الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:02 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الجمعة, 30-يوليو-2004
المؤتمر نت -
كتاب يحدث زلزالا في البيت الأبيض
أنضم ريتشارد كلارك إلى قائمة البطولة الأمريكية على الطراز الهوليوودي في نظر الشعب الأمريكي، عندما تصدر كتابه قائمة أعلى الكتب مبيعاً فقط لأنه ينتقد وبقوة إدارة بوش وصقور إدارته الذين روجوا لشن الحرب على العراق، وذلك انتقاماً من القاعدة وهجمات 11 أيلول.
ومنذ صدور كتاب كلارك أصبح اليوم في رأى الشعب الأمريكي أشبه بأحد أبطال أفلام الغرب الأمريكي الكلاسيكية الذي يدافع وحده عن الحقيقة وسط ضغوط من جميع من حوله للتراجع عما يؤمن بأنه الصواب، وهو في كتابه يحاول أن يثبت أن زملاءه السابقين من الصقور والمحافظين الجدد داخل البيت الأبيض ستظل أيديهم ونسورهم النبيلة ملطخة بدماء الأبرياء، وانهم سيظلون إلى الأبد مسؤولين امام الأجيال القادمة عن إجابة السؤال الذي حتماً سيسجله التاريخ: لماذا كانت الحرب على العراق؟



كلارك شن حرباً في كتابه (مواجهة جميع الأعداء) على البيت الأبيض الذي عمل فيه عقدين متتاليين في مهمة محددة هي (مكافحة الإرهاب)، وكان قد قدم استقالته من هذه المهمة قبيل أيام من شن الحرب على العراق في ربيع العام الماضي، واعتبر منذ ذلك الوقت أن أعداءه واعداء الشعب الأمريكي هم أنفسهم فريق إدارة بوش الذين رفضوا منذ هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، أن ينصتوا إليه ويركزوا جهودهم على مطاردة القاعدة وأسامة بن لادن واتجهوا بدلاً من ذلك إلى شن حرب لا مبرر لها على العراق.
ومؤلف كتاب (مواجهة جميع الأعداء: أسرار من داخل حرب أمريكا على الإرهاب)، هو ريتشارد كلارك مستشار مكافحة الإرهاب السابق في البيت الأبيض يحاول أن يثبت في كتابه من خلال سرده تفاصيل المحادثات التي دارت في البيت الأبيض عقب الهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون. أن الرئيس بوش كان مشغول البال بالعراق قبل وبعد أحداث 11/ 9 وأنه فشل في مواجهة التهديدات الفعلية من شبكة القاعدة.
وبين صفحات كتابه يمكن للقارئ بسهولة أن يسمعه وهو يصرخ بأعلى صوته: (لقد ضلل بوش العالم وقام بعمل (رهيب) في ما يخص مكافحة الإرهاب، إن إدارة بوش قد بددت الفرصة للقضاء على القاعدة وقد نتج عن هذا التراخي قاعدة جديدة، أصبحت تنمو باطراد، إن القاعدة هي الخصم العنيد والقوي وهي قادرة على تشكيل تهديد أكبر من الذي واجهنا في 11 / 9 ولم نقم حتى الآن بما هو ضروري لجعل أمريكا آمنة من تهديدها).
ويبدو أن السبب وراء ذلك الإقبال الشديد على الكتاب وإثارته للجدل الحاد داخل وخارج البيت الأبيض يعود بشكل كبير إلى أن التقييم جاء موضوعياً، لأن المؤلف كتبه بعد عقدين من عمله مع إدارتين، واحدة جمهورية، والأخرى ديمقراطية، وكرس أكثر من عشرين عاماً من حياته المهنية في خدمة سبع رؤساء في البيت الأبيض وعمل في إدارة جورج بوش الأب وبيل كلينتون، وجورج بوش الابن حتى استقال في آذار 2003، إنه يعرف أكثر من سواه أسرار النجاح والفشل في سنوات إدارة كلينتون الثماني ويعرف أكثر أيضاً لماذا فشلت الولايات المتحدة في منع وقوع أحداث 11 / 9 وهو شاهد على ردود فعل الرئيس بوش على الهجمات وما حدث وراء كواليس الإدارة الأمريكية في الأيام التي تلتها، إنه يعرف ما إذا كان العراق قد شكل بالفعل تهديداً أمنياً أم لا على الولايات المتحدة وما إذا كان هناك ثمن خفي للهجوم على هذا البلد لم يكشف عنه حتى الآن؟

.

وكانت الأخبار اليومية القادمة من العراق، ثم ردود فعل البيت الأبيض على آراء كلارك إضافة إلى جمهور أمريكي نهم لقراءة أي كتاب ينتقد بوش، جميعها عناصر ساعدت على جعل كتابه أفضل الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة، بعد ان أغرق الأسواق 300 ألف نسخة كطبعة أولى، ووضع كأفضل كتاب في الولايات المتحدة بعد أن تصدر قائمة المبيعات في اليوم الأول من طرحه في الأسواق،وسط سيناريو آخر جاء مرافقاً لصدور الكتاب، مكوناً من كورال شكله فريق البيت الأبيض لإنشاد مقطوعات حماسية من الهجوم الشخصي العنيف ضد مؤلف الكتاب والزميل السابق ريتشارد كلارك.
حيث وجهت إدارة بوش لكلارك اتهامات عدو، منها: انه يقدم معلومات غير دقيقة وله موقف مضاد من الإدارة التي خدم بها، وانه ليس سوى موظف سابق ساخط أراد أن يحصل على عمل أفضل من الذي كان لديه، ولهذا ترك البيت الأبيض غاضباً، وهذا هو ثأره: نشر الكتاب في فترة من اكثر فترات الانتخابات الامريكية حساسية وجاء رد كلارك على هذا الاتهام خلال المقابلة التي أجراها معه مقدم برنامج صباح الخير أمريكا الشهير تشارلز جيبسون على شبكة الـ ABCالإخبارية وقد حرص على أن تذاع المقابلة في نفس اليوم الذي طرح فيه الكتاب للأسواق وان يستوضح من رجل البيت الابيض السابق الذي بدأ وكانه في نوبة صراحة مفاجئة عن سر ذلك الهجوم المضاد الذي يلقاه من فريق البيت البيض رداً على ما جاء في كتابه، وقد علق كلارك بأن هذا الهجوم عليه لم يفاجئه وقال: في الواقع لقد قلت في مقدمة الكتاب إنني أتوقع هذا لقد أرسلوا انتقاداتهم إلى الكونغرس وأرسلوا أناساً ليتحدثوا ضدي وضد الكتاب في محطات التلفزيون والإذاعة ولكنهم لا يتحدثون عن القضية الأساسية إنهم فقط يقذفون باتهامات في الهواء مثل مدفعية مضادة أو سترة واقية لتحويل انتباه الناس عما جاء بالكتاب وتحويل انتباهي للرد على هجوم شخصي ولا اعتقد أنني سأجبر للرد على هذا النوع من التوافه.
لقد أردت أن يعرف الشعب الأمريكي الحقيقة خاصة في هذا العام الحاسم، عام الانتخابات ومع هذا لم أتعمد أن ينتشر الكتاب في هذا التوقيت تحديداً كان بإمكاني ان أنشره في كانون الأول الماضي، لو لم يقم البيت الأبيض بمراجعة أمنية دقيقة للكتاب لمدة ثلاثة أشهر والآن يلومونني أنه صدر في هذا الوقت، لقد كان يمكن أن يصدر قبل الآن وهذا ما كنت أرغب فيه، في الواقع لم أرغب في أن يأتي في فترة الانتخابات ولكنهم هم من فعلوا ذلك

.

وفي مقابلة كلارك في برنامج صباح الخير يا أمريكا وضح أن القضية الأساسية التي يطرحها في كتابه ملخصاً: هل الرئيس بوش انتبه لأمر القاعدة قبل أحداث 11 /9 وهو نفسه الذي قال في مقابلة له مع الصحفي البارز بوب وود ورد إن بن لادن لم يلفت انتباهه قبل أحداث أيلول، ورد البيت الأبيض انه إذا كان يتهم الإدارة وهذا ما قاله نائب الرئيس ديك تشيني وقد أيدته كوندا ليزا رايس وقالت إنه كان خارج الحلقة (تعنى حلقة العمل والعلم ببواطن الأمور) وكان رد كلارك ان تشيني لا يعرف ما يتحدث عنه لأنه لم يكن موجوداً في معظم الاجتماعات في الإدارة.
وفي أحد فصول الكتاب يورد كلارك على لسان رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي أنه قال بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (لا توجد أية مهمة في أفغانستان ولكن هناك أهداف جيدة في العراق).
ويفسر كلارك هذا التعليق في كتابه بقوله: تعليمات الرئيس للإعداد لهجوم على العراق صدرت بناء على طلب وإلحاح من رامسفيلد ومساعده بول وولفويتز على الرغم من اليقين من أنه إن لم يكن هناك أي أرتباط ما بين العراق والقاعدة والجميع يعلم ذلك إلا أن رامسفيلد طلب وحصل على تعليمات رئاسية رسمية موجهة للإعداد لغزو العراق.
والكتاب قد تناول أيضاً ان إدارة كلينتون لم تضع مقاومة الإرهاب في قمة أولوياتها في حين أن إدارة بوش قد جعلتها قضية مهمة ولكنها ليست ملحة.
وخلال صفحات كتابه يستعرض مراراً وتكراراً كيف أدهشته ردود فعل فريق بوش كلما حاول ان يثبت لهم أن القاعدة هي المعنية بالحرب على (الإرهاب) فكانت الأجوبة تأتيه دائماً: ولكننا نفضل في الحقيقة أن نعاقب العراق على ما فعلته القاعدة!
وقد وضح كيف حاول أن يقنع صقور الإدارة بأخذ القاعدة على مآخذ الجد كما فعل من قبل مع بيل كلينتون، وكيف تصادم مع المسؤولين البارزين الذين أعطوه الانطباع بانهم لم يسمعوا أبداً عن القاعدة من قبل وركزوا بشكل متواصل على العراق فمثلاً في أحد الفصول والذي جاء بعنوان، من أجل إعداد لهجمات أخرى، وفيه يستعرض من وراء الكواليس بعض تفاصيل ما حدث في البيت الأبيض عقب هجمات أيلول 2001 فيقول: (لقد توقعت أن نعود إلى عقد اجتماعات دائرية لمناقشة كيف تكون الهجمات القادمة وما هي نقاط ضعفنا وكيف يمكننا أن نعالجها على المدى القصير، ولكن بدلاً من ذلك سرت في حلقة مفرغة من المناقشات حول العراق).
في البداية كنت متشككاً في أن ما نتناقش حوله شيء آخر غير الهجوم على القاعدة، ثم أدركت مع قدر كبير من الألم الحاد أن ما سوف يقوم به رامسفيلد وولفويتز هو محاولة الاستفادة من هذه الكارثة القومية للترويج لأجندتهم الخاصة بالعراق.. منذ بداية عمل الإدارة.
وفي فصل جاء بعنوان البحث عن صلات بصدام حسين يقول: (في عشية الثاني من أيلول 2001 تركت مركز المؤتمرات المنعقدة عبر كاميرات الفيديو ووقتها وجدت الرئيس هائماً وحده حول الغرفة الخالية، قاعة الأزمات في البيت الأبيض يقول كلارك: لقد بدا أنه يريد شيئاً للقيام به وجذب عدداً منا وأغلق باب غرفة المؤتمرات قال لنا (أنظروا) أعلم أن لديكم الكثير لتقوموا به وكلنا كذلك.. ولكن أريدكم، بأسرع وقت ممكن أن تعودوا مرة أخرى لمراجعة كل شيء، راجعوا أن كان صدام هو من قام بذلك وافحصوا إن كان على صلة بهم (بأي شيء).
ومرة أخرى عدت إلى الوراء مشدوها ومصدوماً عاجزاً عن التفكير او الكلام وقد بدا هذا واضحاً علي عندما قلت (ولكن سيدي الرئيس.. القاعدة هي من قامت بذلك).
أجاب (أعلم، أعلم ذلك ولكن ـ راجعوا إذا كان صدام متورطاً في هذا فقط افحصوا الأمر، أريد أن أعرف كل تفصيلة صغيرة.. قلت وأنا أحاول أن أكون أكثر طاعة وان أبدي سرعة استجابة واظهر احترامي لوجهة نظره ولكنك تعرف أننا قد قمنا بذلك مرات عدة وبحثنا عن دولة كانت قد رعت القاعدة ولم نجد أية صلات حقيقية بالعراق، إيران تلعب دوراً ما كما تفعل ذلك أيضاً باكستان والسعودية واليمن).
قال الرئيس بسرعة وغضب (افحصوا أمر العراق، وصدام) ثم تركنا



عن: ( دار السلام )




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر