الناس، وكذلك صمت كبار القوم بسبب أن الأحزاب والحكومات المتعاقبة تجاهلت دور كبار القوم واعتمدت على الأحزاب التي لم تقدر على تغطية دور الكبار الذي أراد حكام اليمن تهميشه واكتفوا بالأحزاب..

♢ مأرب أصابها نصيب كبير من إجرام تحالف العدوان بقيادة آل سعود.. هل لك أن تضع القارئ على الصورة الحقيقية لما يجري في هذه المحافظة الصامدة؟
- مأرب كغيرها من المحافظات تعيش مأساة إنسانية وإن كانت تزيد على نظيراتها في المأساة بعدد الغارات المكثفة التي يشنها طيران العدوان يومياً عليها وكذلك القنابل المحرمة دولياً التي تتساقط عليها..
ويكفي هذه المحافظة ألماً أن العدوان تعمد وعمل على تغييب دورها الاقتصادي والإنساني في مد المحافظات الأخرى بما كانت تمدها به من كهرباء وبترول وغاز.. بل ويسعى إلى عزلها تماماً عن بقية المحافظات وهي المنفذ المهم والرئيسي لليمن داخلياً وبين اليمن والعالم الخارجي وها هو العدوان وأعوانه الآن تسببوا في حرمان أبناء المحافظة من الطرق التي تربط بين مارب وصنعاء..

♢ العدوان أحدث شرخاً مجتمعياً في اليمن.. كيف لليمنيين أن يتداركوا هذا التفكك ورأب الصدع الذي يتوسع يوماً بعد يوم؟
- الشرخ المجتمعي في اليمن لن يتم مهما عمل العدوان على إذكاء صراع داخلي سواءً مناطقياً أو تشطيرياً أو مذهبياً أو طائفياً، ولو وجد حالياً في حده الأدنى فهو نتاج استمرار الحرب والتعبئة الخاطئة..
وبوقفة بسيطة على التاريخ القريب ندرك أن السعودية تعمل منذ عقود على جر اليمنيين زيود وشوافع لأن يكونوا سنة، وكذلك جاءت إيران لتجعل الزيود شيعة..
وهذا مخالف لحقيقة أن اليمنيين لا شيعة ولا سنة.. اليمنيون زيود وشوافع أي سنة الشيعة وشيعة السنة، وأحذر الجميع من خلالكم أن ينجروا في ظل الصراع القائم والعدوان الغاشم إلى الرضوخ أو القبول بمساعي الدولتين السعودية وإيران، إلى تصديق هذه التوعية، فاليمنيون كانوا ومازالوا شوافع وزيوداً ولن نقبل إلاّ أن نكون كذلك لأننا هكذا منذ ألف ومائتي عام فلماذا نذهب إلى ما يؤدي للتمزيق وتفتيت الانسجام الحاصل بين اليمنيين زيوداً وشوافع، مؤمنين بالتآخي فيما بينهم وبالله رباً وبمحمدٍ نبياً، رافضين أية مسميات ما أنزل الله بها من سلطان تفضي إلى تفكيك العروة الوثقى بينهم..

♢ عام مضى والمؤتمر يواجه العدوان بصلابة وحكمة.. هذه التجربة هل أوصلت المؤتمر إلى قناعات لإعادة النظر في تحالفاته؟
- للأسف المؤتمر الشعبي وقياداته لم يحسموا أمرهم في هذا الجانب إن كنت تقصد هذه المرحلة التي نعيشها.. والمؤتمر من أجل الوطن ينسى نفسه.

♢ ما انعكاسات ونتائج اللقاءات الموسعة التي دشنها المؤتمر الشعبي الشهر الماضي برئاسة الاستاذ عارف الزوكا الأمين العام بدءاً من العاصمة صنعاء؟
- أشكر قيادة المؤتمر على اقدامها على عقد هذه اللقاءات الوطنية الموسعة وهي قليل في حق كل مؤتمري صامد وثابت ومضحي بدمه وماله لمواجهة عدوان التحالف، ونوع من الشكر والعرفان، كما أشكر قبائل الطوق وأثمن مواقفهم البطولية التي يقومون بها ومعهم أعضاء وحلفاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام.. ولكنني وعبر صحيفة «الميثاق» أوجه إليهم رسالة بأن الدفاع عن صنعاء ليس مسئولية قبائل الطوق فقط، وإنما مسئوليتنا جميعاً ابن المهرة، ابن صعدة، ابن تعز، ابن حجة ابن ذمار ابن مارب ابن لحج والضالع وأبين والبيضاء وكل أبناء محافظات الجمهورية ومسئولية كل من يسكن هذه العاصمة التاريخية، الحضن الدافئ لليمنيين جميعاً، الدفاع عنها بالسلاح، بالمعلومة، باليقظة، باستمرار الحياة فيها عملاً ونشاطاً وحركة فهي من يستوعب كل اليمنيين في كل الظروف.

♢ كلامك هذا يوحي وكأن اللقاءات الموسعة مقتصرة على مديريات الطوق للدفاع عن صنعاء..؟
- لا أقصد ما فهمته أنت.. هذه اللقاءات نوعية تأتي ضمن الأنشطة والفعاليات التنظيمية وستمتد إلى جميع المحافظات كما يحصل كل عام، هذه اللقاءات جزء من الخطة التنظيمية للأمانة العامة بدأت من العاصمة صنعاء وسترونها في المحافظات الباقية إن شاء الله.

♢ باعتقادك هل وصلت رسالة انعقاد هذه اللقاءات النوعية في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن والمؤتمر الشعبي.. هل وصلت إلى دول العدوان؟
- نعم وصلت، ولو يستمع النظام السعودي لمن يقاتلهم فسيصل إلى حقيقة اليمنيين وخطئه في فهم هذا الشعب، وإن ظل يستمع لمن يقاتلون معه فسيبقى مغشوشاً سادراً في خطئه.. وأنصحهم أن يستمعوا للكلام ممن يقاتلهم إذا أرادوا الخروج من الخطأ الفادح الذي غرقوا فيه، أما لو ظلوا منصتين لمن يقاتل معهم فوالله إنهم في الطريق التي تباعد بينهم وبين جارهم المسالم..

♢ وهل تتوقع أن رسالة اللقاءات أيضاً وصلت للقوى الوطنية المناهضة والصامدة في وجه العدوان؟
- بالتأكيد.. وطبعاً هي ليست للاستهلاك الإعلامي فمن يحضر هذه اللقاءات أو يشاهدها يجد أن الحاضرين فيها هم رؤوس القبائل ورجالها وقياداتها وأعيانها.. تستطيع القول بأنها لقاءات أكثر من تنظيمية، هي لقاءات وطنية ومجتمعية أكثر من كونها مؤتمرية.

♢ المشهد في المحافظات الجنوبية.. هل استوقف الشيخ حسين حازب لقراءته؟
- المشهد في المحافظات يؤكد أنه لن يتم الاتفاق على قائد ولا موقف موحد في الجنوب وهذا شيء مؤسف.. كنا نقول لهم في مؤتمر الحوار أنتم ستضيعون قضيتكم بمراهنتكم على أمور غير معقولة وغير مقبولة.. تمسكوا بقضيتكم ولا تصغوا لمن لا يريد لكم خيراً ولا يريد لقضيتكم حلاً ولكنهم لم يكونوا يعيرون ما نقوله لهم اهتماماً.. وها هم الذين دفعوهم إلى حكاية الانفصال وإلى حكاية القاعدة هم ذاتهم الذين لايريدون أن يعطوهم حقوقهم وأن يدفعوا المستحق عليهم من يوم الاستقلال وحتى اليوم.
مشكلة الجنوب أن من تسبب في مشاكل الجنوب منذ الاستقلال هم من يدير الجنوب ويمسك ملفاته بصورة أو بأخرى..
فكيف ستحل مشاكلهم والقاتل هو من يتولى ملفات الضحية قبل الوحدة وبعدها وإلى اليوم.

♢ يعني أن الخائن هادي يتآمر على الجنوب اليوم ويغرق المحافظات الجنوبية بالفوضى والصراع والاغتيالات؟
- هادي يتآمر على اليمن كله شماله وجنوبه، وهو مجرد أداة بيد غيره لتعميق الأزمة واشاعة الفوضى سواءً في المحافظات الجنوبية أو على مستوى اليمن ويعمل على ما من شأنه زيادة التباغض والتباعد بين اليمنيين للأسف الشديد رغم أنه كان على موعد مع التاريخ المشرف وتيسَّر له مالم يتيسر لغيره ليقود اليمن إلى بر الأمان لكنه أراد أن يكون شيئاً آخر!

♢ مدلولات تعيين علي محسن نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة في هذا التوقيت؟
- شخصياً أنا مرتاح لتعيينه.

♢ لماذا؟
- لأنه أعقل من عبدربه سواءً في الحرب أو في السياسة ولهذا خصم عاقل خير من خصم جاهل.

♢ لكن أين كان هذا العقل سابقاً .. لماذا لم ينفع قبل وقوع الفأس في الرأس؟
- ربما ينفع حالياً فالدرس كبير وأكيد الكل استوعبه وصار واضحاً أن البلد لازم تتسع للجميع وأن القتال والإقصاء ليس حلاً لذلك أنا أرى إن علي محسن بقدر ماهو رجل حرب فممكن يكون رجل سلام وبيده ذلك إن أراد وفكر في وطن يتسع للجميع..

♢ المطلوب اليوم من المؤتمر الشعبي العام ومعه كافة القوى الوطنية المساندة للجيش واللجان الشعبية لمواجهة توسع التنظيمات الإرهابية والحد من تمددها؟
- المطلوب الانتباه والحرص من الجميع وليس المؤتمر وحده، ولا يظن البعض أن مكافحة الإرهاب وكذلك الدفاع عن الوطن هي مهمة الجيش والأمن واللجان الشعبية.. الجميع مسئول والجميع مستهدف حيث لم يعد هناك مكان آمن، جميعنا مستهدفون وبالتالي إذا وقفنا وقفة رجل واحد ووحدنا الصفوف سنتجاوز هذه الأمور والتحديات كلها.

♢ تقييمك لموقف القبائل إزاء مجمل الأحداث ومدى رضاك عن ذلك؟
- لست راضياً والله عن موقفها، اعتبره أفشل موقف لها في تاريخ الأحداث اليمنية.. موقف القبائل كلها ليس بالشكل المطلوب عدا موقف قبائل طوق صنعاء وموقف أبناء مأرب وموقف أبناء تعز والمحافظات الجنوبية نموذج للتقصير والفشل

♢ لماذا؟
- مثلاً أبناء مأرب وتعز فقد جرَّت الحرب إلى بلادهم مجموعة من المنتمين إلى حزب الإصلاح، وهم ظلوا صامتين ومازالوا كما أشرت سابقاً، بينما المحافظات الأخرى التقى أهلها واتفقوا على تجنيب محافظاتهم القتال الداخلي وقالوا من يريد القتال مع أي طرف فليذهب مارب أو تعز فسكت أهل مارب وأهل تعز!..
احسب لي كم في تعز مشائخ، كم فيها وزراء، كم فيها نواب، كم فيها تجار.. كم مثقفين، كم سفراء، لو أجمعوا على موقف واحد إلى جانب ما يسمى المقاومة وحمود المخلافي أو أجمعوا أن يكونوا ضده لكانوا صانوا تعز وجنبوها الدمار والقتل والتشريد لكنهم ساكتون فخذلوا تعز وأهلها الذين ارتفعوا وارتقوا على حساب هذه المحافظة وأكتاف أبنائها.. ومثلها مأرب سكتوا عما يجري وسمحوا لمن هبّ ودبّ يتحدث باسمهم وباسم القبائل والمحافظة ويجلب الحرب لمحافظته للأسف رغم أنه ليس لهم لا في العير ولا في النفير ولم يأمنهم التحالف على شيء.. وذلك غير صحيح وفشل ذريع وعليهم أن يدركوا أنه إما أن يكونوا أو لا يكونوا من الآن وأن بأيديهم إيقاف الدمار والقتل في محافظتهم نيابةً عن القوى السياسية والإقليمية.. وفي النهاية وبعد وقوف الحرب لن يحصلوا على شيء بسبب سلبيتهم..
أخي لم نعد نسمع في تعز سوى حمود المخلافي، أين اختفى الآخرون وهم بالمئات ممن كنا نسمعهم ليل نهار.. أنا ابن تعز وتربيت في تعز وأعرف عقلاءها وكبراءها هؤلاء والله لو وقفوا وقفة موحدة ما حصل في تعز شيء ولانتهى كل ما يحدث فيها بين عشية وضحاها..
ونفس الشيء في محافظة مأرب أعرف ثلثي مشائخها وأعيانها الكبار والمعروفين والمعنيين صامتين، والناس تتكلم باسمهم.. وأصبحوا زوراً وبهتاناً إما دواعش في نظر طرف أو روافض في نظر طرف آخر!!
على القبائل أن تحتشد وتنهي هذه السلبية والاستسلام للعبة الأحزاب لأن المؤامرة عليهم بشكل عام..

♢ هناك من يقول بأن المؤتمر الشعبي العام ضحى بالرئيس علي عبدالله صالح في 2011م لينقذ نفسه من مصير الأحزاب المماثلة له في البلدان التي حلت فيها فوضى الربيع، ويؤكد أن المؤتمر سيضحي به لايجاد تسوية لما تعيشه البلاد باعتبار ذلك مطلب العدوان ومرتزقته وتنفيذاً للقرارات الأممية؟
- شوف.. المؤتمر ضحى في 2011م برئاسة اليمن ولكنه كسب زعامة اليمن.. والزعيم علي عبدالله صالح ضحى بحقه الدستوري حرصاً على الدم اليمني الغالي.. حرصاً على مكتسبات الوطن وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية..
ومثلما ضحى في 2011م ها هو اليوم يضحي إلى جانب الشعب في الدفاع عن وطنه وشعبه..
ثق أن كل مؤتمري وكل وطني شريف يقف اليوم إلى جانب الزعيم صالح ويتمسك بقيادته وحكمته وحنكته لمواجهة صلف وغطرسة العدوان الهمجي البربري..
ولن تجد حراً شريفاً لديه استعداد أن يفرط بالزعيم علي عبدالله صالح.. ولن يقبل المؤتمر بمناقشة أي موضوع أو مقترح يتضمن أو يتطرق لرئاسة المؤتمر قبل أن تنتهي هذه المصائب كلها..

♢ يعني ممكن يناقش هذا الموضوع بعد انتهاء العدوان؟
- بعد ذلك نحن أحرار في مناقشة مسائلنا التنظيمية لكن لن تكون والسيوف فوق رؤوسنا أو بطلب من الآخرين فهذا مستحيل..

♢ في تقرير أخير لإدارة الأزمات الدولية تطرقوا إلى أن تخلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن رئاسة المؤتمر وخروجه من الوطن لفترة محددة جزء من حل الأزمة اليمنية؟
- لو كانوا يفهمون إدارة الأزمة اليمنية حقاً لكانوا اقترحوا وأكدوا على أن بقاء الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح هو عنصر رئىسي من عناصر الحل.. عليهم أن يفهموا أن الزعيم صالح جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة.

♢ بالعودة للمشهد.. برأيك ما الذي حققه تحالف العدوان على اليمن من أهدافه خلال عام؟
- الحرب انتهت وبقي العدوان لأنه لم يحقق شيئاً سوى القتل وجرائم الحرب والإبادة وارتكاب المجازر البشعة والشنيعة بحق الأبرياء المدنيين، وتدمير البنية التحتية لليمن.. بمعنى أنه لم يحقق شيئاً مما أعلن من أهداف ولن يستطيع تحقيق شيء منها..

♢ القوى الوطنية المناهضة للعدوان ومن خلال اطلاعك ومتابعتك.. هل استطاعت ايصال حقيقة ما يحدث في اليمن إلى الخارج والتي عمل العدوان على اخفائها؟
- لم تستطع إيصال الحقيقة الدامية للرأي العام العالمي.. الرسالة الإعلامية خطأ والرسالة السياسية خطأ..
هناك تقصير كبير فلو أن كل يمني في الخارج مناهض للعدوان نقل صورة واحدة للرأي المحيط لإقامته لكانت مأساة الشعب اليمني في صدارة كل الوسائل الإعلامية والتقارير الحقوقية..
الطرف الآخر استطاع أن يجعل مما يحدث في تعز قضية إنسانية ضد ما يسمونهم بالانقلابيين وضللوا على الرأي العالمي، وأصحابنا ربما هناك أخطاء في تعز لكن بالمقابل كان باستطاعتهم أن يردوا على ذلك ويكشفوا للرأي العام العالمي بالقول إذا كان الحوثيون وأتباع صالح يفعلون بتعز كل ما تدعون فمن الذي يقتل في صنعاء وفي عمران وفي الحديدة وفي صعدة وحجة وذمار والمحويت والعاصمة.. و.. الخ، وهي محافظات تحت سيطرة أنصار الله ولا يوجد فيها صراع على الأرض.. كان بإمكانهم أن يظهروا للعالم حقيقة الجرائم جريمة.. جريمة.. هناك تقصير وسوء ترتيب في إظهار الكارثة والمأساة التي يعيشها اليمنيون إلى المنظمات الإنسانية وإلى احرار العالم..

♢ سؤال أخير.. كيف لليمنيين الخروج من هذه الغمة والظلم الذي حل بهم من ذوي القربى؟
- القبيلة وأعرافها الأصيلة- الشافعية- الزيدية وقبولنا لبعضنا البعض هي مفاتيح السلام والفلاح لو تمسكنا بذلك ورفضنا كل مسميات تجلب لنا الفرقة والصراع والتفكك والتناحر فيما بيننا..
فنحن مجتمع قبائل متعايشون مذهبياً زيود وشوافع وعشنا بذلك في سلام وأمن وقوة ومنعة، وبدون ذلك سننزلق أكثر وأكثر نحو الهاوية والخروج عن السيطرة..

♢ كلمة أخيرة؟
- أحيّي الزعيم علي عبدالله صالح على ثباته وصموده ودفاعه عن المشروع الوطني الوحدوي الديمقراطي المستقل، كما أحيي الاستاذ عارف عوض الزوكا على مواقفه الشجاعة، وأحيي كل رجال الوطن الذين يرفضون العدوان، وأدعو الجميع إلى التصالح والتسامح فالكل أخطأ والكل أصاب ولن تتسع اليمن إلاّ للجميع، وأحيي صحيفة «الميثاق» ،وإدارتها وكل العاملين فيها وأحييك أخي توفيق الشرعبي.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر