جميل الجعـدبي -
لا قيمة لأي احتشاد جماهيري أو فعالية شعبية مالم تنقل تفاصيل الواقعة إعلاميا بالصوت والصورة وتوثّق وتنشر اعلاميا، وقبل ذلك كله يتمكن الإعلاميين والصحفيين من التّحرك في محيطها بحرية والبحث في تفاصيل تفاصيلها بشفافية تامة .
ولا معنى لأي توثيق صحفي، أو نقل إعلامي لفعالية جماهيرية حاشدة، مالم تلم الصورة المستهدفة بأبعاد وزوايا واركان وتاريخ وخلفيات وكافة مسمّيات الحدث والمكان والفاعل ونوع الفعل .
من هنا وفي خضم التحضيرات لفعالية 24 أغسطس القادم، الذكرى ال35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، وقبيل الفعالية المرتقبة يمكن وضع المقترحات والأفكار الإعلامية التالية للفائدة العامة :
1- الاستفادة القصوى من مسيرات المحتشدين القادمين من محافظات بعيدة إلى العاصمة صنعاء، وذلك من خلال تنظيم وقفات شعبية قصيرة سواء على متن السيارات ، أو الوقوف على جنبات الطّرق الطويلة ، وتحديدا عند المنعطفات الجبلية الشاهقة ( مثل نقيل سمارة للقادمين من إب وذمار ، مناخة للقادمين من الحديدة، نقيل الخذالي للقادمين من حجة - مثلا )، على ان تحرص اللجان التنظيمية والاعلامية وقيادات المؤتمر المرافقة للمسيرات على التقاط صور( فوتوغراف+ فيديو) لمثل هذه الوقفات النوعية من اعلى المنعطف الجبلي وبامتداد السلسلة البشرية المرتصّة على جنبات الطريق، ورفع لافتة قماشية باسم المحافظة مع راية الجمهورية اليمنية وترديد متكرر للنشيد الوطني ، ويمكن هنا قياس المسافة الممتدة بين أخر وأول المسيرة، من خلال عداد احدى السيارات ( مثلا).. وبجمع اكثر كمية من الصور، وقياس المسافات والطرقات والمحافظات ، لمثل هذه الوقفات المتزامنة يمكن الحصول في نهاية المطاف على ( ملف مصور + فيديو) لأكبر وأطول وأضخم مسيرة بشرية أو وقفة إحتجاجية (ضد العدوان مثلا) في تاريخ اليمن،والمنطقة العربية، وربما تحتويها موسوعات الارقام القياسية لاحقا.
( يمكن ارسال الصور لاحقا على الايميلات اسفل المقال)
2- من المؤكد ان الشوارع المؤدية لميدان السبعين ( شارع الخمسين ، شارع 45،شارع كلية الشرطة ، شارع الستين، شارع حدة، وكذلك الشوارع الفرعية المحيطة بالمنطقة) ستكون مقفلة ومكتظة بالمشاركين القادمين من المحافظات بعد انسداد ميدان السبعين، إن لم يمتد الاختناق المروري الى مداخل العاصمة صنعاء، وهن يمكن إستئجار رافعات شركات خاصة او حكومية ( معدات كهرباء مثلا) ووضعها عند التقاطعات العامة ومداخل ووسط هذه الشوارع لتمكين الإعلاميين والمصورين الصحفيين من تغطية الفعالية والتقاط الصور التوثيقية لحجم المشاركين في الفعالية النوعية .
3- من خلال التجارب السابقة للجمع السياسية والجماهيرية في ميدان السبعين منذ عام 2011 فإن أفضل الصور المختارة هي تلك التي تلتقط وقت (صلاة الجمعة) او بعد الصلاة اثناء انتشار المشاركين في ارجاء الميدان، وبناء عليه يمكن توقع أفضل مشاهد لميدان السبعين ومحيطه يوم 24 أغسطس عند ترديد السلام الجمهوري أو الوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء أو ترديد هتاف ( بالروح والدم نفديك يا يمن ...)، وعليه نحث على تكرار ترديد الهتاف واختصار الكلمات الملقاه قدر الامكان .
4- من المهم اعلاميا حضور تمثيل جماهيري نسبي وقيادي لجميع ابناء المحافظات اليمنية بما فيها المحافظات الجنوبية والشرقية والتي يتواجد فيها اعضاء وانصار للمؤتمر الشعبي العام بكثرة وربما يتعذر عليهم الحضور لاسباب أمنية ( بعض المحافظات الجنوبية ستشارك بقوة) وهنا يمكن اشراك عدد من أبناء تلك المحافظات من سكان العاصمة صنعاء ( مثلا) تحت لافتات قماشية بعبارات بسيطة تجعل من اليمن فقط سقفها الوحيد .
5- في فعاليات جماهيرية مليونية مثل هذه سيكون من الصعب على أي فريق اعلامي تغطية كل تفاصيلها ، وبالتالي فإن أي مشارك في الفعالية يمتلك هاتف جوال يستطيع المساهمة الاعلامية من موقعه في الحشد بالتقاط وتوثيق الصور اللافتة والمشاهد المثيرة ( كبار السن المشاركين، معاقين، ملابس مثيرة، مجسمات رمزية، لوحات فنية، رسوم حائطية، اشغال يدوية، وجوه ملونة بالوان علم الجمهورية اليمنية...الخ) وحفظ المعلومات المحيطة بالصورة، ومن ثم ارسالها بعد الفعالية الى ايميل موقع المؤتمرنت [email protected]، او إيميلي الشخصي [email protected]، او صفحتى الشخصية في تويترjemyyemen أو فيس بوك (جميل الجعدبي)، مع ذكر أسم المرسل ورقم جواله والمحافظة التي جاء منها، على أمل التعاون معه لاحقا وحفظ حقوقه الفكرية وتزويده بأي ملاحظات اعلامية لفعاليات مستقبلية ..!
6- أخيرا كنت اود ان يبقى حديثى هنا عن الحدث المرتقب من منظور اعلامي بحت، لكني ونظرا للجدل المثار سوف أضيف في هذه التناولة جملة قصيرة خارج السياق، وأقول لا يحتاج المؤتمر الشعبي العام لمثل هذا الحشد فليس هناك انتخابات قريبة عوضا عن كون الساحة السياسية خالية من الاحزاب المنافسة للمؤتمر.! وكلما في الامر أن اليمن هو من يحتاج لمثل هذا الحشد ، كلما في الأمر أن 17 دولة بينها دول شقيقة وصديقة احتشدت حكوماتها وانظمتها السياسية لتقتلنا باعتى انواع الاسلحة منذ عامين ونصف، أليس الأولى بنا ( كيمنيين) الاحتشاد لنصف يوم واحد احتشادا سلميا حضاريا بوجه المحتشدين جوا وبرا وبحرا لتدمير مكتسباتنا الوطنية وموروثنا الحضاري العظيم وهويتنا اليمنية أرض وإنسان .!؟
* عن صحيفة اليمن اليوم