المؤتمر نت - ITP -
منافسة بين الجيل الثالث والرابع للاتصالات
يحظى سكان بعض الدول النامية لأول مرة بأكبر فرصة في حياتهم لإجراء مكالمات هاتفية من خلال الهواتف الجوالة، أي قبل أن تصلهم خطوط الهاتف الأرضية، بصورة تجعلهم يتجاوزون تقنيات قديمة أو حالية لا يطالونها. وفي هذا الإطار قامت الهند بسابقة تأسيس هيئة معايير هندية اسمها Implementation Mission Group لتطوير معايير ومواصفات تقنية الجيل الرابع للاتصالات(.(4G وهي أول مرة تقوم الهند فيها باستباق طرح وتطوير معايير تقنية بدلا من انتظار صدورها من قبل هيئات عالمية. وتنوي الهند تجاوز الجيل الثالث للاتصالات اللاسلكية بعد أن اعتبرتها غير مجدية اقتصاديا، وفقا لقول وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الهندي ديانيدي ماران. وتتوفر حاليا في الهند شبكات GSM وخدمات GPRS مع “ .CDMA حيث تنوي الهند لعب دور بارز في هذا المجال بعد تأسيس مركز خاص لذلك اسمه .National Center for Excellence وتنوي الحكومة الهندية الجديدة نقل وتوصيل الأدوات التقنية لكافة فئات الشعب. وفي الصين هناك خطط مشابهة بدوافع وطنية وتجارية بذات الوقت، وذلك للاستفادة من تقنيات الجيل الرابع. وحدث ذلك في الهند بعد انتقادات وجهت للحكومة السابقة بأنها كانت توجه خططها نحو قطاعات خاصة لا تلامس حياة الملايين من الهنود بصورة يومية. فهناك أكثر من 50 ألف قرية بدون خدمات هاتفية حتى الآن. وأعلن الوزير الهندي الجديد عن خططه لجعل الهند مركزا عالميا للأبحاث والتطوير. وتنوي الحكومة الهندية الانتقال إلى الإصدار 6 من بروتوكول الإنترنت بحلول عام 2006 وفقا للوزير الهندي الذي أكد على أهمية الإصدار الأحدث IPv6 من النواحي الأمنية ودعمه لعدد أكبر من العناوين وحروفها.
وتنبع خطة الهند من سجلها المشرق في تطوير البرامج وخدماتها رغم أنه أمر مختلف عن تطوير المعايير التقنية. وتنوي الحكومة الهندية الجديدة أيضا تقديم خدمات إلكترونية مثل الزراعة عن بعد وخدمات الصحة والتعليم الإلكتروني للقرى الكبيرة. وتم وضع دراسة تضمنت خارطة طريق لتنفيذ عمليات تطوير تقنيات الجيل الرابع، بعد أخذ العبر من نجاح أوروبا في تطوير تقنية GSM. وتدعو الخطة الأولية إلى تصدر الهند لكل أوجه تقنية الجيل الرابع، من وضع المعايير إلى أجهزة المستخدمين.
ومن توصيات الدراسة قيام الحكومة بتخصيص منح على مدى الأعوام الثلاث القادمة بما يوازي 80 مليون دولار لتحقيق تلك الأهداف. كما توصي الدراسة بأن يقتصر دور الحكومة على تسهيل ومراقبة نشاطات التطوير بدلا من التحكم بها. وأشرف على وضع الدراسة مهندس هندي هو H. S. Jamadagni يعتبر صاحب تقنية معالجة الإشارات الرقمية .digital signal processing
والمعروف أن الجيل الأول للهواتف هو تلك التقنية القديمة التي تعتمد على نقل ذبذبات الصوت التماثلية analog، والجيل الثاني هو الهواتف الجوالة التي تعتمد تقنية رقمية بسيطة، أما الجيل الثالث فأهم ميزة فيه هي مكالمات الفيديو (أي نقل صوت وصورة المتصل ويزيد الفيديو حجم البيانات عشرة أضعاف حجم المكالمة الصوتية وكذلك تكون زيادة الرسوم) وسرعة تنزيل بيانات في حدود 2.4 megabytes بالثانية لكن قد تكون سرعة التحميل upstream أقل في بعض الأحيان. أما فكرة اتصالات الجيل الرابع اللاسلكية، فقد
كانت وكالة أبحاث الدفاع الأمريكية درابا DARPA هي أول من اقترح ولذلك كان اختيارها للهندسة الموزعة للإنترنت اللاسلكية، فهذه الهندسة هي التي أثبتت نجاحها في انتشار الإنترنت. ورغم عدم اكتمال كافة أوجه تقنية الجيل الرابع إلا أن العناصر المؤكدة فيها هي اعتمادها كليا على بروتوكول الإنترنت end-to-end Internet Protocol (IP) وعلى الشبكات بتقنية قرين لقرين peer-to-peer networking
وباختيار تقنية الإنترنت سيستخدم المشتركون ذات تطبيقات البيانات التي اعتادوا على استخدامها في الشبكات الاعتيادية، أما تقنية شبكات قرين لقرين فهي التي ستتيح جعل كل جهاز هاتف (أو مساعد رقمي أو كمبيوتر محمول) عبارة عن جهاز مرسل ومستقبل وموزع router/repeater للأجهزة الأخرى في الشبكة. ويكمن الفرق بين شبكات الجيل الرابع والشبكات الخليوية الحالية في أن الأخيرة تعتمد على مجموعة محددة من الخلايا المؤلفة من محطات قاعدية base transceivers stations (BTS) بهندسة شبكات مركزية تجعل أية أعطال أو ضغوط خللا يصيب كامل الشبكة.
ورغم أن إرسال مئة ميغابت بالثانية هو أمر متاح للمسافات القصيرة في ذات البلد في شبكات الجيل الثالث المتوفرة حاليا في بعض المناطق، إلا أن تقنية الجيل الرابع تتيح إرسال البيانات بمعدل يتراوح بين 100 ميغابت بالثانية وواحد غيغابت بالثانية بين أي مكانين في العالم لكنها لن تنتشر قبل حوالي أربع سنوات من الآن.
حيث من المقرر أن تبرز تقنية 3.5
(HSDPA ) وهي تقنية مؤقتة بين بين الجيل الثالث والرابع.
وستكون الألعاب الأولمبية في بكين سنة 2008 مسرحا لها، حيث سيتمكن أصحاب هواتف الجيل الثالث وما تلاه من مشاهدة فيديو لمباراة رياضية على شاشة الهاتف مع الحديث مع أي شخص في مكالمة هاتفية اعتيادية بذات الوقت بالهاتف نفسه. وهناك فرصة للقائمين على تنظيم هذه الألعاب للاعتماد على مبدأ الرياضة الأولمبية في تحسين تقنيات الاتصالات والبنية التحتية لها عند استضافتها بالاعتماد على المبدأ والشعار الأولمبي الشهير أي أسرع أعلى وأقوى. ولا يخفى على المراقبين أن الصين لديها دوافع وطنية لتجنب الاعتماد على تقنيات مستوردة لكن ذلك لايهم في النهاية إذا كانت النتائج ناجحة.