عبدالناصر المملوح -
تداعيات عاصفة الشعب
لجوء كبار مرتزقة الرياض إلى نشر غسيل بعضهم البعض، على الطريقة التي سرب فيها حميد الأحمر جزءاً من فساد هادي وشلته من أبناء المحافظات الجنوبية، وإثرائهم الفاحش خلال أشهر الحرب، وتوجيه الأخيرين ذات التهم للقيادات الميدانية من حزب الإصلاح في مأرب والجوف وتعز، لم تكن ميولاً من دون مدلول، فالحشود التي تقاطرت زرافات إلى ميدان السبعين رافعة صور الزعيم علي عبدالله صالح، لم تكن مجرد مهرجان في الذكرى الأولى للعدوان، بقدر ما هي "عاصفة شعبية" من شأنها أن تضع النهايات غير السعيدة لما تسمى "عاصفة الحزم".
الصورة –المغلوطة- المرسومة في غرفة عمليات الرياض وفي ذهن بن سلمان تحديداً، وربما المجتمع الدولي، أن المؤتمر الشعبي العام انتهى وخرج من المعادلة السياسية اليمنية، فبعضه بات مع ما تسمى "الشرعية" من خلال تأييدهم لهادي - لهذا كان الاحتفاء ببن دغر والعليمي كبيراً جداً، والبقية المؤتمرية ذابت في أنصار الله، ولم يعد مع الرئيس صالح شيء اسمه المؤتمر.
ليس بمقدورهم، اليوم، التمسك بأكاذيبهم أو الهرب إلى إجابات مظللة كالإدعاء، مثلاً، بأن تلك الحشود هي في معظمها دعمٌ من الحوثيين، إذ أن حركة أنصار الله هي الأخرى كان لها حشدها الخاص في شمال العاصمة، بعد أن أصرت قيادة المؤتمر على أن تكون فعالية السبعين مؤتمرية صرفة.
تسريبات حميد الأحمر الواردة في مقال الدكتور مروان الغفوري، المعروف بـ"كاتب تسريبات حميد" جعلت هادي سببا للتدافع إلى ميدان السبعين الذي لم يتسع للحشود، وأنه إذا ما استمر "رئيساً شرعياً" -بالنسبة للسعودية وحميد- فلا غرابة أن نرى الشعب اليمني كله في السبعين.