المؤتمر نت -
إدانات إسلامية قوية لاستهداف كنائس العراق
أدانت هيئات إسلامية عديدة التفجيرات التي استهدفت الأحد 1-8-2004 كنائس في مدينتي بغداد والموصل العراقيتين واعتبرت أنها جرائم تستهدف وحدة العراق وتشويه صورة المقاومة، واتهمت جهات غير عراقية بالوقوف وراءها. فيما اتهمت حكومة رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي أبو مصعب الزرقاوي المتحالف مع تنظيم القاعدة بالمسئولية عن التفجيرات.
ونددت هيئة علماء المسلمين (أكبر المراجع السنية في العراق) الإثنين 2-8-2004 بالتفجيرات التي استهدفت الكنائس العراقية، معتبرة أنها واحدة من "المحاولات اليائسة لاستهداف وحدة العراق"، كما اتهمت "جهات خارجية" لم تحددها، بالوقوف وراء الاعتداءات.
وقتل 10 أشخاص على الأقل، وأصيب العشرات بجراح الأحد في انفجار سيارات مفخخة استهدفت عدة كنائس في مدينتي بغداد والموصل.
وقال محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم الهيئة في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي عقده الإثنين: "يبدو أننا أمام مسلسل جديد من المحاولات لاستهداف وحدة العراق وتمزيق صفوفه، تجلى هذه المرة في استهداف معنى آخر من معاني الأديان".
وأضاف بيان هيئة علماء المسلمين: "بعد أن استهدفت من قبل الجوامع والحسينيات في التفجير لمرات عدة، طالعتنا الأحداث باستهداف الكنائس هذه المرة عبر عمليات تفجير خالية من المعاني الدينية والإنسانية".
وأكد البيان أن استهداف "دور العبادة لهذا الطيف من أبناء الشعب العراقي لا يمكن فهمه على أنه ظاهرة عراقية أبدا، فطيلة القرون التي مضت من عمر بلدنا لم تؤثر عن أهله أفعال إجرامية من هذا النوع، وإن الهيئة لترى على هذه الحوادث بصمات لجهات خارجية هدفها إيقاد الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وإبقاء البلد في حال من الفوضى لخدمة مصالح المحتل".
كما دعت هيئة العلماء "أرباب الديانة المسيحية" إلى "تحمل الصدمة، وضبط النفس كما فعل إخوانهم من قبل، والعمل معا لتفويت الفرصة على من يبغي شرا بالوطن وأهله".
وفي ختام بيان الهيئة تقدمت بالتعازي إلى "ذوي الذين لقوا ربهم يشكونه ظلم الإنسان لأخيه الإنسان".
بسبب الاحتلال
من جهته قال الشيخ عبد الجليل الفهدواي عضو هيئة علماء المسلمين، خطيب جامع "الإخوة الصالحين" ببغداد: "هذا العمل مرفوض لكونه استهدف أناسا من أهل الكتب وهم مستأمنون وليسوا محاربين؛ فهذا العمل مرفوض شرعا".
وأضاف الفهداوي: "أحد هذه التفجيرات استهدف كنيسة بجوارها مسجد تضرر نتيجة هذا الاعتداء، وهذا يدل على أن من يقوم بالعمل لا يكترث إن أصاب هذا الترويع مسلما أو كتابيا".
السيستاني
في السياق نفسه أدان المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الإثنين التفجيرات التي استهدفت الكنائس في بغداد والموصل معتبرا أنها "جرائم فظيعة".
وقال السيستاني في بيان صدر عن مكتبه بالنجف: "نشجب وندين هذه الجرائم الفظيعة ونرى ضرورة تضافر الجهود وتعاون الجميع حكومة وشعبا في سبيل وضع حد للاعتداء على العراقيين وقطع دابر المعتدين".
وأكد السيستاني في بيانه على "وجوب احترام حقوق المواطنين المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية، ومنها حقهم في العيش بوطنهم العراق في أمن وسلام".
واعتبر المرجع الشيعي أن الاعتداءات التي استهدفت الكنائس في بغداد والموصل تأتي "في مسلسل الأعمال الإجرامية التي يشهدها العراق وتستهدف وحدته واستقراره واستقلاله".
ووصف هذه التفجيرات بـ"الاعتداءات الآثمة التي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا الأبرياء بين قتيل وجريح".
كما أدان متحدث باسم الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الهجمات التي وصفها بـ"الإرهابية" وبأنها تعمل على "خلق الفتنة" بين أبناء الشعب العراقي الواحد.
وقال الشيخ أحمد الشيباني مسئول مكتب الصدر في النجف (160 كم جنوب بغداد): "نحن نشجب ونستنكر بشدة هذه الأعمال الإجرامية التي لا طائل منها إلا خلق الفتنة فيما بين أبناء الشعب الواحد".
ومن جانبه استنكر حزب الدعوة الإسلامي (شيعي) بالعراق هذه "الأعمال الإجرامية التي تريد أن تحدث الفتنة الدينية والطائفية في العراق".
وقال عدنان الأسدي عضو المكتب السياسي في الحزب لوكالة "رويترز" للأنباء: إن المسلمين يشاركون أُسر الضحايا المسيحيين في "ألم مصابها".
وأضاف قائلا: "نحن لا نفرق بالإدانة في هذه الأعمال المخالفة للشريعة الإسلامية؛ لأن مخططي هذه الأعمال هم أنفسهم الذين ضربوا زائري الإمام الحسين في كربلاء في عاشوراء الماضية وهم أنفسهم الذين يضربون المساجد العراقية ومراكز قوى الأمن الداخلي".
و"الإخوان المسلمون"
من جانبها أيضا أدانت جماعة الإخوان المسلمين الهجمات على الكنائس بالعراق، معتبرة أن تلك الأعمال إنما "تستهدف في الحقيقة تشويه صورة المقاومة، حيث إن تلك الأعمال تصب في خندق استمرار بقاء قوات الاحتلال التي عجزت طوال الفترة الماضية أن تحدث فتنة أو وقيعة بين صفوف الشعب العراقي".
وأضافت الجماعة -في بيان أنه "إذا كنا نستنكر وندين بشدة قذف الطائرات الأمريكية للشعب العراقي في الفلوجة بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا، فإننا نستنكر وندين بنفس القدر تلك الأعمال التي استهدفت الكنائس والتي تشير الدلائل وأصابع الاتهام إلى أن الموساد يقف وراءها".
اتهام الزرقاوي
من جهتها اتهمت الحكومة العراقية أبو مصعب الزرقاوي المتحالف مع تنظيم القاعدة بالمسئولية عن سلسلة من تفجيرات الكنائس، مشيرة إلى أن الهدف هو إثارة الفتنة الطائفية ودفع المسيحيين للخروج من البلاد.
وقال مستشار الأمن القومي في الحكومة العراقية موفق الربيعي: "ما من شك في أن هذا يحمل بصمة الزرقاوي".
وأضاف الربيعي -العضو المهم في الحكومة العراقية المؤقتة التي يرأسها إياد علاوي- أن الزرقاوي والذين يتبعونه يحاولون في الأساس "دق إسفين بين المسلمين والمسيحيين في العراق".
وأشار الربيعي إلى أن مجلس الأمن القومي العراقي سيعقد اجتماعا طارئا في وقت لاحق من الإثنين لبحث التفجيرات التي أصابت الكنائس في بغداد والموصل.