المؤتمر نت - اقتحام أميركي ـ عراقي شامل للنجف والصدر يحتمي بمرقد الإمام علي دخلت القوات الاميركية والعراقية أمس، في ما يبدو انها المرحلة الحاسمة من المواجهة، مع اتباع الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في النجف. فقد اقتحمت قوات مشاة البحرية (المارينز) منزل الصدر بعد قصف بري وجوي لأهداف قريبة منه، فيما اشتبكت مع مسلحيه على مسافة 200 متر من مرقد الامام علي، حيث يعتقد ان الصدر يتحصن.
وقال الشيخ احمد الشيباني، المتحدث باسم الصدر، ان الهجوم على منزل الزعيم الشيعي الذي يقع في شرق النجف سبقته معارك عنيفة. ولم يعط الشيباني اية ايضاحات حول الضحايا الذين سقطوا في هذه العملية. واكتفى بالقول «هذا المنزل هو مكان آمن وليس ثكنة عسكرية»، مضيفا «اننا نشعر بغضب شديد».
واكد وزيرا الدفاع والداخلية العراقيان، في مؤتمر صحافي مشترك في بغداد، ان العمليات العسكرية في النجف لن تنتهي إلا بإلقاء ميليشا الصدر اسلحتها والانسحاب من المدينة. واعلنا ان القوات العراقية ألقت القبض على «عناصر لا تتكلم العربية» مع المعتقلين من عناصر جيش المهدي لكنهما لم يحددا جنسية المقبوض عليهم.
الى ذلك، قال أحد وجهاء مدينة النجف ان القتال كان يدور أمس على مسافة 200 متر من مرقد الامام علي، الذي قال انه تحول الى ترسانة لأسلحة أتباع الصدر. وأضاف الوجيه، وكنيته «أبو محمد» في اتصال هاتفي لـ«الشرق الاوسط» من لندن، ان الدبابات الاميركية تجوب شوارع مركز مدينة النجف للمرة الاولى منذ دخول القوات الاجنبية للعراق وان «غالبية سكان المركز تركوا بيوتهم وتوجهوا الى الاطراف والمناطق الريفية المحيطة بالمدينة خشية من اتساع المعارك». ووصف القتال بـ«الشرس». وافاد بان القوات الاميركية شكلت مظلة جوية اميركية من طائرات الهليكوبتر والمقاتلات التي تقدم الدعم الناري للقوات البرية. ودعا رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي أتباع الصدر الى القاء السلاح واخلاء ضريح الامام علي والانضمام الى العملية السياسية. وقال علاوي «ان العملية ليست عملية قمع (..) ان عناصر الميليشيا خرقوا القانون بتحصنهم في الضريح».
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي وصل أمس الى النجف في محاولة للقاء مقتدى الصدر لإنهاء المواجهات في المدينة.
وفي النجف أيضا أعلن مكتب المرجع الشيعي اية الله العظمى علي السيستاني انه يعمل على وقف المعارك. وقال في بيان للمكتب ان «سماحته دعا كل الاطراف للعمل بجدية لوضع حد للجريمة باسرع ما يمكن وضمان الا تتجدد». |