المؤتمر نت - الجِّـــــن .. في الكتاب والسنة أكد الشيخ والمعالج بالقرآن يوسف البستكي أن وجود الجن حقيقة لا تقبل الشك بدليل ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وان كان الاختلاف في بعض الحالات الخاصة بمسألة الجن مثل امكان دخول الجن في الانسان.
جاء ذلك خلال محاضرة تطرق فيها الى بعض الحقائق عن الجن المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأجاب البستكي في بداية محاضرته عن سؤال يتعلق بوجود الجن بقوله "هناك من يصدق بوجود الجن وهناك من يكذب، فهل لنا أن نكذب؟! القرآن يذكر أن الجن يمس البشر فهل يدخل فيهم؟! هذا ما لا نعرفه، وقصة الرسول "ص" عندما خرج مع صفية بنت حيي، عندما رآه اثنان من الأنصار أسرعا، فقال لهما الرسول على رسلكما فانها صفية، فقالا بما معناه أن لا أحد يشك فيك يا رسول الله، فرد عليهم الرسول ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق وخفت أن يلقي في نفسكما شيئا، فهل كان الرسول يقصد حقيقة مجرى الدم من العروق أم يقصد شيئا مجازيا ان الله أعلم بذلك، اذا ليس لأحد قال لا اله الا الله أن يكذب بوجود الجن، وهناك أحاديث كثيرة تثبت ذلك في كتب أهل السنة والجماعة وحتى في كتب الإمامية، ومن هذه الأحاديث في كتب الإمامية حديث ابن مسعود الذي يروي أنهم كانوا مع الرسول "ص" في ليلة من الليالي وفجأة افتقدوا الرسول، وبحثوا عنه فلم يجدوه وباتوا بشر ليلة بات بها قوم ولكنهم وجدوا الرسول مع الفجر وسألوه فأجابهم أنه أتاني داعي الجن فذهبت معه اليهم فقرأت عليهم القرآن".
ثم سأل عن أصل الجن فذكر "ان الله سبحانه وتعال يقول "خلق الجان من مارج من نار" "الرحمن: 15" فما هو المارج ؟! هو المختلط وورد في حديث عائشة "رض" قالت قال رسول الله "ص" "خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم" فهل سبق خلق الجن خلق الانسان وما هو دليل ذلك؟! ان الله سبجانه وتعالى يقول "ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناهم من قبل من نار السموم" "الحجر 26-27" فهذا دليل على أن خلق الجن جاء قبل خلق الانسان، وقرآت في كتب كثيرة قصصا عن حروب الجن وكيف أنه كان لديهم ملك اسمه يوسف فقتلوه وتجبروا عليه فبعث الله ابليس الذي كان يسمى من قبل بالحارث فطرد الجن من الأرض، ولكن ما يهمنا هنا ما جاء في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة.
ولكن هل ثبت من هو والد الجن، ان البعض يقول انه ابليس ولكن هذا الكلام خاطئ بدليل قوله تعالى "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه" "الكهف:50" فابليس وان كان هناك قول إنه أبو للجن الا أنه غير صحيح، فابليس من الجن، وقيل أيضا ان الجان هو أب الجن، وقيل أيضا ان أبو الجن هو "سموما أو شوميا" وهذه كلها أحاديث واردة ولكنها غير معتمدة، فلا يوجد أحد ذكر من هو أب الجن بسند صحيح، وقد وجدت في كتاب فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في المجلد الرابع في صفحة 235 في سياق الكلام عن ابليس ما نصه "وأيضا فأبليس الذي هو أبو الجن لم تكن معصيته تكذيبا" وأكد أيضا في صفحة أخرى ما نصه "لكن أبوهم ابليس هو كان مأمورا فامتنع وعصى" ولا أعلم ما هو دليل شيخ الاسلام على أن ابليس كان أبا الجن".
ومؤكدا أن الجن يأكلون ويشربون ويتزاوجون ويموتون، أضاف البستكي "ان الدليل على أن الجن يأكلون ويشربون الحديث الوارد في صحيح البخاري عن أبي هريرة "رض" أن النبي "ص" أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها وقال له لا تأتني بعظم ولا بروثه، فسأله أبو هريرة ما بال العظم والروث فاجابه النبي "ذلك هما طعام الجن" أيضا ورد عن ابن عمر "رض" أن النبي "ص" قال "اذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه واذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، والجن أيضا يتزاوجون بدليل قوله تعالى "لم يطمثهن انس قبلهم ولا جآن" "الرحمن: 56" بمعنى أن الجن يطمث مثله مثل الانسان، فهل يمكن الخلط والتزاوج بين الجن والانس ؟! ان هناك رواية تشير الى أن أحد والدي بلقيس كان من الجن وهناك أيضا من كبار العلماء من قال انه جائز ويحدث ولكنه ممتنع بمعنى أنه لا يقبل به شرعا، وكدليل على ذلك قوله تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة" "الروم: 21" والجن ليسوا من أنفسنا فهم من عالم آخر، وهل أن الجن يموتون كما يموت البشر الاجابة نعم بدليل قول لله سبحانه وتعال بحسب ما ورد في القرآن الكريم "قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون" "الحجر: 36" وهنا دليل على الإنظار.
|