الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:46 ص
ابحث ابحث عن:
ثقافة

< وجهـة نظـر >

الأحد, 22-أغسطس-2004
المؤتمر نت - الانحدار الذي يصيب أمة ما يشمل كل شيء... منظومة القيم فيها...، معاييرها..، ثقافتها..، ذوقها، وانحدار الذوق العام ظاهرة مشاهدة في العراق منذ سنوات ومن يتأمل في عموم الأوضاع العراقية لا يغيب عنه تشخيص أسباب هذه الحالة، فلقد تعرض الإنسان العراقي الى عملية تدمير منظم استهدف كل شيء فيه وكانت وطأة الديكتاتورية... المؤتمر نت - نزار العبادي -
ثقافــــة البرتقالــــــة
الانحدار الذي يصيب أمة ما يشمل كل شيء... منظومة القيم فيها...، معاييرها..، ثقافتها..، ذوقها، وانحدار الذوق العام ظاهرة مشاهدة في العراق منذ سنوات ومن يتأمل في عموم الأوضاع العراقية لا يغيب عنه تشخيص أسباب هذه الحالة، فلقد تعرض الإنسان العراقي الى عملية تدمير منظم استهدف كل شيء فيه وكانت وطأة الديكتاتورية ثقيلة عليه ثم جاء الاحتلال كي يسعى للإجهاز على كل شيء، الثقافة العراقية في ظل الأوضاع المستجدة التي نعيشها باتت موزعة في اتجاهات شتى بعضها تعبير عن المدرسة الفكرية والسياسية التي ينتمي إليها، وبعضها يحاكي فكر المنتصرين وثقافتهم كما شخص (ابن خلدون) في مقدمته فالأمم المهزومة تحاول أن تقلد المنتصرين وتتمثل سلوكهم وتقتبس من حضارتهم وبرغم أن هذه الظاهرة محدودة للغاية في الساحة العراقية إلا أن لا أحد يستطيع إنكار وجودها، في المقابل هناك من يحاول أن يروج (ثقافة سوقية) أن صح التعبير باعتبارها الأوسع انتشارا والأيسر تسويقا والأكثر قبولا عند قطاعات واسعة من الجماهير ويتفرع عن هذه (الثقافة السوقية) ما يمكن أن يصطلح عليه (الفنون السوقية) التي تهبط بالعمل الفني إلى مستوى بسيط يحاكي تطلعات العامة وعديمي الثقافة ويحاول أن يرضيها لا أن يرتقي بها أو يشدها إلى مستوى أرفع وذوق أكثر جمالية وإبداعا.
أن هذا المستوى الهابط من الفنون هو امتداد لظاهرة ملأت الساحة الفنية والثقافية على امتداد الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة، ولقد أصبح الإنتاج الغث والرث هو القاعدة ومن يتنقل بين الفضائيات العربية يجدها مملوءة بهذه الفنون الهابطة و التي لا يزيد محتواها على العرض الجنسي المبتذل لا بل أن بعض القنوات قد تخصصت بهذه الأعمال الهابطة التي تملأ بها عيون المشاهدين وعقولهم صباح مساء والتي باتت مع الأسف تشد اهتمام ملايين المشاهدين العرب خصوصا شريحة الشباب منهم.

الساحة الفنية العربية مشغولة هذه الأيام بأغنية عراقية أسمها (البرتقالة) صارت على كل لسان وأصبحت الأولى على قائمة الفضائيات العربية حيث يطلب سماعها عشرات الآلاف من المستمعين والمشاهدين كل يوم ، الأغنية تقدم صورة سيئة للمرأة العراقية حيث تتراقص عشرات الفتيات في مشاهد مثيرة مصحوبة بكلمات هي في غاية السخف و الانحدار ، و هذه الأغنية نموذج لثقافة الاحتلال و صورة للانحطاط و الابتذال الذي يراد له أن يصبح ظاهرة أصيلة في المجتمع العراقي و أن يمهد له من خلال هذا العمل و غيره الذي تكرر عرضه فضائيات عراقية و عربية كل يوم.

ثقافة (البرتقالة) يراد لها أن تكون عنوانا لحقبة جديدة تغيب فيها الثقافة الحقيقية و ينزاح فيها الذوق الرفيع والإبداع الفعلي لصالح أعمال تخلو من الذوق و من الإبداع ...أنها صورة لا تليق بعراق المثقفين و المفكرين والمبدعين ولا بقيم العراقيين و أخلاقياتهم .. إنها تجسيد لحالة من الهبوط و الانحدار الذي يراد له أن يسود حياتنا وأن يملأ عقولنا بالسخافات و السفاسف حتى لا يبقى فيه مكان للقيمة الرفيعة و الفكرة الناضجة و الذوق الراقي





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر