المؤتمر نت - تضارب بشأن السيطرة على المرقد... وشائعات بشأن هروب الصدر ساد الغموض بشأن حقيقة الوضع في النجف أمس وذلك بعد إعلان أنصار الزعيم الديني مقتدي الصدر عزمهم تسليم مفاتيح ضريح الإمام علي "ع" إلى ممثل المرجع علي السيستاني، فقد دار لغط وتضاربت الأنباء بشأن من يتولى حاليا السيطرة على الصحن الحيدري وحول مكان الصدر إذ ذكرت شائعات انه هرب ليلا من المدينة التي استمرت فيها المعارك.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس انه لم يكن هناك أي شرطي داخل ضريح الإمام علي الذي لايزال عناصر "جيش المهدي" يتحصنون فيه. وكانت الحكومة العراقية أكدت في وقت سابق أن الشرطة دخلت إلى الضريح بعد أن انسحب منه عناصر الميليشيا. وقال، القيادي في "جيش المهدي" أبومصطفى لفرانس برس أن أبواب الضريح اقفلت بالمفاتيح لإثبات "تصميمنا على تسليم هذا المكان المقدس إلى المرجعية".
وقال مراسل فرانس برس إن العديد من المسلحين ومؤيدي الصدر كانوا في الضريح وفي ساحته. وأضاف أن المعارك كانت لاتزال مستمرة جنوب المدينة. كما قال ضابط أميركي كبير إنه لا يستطيع تأكيد أن الشرطة سيطرت على مرقد الإمام وأضاف أن مكان الزعيم الصدر غير معروف. وقال الأميرال جريج سلافونيتش لرويترز عندما سئل بخصوص إعلان الحكومة أن الشرطة سيطرت على مرقد الإمام وألقت القبض على المئات من مقاتلي الصدر "لا يمكننا في الوقت الراهن تأكيد ذلك". وأضاف أن ثمة شائعات تفيد بان الصدر هرب لكنه قال إن الجيش الأميركي ليس لديه معلومات بخصوص مكان الزعيم الديني.
وكان مراسل وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن شهود عيان في النجف زعمهم بأن الشرطة اعتقلت 425 فردا من ميليشيا المهدي بعد أن غادروا الضريح في المدينة القديمة. وأضاف شهود العيان أنه لاتزال هناك عناصر مطلقة السراح من أفراد "جيش المهدي" في أنحاء المدينة. وأوضحوا أن الشرطة فرضت السيطرة على المسجد. وفي المقابل قال مساعد كبير للصدر أن تقارير سيطرة الشرطة على مرقد الإمام علي زائفة. وزعم المتحدث باسم وزارة الداخلية صباح كاظم أن الصدر ربما هرب من الحصار. وقال لقناة "سي. ان. ان" "من المحتمل أن يكون قد هرب ليلا".
وعلى صعيد متصل صرح مدير صحة المدينة صلاح المهني إن حصيلة مواجهات أمس الأول وأمس بلغت 80 قتيلا و166 جريحا وأن مستشفيات المدينة باتت لا تستوعب الأعداد المتزايدة من الضحايا فيما أكد مصدر في وزارة الصحة أمس مقتل 77 عراقيا وإصابة 70 آخرين بجروح في اشتباكات النجف وأضاف أن "غالبية هؤلاء سقطوا ليلة الجمعة تحديدا".
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين أفراد الميليشيا والقوات الأميركية عند الجهة الجنوبية من مدخل ضريح الإمام. وبينما لا تزال المعارك مستمرة خارج الضريح قامت ميليشيا بالتحصن فوق أسطح المنازل العالية للقيام بأعمال قنص فيما قامت الشرطة والحرس الوطني بمساندة القوات الأميركية في الجزء الجنوبي من المدينة القديمة.
في الإطار ذاته قالت قناة "الجزيرة" إن الرهينة الأميركي ميكا غارين دعا الولايات المتحدة في شريط فيديو إلى وقف إراقة الدماء في النجف. وفي وقت سابق أكد المتحدث الرسمي باسم الصدر احمد الشيباني أن المرجع الديني علي السيستاني وافق على خروج "جيش المهدي" من الضريح وتسليم مفاتيح الصحن الحيدري. وقال "ذهبنا صباح هذا اليوم "أمس" إلى مكتب السيستاني للاتفاق على تسليم مفاتيح ضريح الإمام علي ومكتبه اتصل هاتفيا بالسيستاني في لندن الذي وافق بدوره على تسلم المفاتيح".
وأضاف أن "من المتوقع أن تأتي لجنة من مكتب السيستاني إلى الضريح لكي نقوم بدورنا بتسليمها المفاتيح" إلا انه لم يحدد موعدا للزيارة. وأوضح أن "الزوار والدروع البشرية وعناصر جيش المهدي سيتركون حينها الضريح وستقفل الأبواب".
ومن جهتها ذكرت "الجزيرة" أن ممثلين للصدر سلموا فعلا مفاتيح الضريح إلى مندوبين عن السيستاني.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي في حديث مع "بي. بي. سي" أمس بالا يقع هجوم على مسجد الإمام علي وقال أن غصن الزيتون لا يزال ممدودا للصدر وميليشياته. ووصف علاوي أحدث هجمات على ميليشيا الصدر بأنها "عمليات تطهير" بعيدا عن المزارات واستهدفت جعل النجف آمنة للسكان.
واعتبر ممثل السيستاني الشيخ احمد الصافي ما يجري في النجف بأنه "كارثة حقيقية". وقال في خطبة الجمعة من مقام الإمام الحسين في كربلاء "لا يخفى عليكم المأساة الحقيقية التي يمر بها الشعب لاسيما في النجف وهي بحق كارثة حقيقية لما تحمله في داخلها من مؤامرات تمت في جنح الليل ولما يكتنفها من مستقبل مخيف في الأيام المقبلة".
وانتقد الصافي المسئولين السياسيين الشيعة في الحكومة قائلا "العتب كل العتب على بعض السياسيين المحسوبين علينا فهم لحد الآن لم يثبتوا الصدقية المتوقعة بل اثبتوا عكس ذلك وبدلا من أن يبذلوا جهودهم لحل الأزمة قاموا بخلط الأوراق واخذوا يستخدمون الدعاية لأنفسهم على حساب حياة الأبرياء".
وحذر المرجع اللبناني محمد حسين فضل الله من انعكاسات الهجوم الأميركي، على استقرار المنطقة مجددا دعوته لحل الأزمة سلميا. في غضون ذلك أعلن مسئول أميركي كبير أن الولايات المتحدة لا تستبعد أن تكون الميليشيا حصلت على اسلحة من إيران ولكنها لا تملك أي دليل رسمي بشأن هذا الموضوع. وعبرت مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندليزا رايس عن ثقتها في التقدم السياسي الحاصل في العراق على رغم التدهور العسكري في النجف وفي مناطق أخرى.
وأعلن الجيش الأميركي أمس مقتل عنصرين من مشاة البحرية خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة في محافظة الانبار. وأعلن المتحدث باسم مديرية شرطة محافظة كربلاء رحمن مشاوي فرض حظر التجوال في المدينة ثماني ساعات يوميا ولمدة ثلاثة أيام.
|