حسين علي الخلقي -
17 يوليو 1978م يوم الديمقراطية
17 يوليو 1978م لم يكن يوماً عادياً في اليمن وخصوصاً في شطره الشمالي سابقاً، ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية سابقاً ، بل كان حدثاً تاريخياً ووطنياً مهماً حيث تم لأول مرة في تاريخ اليمن الوصول الى منصب رئيس الجمهورية عبر الديمقراطية وليس عبر الدبابات والإنقلابات.
ليس هذا فحسب بل كان ذلك في وسط ظروف أمنية خطيرة أدت الى رفض الكثير وتهربهم من كرسي رئاسة الجمهورية (في الشطر الشمالي من الوطن سابقا” الذي سمي كرسي الرئاسة بكرسي الموت بسبب اغتيال ثلاثة رؤساء لليمن خلال عام واحد
لقد كادت اليمن أن تكون بلا رئيس للجمهورية لولا شجاعة المقدم علي عبدالله صالح الذي قبل ترشيح مجلس الشعب التأسيسي له لمنصب رئيس الجمهورية، حيث تم انتخاب المقدم علي عبدالله صالح ، رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة والأمن، من قبل السلطة التشريعية (مجلس الشعب) بالإجماع في تاريخ 17 يوليو1978م.
ولمعرفة ماذا تحقق لليمن من بعد 17 يوليو1978م ، علينا أن نعرف أولا كيف كانت اليمن قبل هذا التاريخ ؟ وسيتضح لنا جلياً منجزات الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق.. رئيس المؤتمر الشعبي العام، الذي حمل كفنه بيده وقبل أن يتولى منصب رئيس الجمهورية في الزمن الصعب في الوقت الذي هرب الكثير من هذا المنصب خوفا على حياتهم .
لقد تجسدت شجاعة الزعيم علي عبدالله صالح الذي أثبت حبه الصادق لوطنه واستعداده الكامل للتضحية في سبيله، لم يهن عليه أن يسخر العالم من اليمن بأنها بلا رئيس للجمهورية، أو يقولون أن اليمنيين جبناء تخلوا عن بلادهم وتركوها بلا رئيس خوفاً من الموت.
اليمنيون في ذلك الوقت اطلقوا اسم "كرسي الموت" على كرسي رئيس الجمهورية هكذا كان الوضع مرعب ومخيف، و أن احدى الصحف الأمريكية علقت مستغربة من قبول المقدم علي عبدالله صالح لانتخاب مجلس الشعب له بتولي منصب رئيس الجمهورية وتوقعت الصحيفة أن هذا الرئيس المغامر لن يدوم أكثر من شهر وانه سيتم اغتياله.
لقد كانت اليمن مقسمه الى شطرين وكان أبناء اليمن تمزقهم الخلافات الطاحنة جراء الانحياز لهذا الفكر الدخيل أو ذاك كان هذا التأثر الفكري يفضي الى التبعية لجهات دولية متخلون عن ولائهم الوطني لليمن أرضاً وشعباً.. فكان أول منجزات الرئيس علي عبدالله صالح هو اعداد الميثاق الوطني وصدر قرار جمهوري بتشكيل لجنة الحوار الوطني برئاسة المرحوم حسين المقدمي ، واشتركت في صياغة الميثاق الوطني مختلف القوى والفئات الاجتماعية والشخصيات الوطنية وذوي الكفاءة والمقدرة بعد سلسلة حوارات وطنية جادة ومسئولة اتسمت بروح الديمقراطية وجرت عملية استبيان شعبي وأصبح الميثاق الوطني بعد اقراره وثيقة اجماع وطني سجلت بذلك سبقا في تاريخ العمل السياسي اليمني وكان بذلك عقداً اجتماعياً بين مختلف الفئات الإجتماعية وقوى وشرائح الشعب اليمني نحو تحقيق مبدأ التكافل الإجتماعي وتعزيزاً للوحدة الوطنية ،أستمد الميثاق الوطني روافده ومضامينه من تاريخ وتراث شعبنا اليمني العظيم وواقعه ومصالحه وطموحاته، ومن انتمائه الديني والوطني والقومي وعقيدته الإسلامية الراسخة ومن مبادئ وأهداف الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر 1962م، و14 أكتوبر 1963م ، وتم اقرار الميثاق الوطني وتأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م. المؤتمر الشعبي العام يمثل إطاراً تنظيمياً للوحدة الوطنية اليمنية ، وكان المؤتمر الشعبي العام بقيادة رئيسه المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح هو الشريك الرائد والأساسي في اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م وعمل على تكريس الممارسة الديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة وحرية الرأي والصحافة وحقوق الإنسان .
كما تم العمل التنفيذي لتحقيق الأهداف الستة للثورة اليمنية اليمنية الخالدة على أرض الواقع، وشهدت اليمن في عهد الرئيس علي عبدالله صالح نقلة نوعية كافة المجالات سواء في انجاز وتشييد البنية التحتية وبناء المدارس والمستشفيات والجامعات والموانئ والمطارات وفي مشاريع المياه والكهرباء والاتصالات والملاعب الرياضية والحدائق وشق وتعبيد الطرقات وإنشاء السدود وأهمها اعادة بناء سد مأرب العظيم، وتشجيع زراعة الفواكه والخضروات لتصل البلاد للاكتفاء بالناتج المحلي بعد ان كانت تستورد من الخارج، كما تم استكشاف واستخراج النفط والثروات المعدنية.
وهكذا فقد انتشرت المشاريع في كافة المجالات وفي كل ربوع الوطن في الريف والحضر وتم توسيع المشاركة الشعبية في الحكم وفي الرقابة من خلال انتخابات المجالس المحلية وانتخاب محافظي المحافظات وتم اعطاء المجالس المحلية صلاحيات واسعة وفقا لقانون السلطة المحلية بالإضافة لانتخابات السلطة التشريعية (مجلس النواب) وانتخابات رئيس الجمهورية عبر انتخابات حرة ومباشرة من قبل الشعب وتم انشاء النقابات والاتحادات والجمعيات وممارسة عملها وفقا للدستور والقانون.
ومن أهم وأبرز المنجزات هو ترسيخ الأمن والاستقرار وبناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها بالإضافة للأجهزة الأمنية ومراكز الشرطة والشرطة النسائية والكليات العسكرية والأمنية وتم مكافحة الإرهاب، وحل أغلب مشاكل الثأر القبلية .
كما تم الاهتمام بالشباب وتشجيعهم من خلال المدارس والجامعات والاندية الرياضية والمراكز الشبابية والكشفية وتم تأسيس جائزة رئيس الجمهورية للشباب في مختلف المجالات واعتماد جوائز قيمة مركزياً على المستوى الوطني ،وجوائز أخرى على مستوى كل محافظة على حده.
وبحكمة الزعيم علي عبدالله صالح تم استعادة جزر حنيش من دولة ارتيريا بالحوار بعد ان كانت قد احتلتها، وتم ترسيم الحدود البرية والبحرية لليمن مع كافة جيران اليمن في أجواء من الحوار وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
وشهدت علاقات اليمن الخارجية توسعاً وتعاوناً مع مختلف دول العالم تميزت بالتعاون والاحترام المتبادل، وكان لليمن في عهد الرئيس علي عبدالله صالح، دوراً بارزاً في دعم قضايا العرب والمسلمين وفي طليعتها قضية فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى وكان للرئيس علي عبدالله صالح حضوراً دولياً قوياً يصدع بقول الحق تجاه المؤامرات على الأمة العربية والإسلامية وقام بدور ملموس في تقريب وجهات النظر وحل الخلافات التي تظهر بين الدول العربية والإسلامية او فيما بين ابناء كل دولة على حدة، وقدم مبادرة لإنشاء الاتحاد العربي.
هذه لمحة عاجلة واستعراض سريع بمناسبة ذكرى 17 يوليو ولأن المشاريع عديدة والمنجزات كثيرة في كافة المجالات فقد ذكرنا البعض على سبيل الذكر وليس على سبيل الحصر، لأن المكان لا يتسع لحصرها.
كما انه وعند مؤامرة الربيع العبري 2011م ، حرص الرئيس علي عبدالله صالح على تجنيب اليمن من الانزلاق للحرب الأهلية والفوضى ومن أجل حقن الدم اليمني فقد قدم الزعيم علي عبدالله صالح تنازلات عديدة عبر المبادرة التي صاغها واعدها المؤتمر الشعبي العام وسميت "المبادرة الخليجية"، ودعى الرئيس علي عبدالله صالح الى انتخابات رئاسية مبكرة لمدة عامين 2012-2014م.. كما نصت على ذلك المبادرة الخليجية ، وقد تم اجرائها مطلع العام 2012م.
قدم الرئيس علي عبدالله صالح التنازلات برغم أنه رئيس أكبر حزب في الساحة اليمنية حصل على ثقة الشعب في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجالس المحلية، ويمتلك الزعيم علي عبدالله صالح أكبر قاعدة جماهيرية هي الأكبر على الإطلاق على مستوى اليمن والجزيرة العربية بل والوطن العربي.
وبسبب انجازات الرئيس علي عبدالله صالح وخصوصاً إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وان اليمن أصبحت دولة حرة مستقلة ذات سيادة تمتلك شعباً عظيماً وتم بناء جيشاً وطنياً قوياً مدرباً تدريباً حديثاً ومسلحاً بأحدث أنواع الأسلحة ،وبنية تحتية ونهج ديمقراطي وتعددية سياسية وحزبية وتداول سلمي للسلطة وحرية الرأي والصحافة وحقوق الإنسان بالإضافة لموقع اليمن الاستراتيجي الهام تكالب اعداء اليمن بقيادة السعودية وشنوا عدواناً غاشماً وحصاراً ظالماً منذ 26 مارس 2015م ولايزال حتى اليوم بهدف تدمير كل ماتحقق لليمن وتمزيق اليمن الى عدة أقاليم والقضاء على الجيش والبنية التحتية وإشعال الحروب الأهلية "المذهبية ،المناطقية" بين اليمنيين ولكن هاهو الشعب اليمني يسجل صمودا" اسطوريا أذهل العالم ورسم الجيش اليمني واللجان الشعبية أروع ملاحم الصمود والانتصار ملحقاً بالعدوان خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وختاما وبمناسبة ذكرى 17 يوليو نرفع اجمل التهاني والتبريكات لفارس العرب موحد اليمن الزعيم المناضل علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام والى كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم والقوات المسلحة والأمن اليمنية والى كافة الأحرار في الوطن العربي والعالم.
• عضو الإتحاد الدولي للصحفيين
• مدير عام العلاقات الدولية والثقافية بجامعة ذمار