المؤتمر نت -
تجربة أول روبوت في العالم لكشف قيعان المحيطات
تجري الأعمال على قدم وساق في خليج مونتيري ـ كاليفورنيا لتجربة أول روبوت من نوعه في العالم صممه العلماء الألمان لسبر غور أعماق المحيطات ويرسل صوره مباشرة إلى الانترنت. ويخطط فريق العلماء الدولي في مونتيري لاستخدام الروبوت الباحث Crawler لمراقبة قيعان المحيطات تحت عمق 2000 متر خلال الأيام المقبلة.
وأفاد الباحث الألماني البروفيسور لورنس تومسون ان ميزة كراولر الأعماق عن الأجيال السابقة من الروبوتات المشابهة هو أنه الأول من نوعه الذي يمكن توجيهه من محطات أرضية بفضل كابلات طويلة يبلغ طولها نحو 65 كلم تربطه بهذه المحطات. وأضاف استاذ الجيولوجيا في جامعة بريمن (شمال) ان جيل الروبوتات السابقة مخصص للتوجيه من على متون البواخر. وقد عمل العلماء الألمان من جامعتي بريمن وهامبورغ التقنيتين على تصميم الروبوت ويعكفون حاليا على تطوير نموذجين آخرين منه.
وقد زود المهندسون الروبوت بما يكفي من مجسات وكاميرات تتيح له ارسال المعلومات والصور التفصيلية إلى محطة التوجيه، كما يقوم بفحص التربة وحموضة الماء والتغيرات البيئية ويعمل بمثابة جهاز انذار مبكر.
وينتظر أن يرسل العلماء 50 روبوتا من هذا النوع إلى الأعماق خلال السنوات المقبلة، وهي مكائن ذكية قادرة على الصمود تحت ضغط الماء وعوامل التآكل فترة عقدين من السنين في الأقل. وسيركز الباحثون في خليج مونتيري، في إطار مشروعهم الدولي «نبتون»، على استخدام كراولر الأعماق في رصد حركة طبقات الأرض التكتونية في قاع المحيط. وتعبر هذه المنطقة على الساحل الاميركي الغربي من أخطر مناطق الكوارث المحدقة بفعل تراكب طبقات الأرض التكتونية الثلاث الممتدة تحت أمريكا الشمالية، وتحت المحيط الهادي وما يسمى بلسان خوان دي فوكا القادم من امريكا الجنوبية.
وسبق للعلماء أن رصدوا تراكب هذه الطبقات على بعضها بمقدار 10 سنتمترات في العام الأمر الذي يهدد بحدوث الهزات الأرضية والبراكين المفاجئة تحت الماء واطلاق الموجات العملاقة التي تطيح بالسفن.
وعلى هذا الأساس سيعمل كراولر الأعماق بمثابة جهاز انذار مبكر من الهزات الأرضية والبراكين والزوابع والموجات البحرية الهائلة. ويخطط فريق العمل لشمول مناطق شاسعة من قعر المحيط في هذه المنطقة، تقدر بنحو 300 مليون مربع، بالبحث والتقصي. وذكر الألماني تومسون أن كراولر الأعماق سيكشف مدى تشبع مياه قاع المحيط بغاز ثاني أوكسيد الكربون وبالتالي مدى تأثر الأحياء البحرية والبيئة البحرية عموما بهذه الظاهرة.
وسيرش الروبوت صبغات معينة على مناطق تراكب طبقات الأرض التكتونية بهدف الكشف عن كميات غاز الميثان المنطلقة في القاع والتي ستغير هذه الألوان في الصور التي يرسلها الروبوت. وتم تصنيع الكابلات التي تربط الروبوت بالمحطة الأرضية من الألياف الزجاجية القادرة على تحمل ضغط الماء على عمق 6000 متر. إلا أن هذا العمق الكبير وطول الكابلات لا يؤهل الروبوت إلى حركة واسعة وسيكتفي بالتالي بإرسال المعطيات والصور بقطر 50 مترا كل مرة يجري فيها تحريكه.
على صعيد الاستخدام المستقبلي لروبوت الأعماق، ذكر تومسون أن شركة «ساتاتويل» النفطية النرويجية تخطط لاستخدام الكراولر في مشروعها القادم تحت المحيط. وستعمل النماذج المتطورة من هذه الروبوتات على حفر نفق طويل تحت قاع بحر الشمال تمد من خلاله الشركة أنابيب النفط من عرض البحر إلى اليابسة.