المؤتمر نت -
العلاج بالقرآن... بين ممارسات المعالجين وأخطاء الدجالين
القرآن الكريم رحمة وشفاء للعالمين ويقول الله تعالي : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ، فالقرآن الذي نقرأه في المرض وحالات الكرب لاي سبب دنيوي او اخروي لا يخرج عن كونه تعبداً وفي ذات الوقت يشرح به الله الصدور ويزكي العقول التي هي موقع الكرب.
وقد انتشرت في السنوات الاخيرة ظواهر تحولت الي ثوابت ولاقت رواجا بين اعداد هائلة من اصحاب المشكلات والحاجات الاجتماعية والنفسية الذين لجأوا الي اقصر الطرق لاجابة مطالبهم عن طريق المشايخ الذين استحدثوا طرقا شتي للعلاج بالقرآن واستخراج الجن ووصل الامر الي انشاء مواقع علي الانترنت عن العلاج بالقرآن والرقية الشرعية وهناك اسماء لمعالجين نالوا شهرة في هذا المجال فاقت شهرة نجوم السينما امثال الشيخ السعودي منير عرب الذي انشأ موقعه علي الانترنت منذ عام تقريبا زاره ما يزيد علي نصف مليون زائر ممن يرغبون في الاستفسار عن زواج الجن والانس وكيفية استخراج الاعمال وابطال مفعولها بل وصل الامر الي المطالبة بانشاء عيادات شرعية لعلاج الحالات المستعصية علي الطب ووصل رصيد الحالات للشيخ المعالج بالقرآن الي ما يزيد علي 40 الف حالة.
ويتحول الامر الي ظاهرة مخيفة عندما نعلم ان هناك بمصر وحدها 300 الف معالج بالقرآن وانفقت مليارات حوالي (10 مليارات) علي الدجل والشعوذة. والغريب ان معظم هؤلاء الشيوخ يؤكدون علي نجاح طرقهم في علاج حالات اقلها مصابة بالحسد والسحر واغلبها المس الشيطاني وتلبس الجان للنفس البشرية بالاضافة الي العديد من حالات العقم وامراض القولون المستعصية ولا تقل هذه الاحصاءات في معظم البلاد العربية بل تزيد حيث انتشرت المواقع المختلفة علي شبكة الانترنت من انحاء عربية مختلفة لقراءة الكف والعلاج عن بعد من خلال اجهزة الفاكس او التليفون وتحول العلاج بالقرآن الكريم الي جانب هذه الظواهر الي وسيلة انقاذ سريعة لكل من يرغب في وفاق مع الحبيب او من تتمني الانجاب او من ترغب في الحاق الاذي بزوجة ابيها او ضرتها او صديقتها.
وعلي الجانب الاخر سارعت فئات اخري فقدت الامل في طرد الجان وابعاد السحر والعين والتلبس لتتعلق بأية بارقة امل للخلاص منه ولا سيما ونحن كمسلمين نقترب دائما من الحلول التي تتصل بالعقيدة ظنا في مشروعية أي فعل يتصل بالقرآن أو الدين ومن ثم اعتقد الكثيرون في ظاهرة العلاج بالقرآن الكريم كظاهرة صحية لامة تدين الاسلام وتتخذ من القرآن دستورا وتنوعت اساليب العلاج فلم يكتف المعالجون بالقرآن فقط بل استحدثوا بعض الادوات للمساعدة كالزيت لزلزلة الشياطين والماء ليقضي عليهم ثم الضرب لاخراج الجان تحت ادعاء الاقتداء بالامام احمد بن حنبل الذي كان يضرب المريض حتي يغشي عليه وامام هذه الظواهر الخطيرة علي العقيدة تحاول الراية فتح ملف العلاج بالقرآن والاجابة علي تساؤلات هامة وملحة اهمها كيفية التمييز بين المشعوذ والمعالج؟ وهل يستطيع العلاج بالقرآن ان يحقق ما عجز عنه الطب؟ ما هي الرقية الشرعية؟ وما اهم الشروط الواجب توافرها في المعالج بالقرآن اذا ما تحول الامر الي حقيقة.
الحق في ثوب الباطل تؤكد الدكتورة آمنة نصير رئيس قسم الفلسفة والعقيدة بجامعة الازهر ان ظاهرة العلاج بالقرآن ظاهرة مرضية وفيها ردة عن المنهج الاسلامي الصحيح الذي يقول به الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم (لكل داء دواء)، وهذا يعني اللجوء الي اهل الاختصاص من الاطباء وفق المنهج العلمي الذي يقدره الاسلام ويضع العلماء في مرتبة الانبياء اما ما نراه في عصرنا هذا انما هو دجل ونصب واحتيال علي السذج من البشر فالقرآن الكريم هو علاج للاخلاق وبناء الانسان وتوجهاته في الحياة وما يحدث الان هو وسيلة لابتزاز الاموال بطرق غير مشروعة وكونهم يرفعون كلمة القرآن والعلاج بها فهو قول صدق ولكن تطبيقه خاطيء لان العلاج بالقرآن هو علاج للانفس وليس للجروح والامراض كالصرع واستخراج الجن وغيرها وقد ثبت من الواقع ان اللجوء لهذه الطرق مسألة خارجة عن القانون لما يحدث بها من ممارسات خاطئة وفي كثير من الاحيان وينكشف امرها ومثل هذه الظاهرة تحدث عندما يتواري العلم والعقل والثقافة الحقيقية ودخول الناس في دائرة اليأس والاحباط وهي مسألة متداخلة بين المعالج والمريض الذي ينساق وراء ظواهر الجهل من قدرة هؤلاء المعالجين علي جلب الشفاء وفي بعض الاوقات يدخل التهيؤ النفسي للمرضي الذين يذهبون وفي داخلهم شحنة كبيرة من الثقة مما سمعوه عن هؤلاء الدجالين الذين دائما ما يستخدمون من حولهم من افراد لاشاعة الشهرة والسمعة ولديهم خبرة في اصطياد هؤلاء المرضي وفي بعض الاحيان تؤتي مساعيهم نتائج ايجابية.
وتخلص د. آمنه نصير الي انه من الضروري العودة للمنهج الاسلامي الصحيح الذي يتواري خلفه من يروجون لطبيعة المرحلة التي نعيشها الان بل يصل الامر الي الترويج الي ان ما يحدث هو اقتداء بما كان يفعله رسول الله صلي الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم والسؤال هل نحن الان علي هذا النقاء والقرب من الله ليقبل دعاءنا؟ أما الرقية والدعاء فهو مطلوب في كل زمان ومكان ولكنه ليس لعلاج الامراض البينه التي تحتاج لطبيب اما التحسب من النظرة وبعض الشكاوي النفسية او حالات الهموم والتراكمات التي تصيب الكثيرين نتيجة ضغوط الحياة فهي لا تدخل في مرض الحسد الحقيقي ومقبول ان نشفي انفسنا بقراءة القرآن او تلاوة بعض آياته كرقية تهديء من الروع وتدخل السكينة في القلوب وهذا الفعل لا يحتاج الي وسيط بين العبد وربه ويمكن ان نفعل ذلك بأنفسنا ولا سيما وان الامر يدخل في بند التحريم كذهاب النساء الي هؤلاء الدجالين واستخدامهم كذرائع تحت مسميات قد تؤدي الي حوادث كهتك العرض واعتداء علي حرمات الله مثل لمس جسد المرأة وتحسس جسدها بحجة قراءة بعض الآيات القرآنية فهذا عمل شيطاني غير مقبول. ومن هنا كان درء هذه الذرائع امراً ضرورياً لحماية اعراض النساء وعفافهن.
الرجم بالغيب يقول المفكر الاسلامي د. اسماعيل الدفتار ان كثيرا من المعالجين للاسف الشديد يرجمون بالغيب من حيث يعلمون او لا يعلمون وهذه مسألة خطيرة تتعلق بالاعتقاد كأن يقولون للمريض انه مصاب بعين او سحر او مس والمس ابكم لا يتكلم وبالنسبة للعين ليس هناك دلالات معينة لها او مكتوب فوق جبهة الانسان انه مصاب بالعين وهذه المسألة تتطلب المناقشة بكل عقلانية فنحن نؤمن بأن للعين اثراً وان الله اخبرنا في القرآن في عدة آيات عن الحسد كما اخبرنا الرسول عليه السلام في عدد من الروايات بأن العين حق لكن بعض المعالجين يطلقون الاحكام ويدعون ان هذه حالة عين بعينها فهذا رجم بالغيب لان العين من العلم الذي لا يعلمه الا الله وعلي المعالج ان يرقي او يقرأ علي الحالة دون تعيين والسحر ايضا من الغيبيات وتتشابه واصبح معظم المعالجين يطلقون كلمة السحر علي كثير من المرضي دون العلم.
ويضيف الدفتار بأن الرسول ذاته عندما سحر لم يكن يعلم بما هو عليه ولما جاءه الملكان ووقف احدهما عند رأسه والاخر عند قدميه فقال احدهما لصاحبه ما بال الرجل؟ فقال مطبوب وقال من طبه؟ اي من سحره قال لبيد ابن العصم في مشط ومشاطه وجف طلع نخله ذكر في بئر دوران وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يستمع اليهما فأمر نفرا من الصحابة ان ينزلوا البئر ويخرجوا منه السحر ويفكوه وهذارسول الله الكريم بعث الله له الملائكة لتخبره انه مسحور فمن يخبر امثالنا بما حل به من مرض. اما قضية المس فقد خاض فيها المعالجون وتوسعوا فيها لدرجة ان بعضهم من جهلهم بالرقية الشرعية يعتبر كل ما يلم بالانسان يكون بسبب الجن وهذا يعد عبثا بالمفاهيم ومن المعالجين بالقرآن والرقية الشرعية للاسف هناك نماذج لمشايخ يستعينون بالجان حيث يحضر الي مجالسهم الكثير من الناس يصل في بعض الاحيان الي مئات ويبدأ المعالج بقراءة القرآن وبطبيعة الحال عندما يسمع المرضي القرآن فانهم يتأثرون بل وصل الأمر بادعاء قيام الجن بعمليات جراحية لاستخراج الامراض بعد ان يشقوا البطن دون ان يراق دم وهناك اشخاص مشهورون في الاردن واندونيسيا بالقيام بهذه الافعال التي يراها الدين والعقل الواعي دجلا وافتراء واكاذيب وقبل ذلك هو استعانة باطلة بكتاب الله وسنة رسوله.
التجاوز في الدعاء د. اجلال حلمي استاذ الاجتماع جامعة عين شمس تؤكد ان العلاج والتداوي بالقرآن الكريم ليس ظاهرة مستحدثة بل تناقلتها الاحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم حيث كان يستخدم الرقية الشرعية ولكن السؤال الذي طرح نفسه هو ما الذي دفع الناس الان الي اللجوء لمثل هذه الامور بعد ان توصل العلم والطب الي علاجات متقدمة في حالات مستعصية علي المستوي النفسي والجسدي؟
اري ان الحالة الاقتصادية تتحكم بشكل اساسي في لجوء طوائف عديدة من الناس في المجتمع المصري خاصة والعربي بصفة عامة ونظرا لارتفاع اسعار الادوية لجأ كثير منهم الي من يدعون القدرة من الدجالين علي شفاء كافة الامراض عن طريق الاستعانة بكلام الله وقرآنه الذين وجدوا في هذه الطريقة مساحة وفرصة سانحة للترويج لتجارتهم التي اعتمدت علي وسائل عديدة بعيدة في مضمونها كل البعد عن الدين وفي هذا العصر الذي عمت فيه البلوي وطمست الحقائق جاء هؤلاء المعالجون بادعية لم تكن علي عهد الرسول وعهد الصحابة رضي الله عنهم ولا علي عهد التابعين فتجاوزوا اسلوب الدعاء كقولهم اللهم ابطل اليمن وسحر السودان وسحر كذا وكذا كذلك ممارسة الاتفاق مع بعض العطارين وهي ظاهرة انتشرت بشكل كبير بأن يتفق المعالج مع بعض العطارين فيقرأ علي الماء بكميات كبيرة ويضعها عند العطار ليبيعها باسمه حتي اصبح لكل شيخ زبائنه الذين يطلبون وصفته او علاجه بالذات ومن ثم يتحول الامر الي خطر علي العقيدة وليس رقية شرعية حيث ذكر الرسول عليه افضل الصلوات من تعلق قلبه لشيء فقد اوكل اليه هذا بالاضافة الي الممارسات الخاطئة لبعض المعالجين كالمبالغة الشديدة في طريقة الخنق (الزنط) مما يعرض حياة المرضي للخطر.
وتضيف اجلال حلمي ان الظاهرة تدل علي الجهل والتمسك بالاسطورة الدينية داخل المجتمعات العربية التي تري في العلاج بالقرآن وسيلة ارخص من الطب النفسي مثلا الذي ارتفعت اسعار علاجاته الي حد كبير بل يفوق دخل الاسرة التي تحتاج بلا شك الي توعية اجتماعية رغم ارتفاع معدل التعليم بها الا ان تلك العوامل تتضافر لترسخ الظاهرة واللجوء لمعالج شعبي او ما يسمي بالطب الشعبي الذي انتشر بطريقة مخيفة ودون دراسته او تخصص كالاستعانة ببول الجمال او الحجامة للاستشفاء من الامراض كما ان هناك تقصيرا من جانب الاعلام للقيام بدور التوعية وتبصير الناس بخطورة هذه الممارسات وصفحات الحوادث لا تكفي وحدها لالقاء الضوء علي القضية بل يجب ابراز المشكلة عبر البرامج المختلفة بوسائل الاعلام المرئية والمسموعة علي حد سواء. عالم الغيب والشهادة: ويؤكد د. وائل ابوهندي استاذ الامراض النفسية بجامعة الزقازيق ان العلاج بالقرآن لا يصح الا عندما نتحدث عن طريق الفهم والوعي لما فيه وليس ليكون تعاويز للتأثير علي الجن او ما شابه من مخلوقات ميتة حيث يقيه.
والقرآن يستطيع ان يمد المسلم بالعديد من المعاني التي تريح القلب والروح وليس للاستخدام في علاج الامراض التي عرفت اسبابها وطرق علاجها ولابد لامة المسلمين ان تنتبه الي ضرورة الفصل بين عالم الغيب وعالم الشهادة وما فيه. يجب ان نتعامل من خلال المنطق والمعطيات لدينا ومثال ذلك اذا قلنا ان احدهم وهو يجري نظر اليه احد اصدقائه وقال ما اجمل ساقيه فوقع الشاب فانكسرت ساقه فمن الممكن ان نفسر هذا التفسير غيبي علي انه حسد فهل يكون علاجه بالرقي وقراءة القرآن دون اللجوء لطبيب عظام مثلا والامثلة عديدة علي هذا المنوال في كافة الاحوال التي نعيشها اذن نستطيع ان نقول ان حياة المسلمين فيها العلاج الروحي كالعلاج بالقرآن وليست لامراض بعينها نعرف لها اسبابا وقد كان الشيخ الغزالي رحمة الله عليه لا يؤمن بالتداوي بالقرآن وحفز المرضي للجوء للاطباء النفسيين ومثال آخر لاحد الشيوخ الكبار من تلامذة الشيخ محمد عبده وهو الشيخ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار وقد كان له رأي غريب عند اكتشاف الميكروبات لاول مرة حيث قال بأن الجن هي التي تسبب هذه الامراض وعند اكتشاف علاج البنسلين كعلاج للميكروبات تراجع عن رأيه قائلا انه ربما قصد بالجن بمعناه الحرفي علي انه مستتر ومخيف كشأن الامراض ولو لم يتراجع هذا العالم الجليل عن رأيه لكان من الممكن ان نسمع من يقول لنا الان بأن الجن الذي اصاب المريض بالتهاب اللوزتين قد عالجناه بالبنسلين وليس بالقرآن ومن طبيعة الامراض النفسية واعراضها التي تتسم بالغرابة فالمريض لا تظهر عليه علامات المرض الجسدي المعروفة كالسخونة او الاحمرار لكنه يسلك سلوكا غريبا فيميل بعض الناس الي تفسير هذا السلوك غيبيا حسب معتقداتهم .
الالمام بالعقيدة شرط العلاج اما المفكر الاسلامي عبد السميع جاد فيري ان هناك شروطا يجب ان تتوافر في المعالج بالقرآن الكريم ولا نعني بهذا الدجالين واصحاب الاساليب الملتوية من اجل الوصول للثراء السريع عن طريق كلام الله وقرآنه الكريم واهم هذه الشروط ان يكون محافظا علي صلاته متمسكا بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ومتبعا لهديه في علاجه فلا يبتدع في هذا العلاج وهذا هو الفارق بين الدجال والمشعوذ والمعالج بالقرآن باذن الله فالاخير لابد ان يكون ملما الماما تاما بالعقيدة الاسلامية الصحيحة التي لا تخرجه عن دائرة الاسلام وان يكون من المتقين لان التقوي بالله تدفع المعالج بالقرآن الي امانة التعامل مع المريض عن طريق الصراحة وان يسمعه الجميع اثناء العلاج حتي لا تتدخل في الامر اعمال الشعوذة لان المشعوذين يستخدمون ايات قرآنية لتحقيق مآربهم الشيطانية فبعضهم يكتب القرآن والعياذ بالله بالمقلوب وغير ذلك من الاساليب لينال رضا الشياطين.
وينصح د. عبدالسميع جاد كل مسلم ومسلمة بالا ينساق وراء الحكايات والخزعبلات عن الجن الذي يسكن جسم الانسان او يتزوج من امرأة او يعاشرها وتنجب منه فالجن له انفاس قد تمس جسد الانسان الضعيف الذي لا يحافظ علي فرائضه وحتي في حالة الاصابة بمس شيطاني فالعلاج هو ان تأخذ المصحف مباشرة وتقرأ سورة البقرة كاملة مرة او مرتين كل يوم فهي تطرد الشياطين واية الكرسي سبع مرات قبل النوم وسبع عند الاستيقاظ والمعوذتين والاخلاص سبع مرات بعد كل وضوء وبعد صلاة الصبح ثم الدعاء اللهم اني اسألك ان تحفظني بحفظك من فوقي ومن تحتي وعن يميني وعن شمالي فأنت خير حافظ وانت ارحم الراحمين اللهم اني اعوذ بك من شر ما خلقت ما اعلمه وما لا اعلمه انت اعلم بخلقك مني اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون . # الراية