الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:08 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء

وجهات نظر صحافية

الأربعاء, 25-أغسطس-2004
المؤتمر نت - نزار العبادي -
تداعيات حرب صعده على الصحافة
ربما كان وقع مفاجأة الفتنة التي غرست مخالبها- على حين غرة- في صدر (مران) بصعده قد أزل بارتجا فاته أقدام بعض الصحف، فمضت في غير دراية تتخبط الخطى، بعيداً عن منصات الخطاب المرتجى.
لكن الصحافة موسومة بأنها منابر وعي، وفنارات هداية، وبغير ذلك لايمكن أن تدعوها" صحافة" أو تشرّفها بلقب" صاحبة الجلالة" لذا كان منتظراً أن تجد طريقها مجدداً، بعد أن يداهمها إحساس الاغتراب عن الحقيقة، والزمان، والمكان الذي تستحق أن تكون فيه.
صباح الاثنين سجلت عدد من الصحف اليمنية موقفا شجاعا، قلما يتكرر في غير اليمن.. فقد التقت صحف الحزب الحاكم، والمعارضة، والصحف المستقلة والحكومية تحت سقيفة ( الملتقي اليمني للصحافة الجديدة)، وبين أحضان نقابة الصحفيين اليمنيين لتراجع حساباتها، في كل ما تناولته من حيثيات حرب صعده، وتفاعلات مفرداتها اليومية.
لا شك أن ملتقى الصحافة الجديدة بحلقته النقاشية ( تداعيات حرب صعده على الصحافة اليمنية) فتح أبواب مرحلة جديدة واعده، بعثت الثقة مرة أخرى بمستقبل الصحافة اليمنية التي أكدت هويتها الوطنية، وصدق انتمائها اليمني.. وأطلت بمحبوب علي، والعديني، والبكاري، والدهمشي، والرمعي، والجبوبي والشميري، والعزيزي، وبجاش، وعشرات البيارق الإعلامية الخفاقة الأخرى لتؤكد أن فتنة الحوثي علمتها الخوف على الوطن، وعمقت في وجدانها رغبة التوحد، وإحساس المسئولية في الزمن الصعب.
فالأستاذ محبوب على – نقيب الصحفيين- رحب بالملتقي وحث زملاء المهنة على خوض غمار البحث والتقويم لتجاربهم المهنية، معتبرا حلقة النقاش دفاعا عن المهنة وحرية الصحافة، والديمقراطية.
وأكد أن النقابة تضع أيديها" مع الذين يشحذون أقلامهم لنصر الصحافة.
أما الكاتب الكبير حسن العديني، فقد أستوقفته مشاهد التجربة الصحفية اثناء حرب صعده بحزن ومرارة، فقال: ( الصحافة خاضت حرب أهلية أعنف من الحرب الدائرة في صعده، وأنها أحيت الصراعات المذهبية بشكل أعنف).
ثم راح الغضب يزلزل تقاطيع وجهه وهو يكاشف الحضور بما جال في أساريره : ( كانت هناك محاولة لتمزيق المجتمع .. وأول مرة أشعر أن الوحدة الوطنية كانت مستهدفة بقوة على مستوى الصحافة). مستدركا: ( الحرب التي دارت أيام الانفصال لم تك على هذا المستوى، ولم تمسى الهوية الوطنية) مشيرا: نحن يمنيين أولا وثانيا وعاشرا، ثم مسلمين، لكن أن تكون سنة، شيعة، شوافع، زيود..لا.. هذه استدعتها الصحافة)ليخلص إلى القول ( على المستوى المهني- حرب الصحف شككت بمهنية الصحافة.
ويعتقد العديني أن الصحف تقاعست عن البحث عن الحقيقة ( لم يغامر أي صحافي في الذهاب إلى منطقة الحدث. لم نجد صحافي يمارس هذه المغامرة.. ولكثير من الصحف اعتمدت على الإشاعة في نقل الخبر)
لكن عبد الله الدهمشي- رئيس تحرير صحيفة الأمة- بدا متحاملا كثيرا على الحوثي قائلا: ( هذا الرجل سب الصحافة وأدعي النبوة) وأشار مستشهدا ( قالها الرئيس أن حسين الحوثي يستهدف فتنة على الإسلام وليس على الدولة) وذهب إلى التأكيد ( أن التكفير الديني والغلو والتطرف لا يراد فيه أحداث صعده، وإنما تفجير صراعات المستقبل) منوها إلى أن ( قاتل جار الله عمر حين سألوه لماذا قتلت جار الله أجاب أنه قرأ في الصحيفة أنه كافر).
وأعتبر الدهمشي الاخطاء التي وقعت فيها الصحف سببها غياب المعلومة عن متناول الصحف ( لم ينقل لنا شيء من الحقيقة، والأحزاب في لجنة الوساطة لم تتحدث لنا لماذا نزلت صعده، ولماذ عادت؟ وكأنه كانت هناك أسرار) ثم أنتقد صحيفة "الثورة" على ما نشرته بشأن تحالف اليهود ثم تراجعت عنه، كما انتقد الذين هاجموا الداعين إلى الحل السلمي ( كان حقن دماء اليمنيين جريمة) وكذلك اعتبر أن موقف المعارضة أثار مشكلة أخرى في الساحة.
في حين كان أحمد الرمعي- مدير تحرير صحيفة الميثاق- منفعلا بعض الشيء وأوجز كلامه بالرأي ( الصحافة دائما تخسر في كل صراع سياسي شاءت أم أبت) وعلق على مشروع ميثاق شرف صحفي قائلا ( جميع ما وفرته النقابة من مواثيق شرف نحن متأخرين عنه.. لاننا في صحف تتنابز بالألفاظ).
عبد الباسط الشميري- رئيس تحرير صحيفة الشموع- تحدث عن الفتنة ذاتها وأكد قائلاً: ( الحوثي أرتكب جريمة وخيانة بحق الوطن وخرج عن طاعة ولي الأمر) وأبدى وجهة نظره فيما ذهبت إليه الصحف أثناء الحرب ( الخصومة مع النظام حولوها إلى مشكلة مع الحدث).
إلا أن حمدي البكاري رئيس تحرير صحيفة الوحدوي- كرس حديثه عن تجربة الوحدوي في أسلوب تغطية الحدث، وقال في بعض كلامه: ( اخترنا أن نكون محايدين في أقصى جد ممكن) وأضاف ( ليست لدينا مصادر خبرية.. كنا نتصل بالمسئولين في الداخلية فلا يعطونا خبر عما يجري، حتى الناطق الرسمي نصر طه كان يقول ليس لديه معلومات).
وعلى الرغم من ذلك وجد البكاري أسلوباً آخر للتعامل مع الأحداث ( حددنا مساحات للرأي يكتب فيها كتاب ومثقفين، واستعنا بشخصيات اجتماعية في صنعاء، وناس من المحافظات، وكنا نحصل على معلومات متناقضة.. كنا نبحث عن أطراف محايدة.. فهناك مغامرة أن يذهب الصحفي إلى منطقة حرب) وانتقد البكاري صحيفة ( الثورة) لأنها " وقفت بقوة إلى جانب الحكومة وكان المفروض أن تكون محايدة) منوهاً إلى أنها تعمل بفضل الضرائب المستحصلة من كل مواطن.
كما أشار إلى ان لجنة الوساطة لاتعطي خبرا لأحد، وأنهم يدعو ( أنهم طلب منهم عدم التصريح، وعندما انتهت من أعمالها أيضا لم تدل بمعلومات) وقال: ( أنهم طلب منهم عدم التصريح، وعندما انتهت من أعمالها أيضا لم تدل بمعلومات) ودعا إلى أيجاد ناطق رسمي .
أما أبو بكر عبد الله – مراسل صحيفة النهار اللبنانية- فقد شكا من هم مشترك يكاد يجمع عليه الجميع ( مشكلتنا أننا لا نستطيع الحصول على مصدر رسمي.. أتصلنا بالجميع وفشلنا.. وكنا أما نحصل على معلومات شخصية أو بدفع أموال طائلة).
وقال أبو بكر: ( نطالب بشدة بوجود ناطق رسمي، وإلا لا تؤاخذنا الحكومة في كل ما ننشر، وإن كان مضللا، فالمعلومات الخاطئة المنشورة بسبب غياب المصدر الرسمي، كما أنتقد عدم حيادية الصحف- بما فيها الصحف الخارجية- وأتهم الصحف بأنها ( نبشت قضية المذهبية والخطاب الديني).
فيما وزع نزار العبادي- كبير محرري المؤتمر نت- مسؤولية وقوع الصحافة في الخطأ بين الدولة والصحف، وأشار ( في جميع بلدان العالم عندما تكون هناك حروب يتم تعيين ناطق عسكري يدلي ببيانات يومية عن مجريات ساحة المعركة، لكن في ظل غياب الناطق لم تجد الصحف إلا الاجتهاد والاعتماد على مصادرها الخاصة غير الدقيقة). وأبدى استغرابه من ( عدم تبني التوجيه المعنوي أي دور في نقل المعلومة الخبرية للآخرين، مع أن هذا من صميم واجباته) منوها إلى أن ( سبتمبر نت كانت مثل الآخرين تحتار في كيفية الوصول إلى الخبر).
كما انتقد الصحف التي ( استغلت الحرب لتصفية حساباتها الضيقة، وراحت تربط التمرد بالتوريث، وبالمذهبية، وبمسائل لاعلاقة لها بالفتنة)، وقال: ( مهمة الصحافة توعوية وتنويرية من خلال تمكين الآخرين من الحصول على المعلومة الصحيحة، لكنها ظلت سلبية وغابت عن أداء مسئولياتها الحقيقية لتنشغل بمهام حزبية ضيقة).
لكن محمد العزيزي- رئيس تحرير صحيفة صوت المعارضة- يعتقد أن ( الصحفيين أنفسهم لا يكلفون أنفسهم البحث عن المعلومة) وقال: أن ( كل صحفية تعبر عن حزبها، ولجنة الوساطة ادعت منع التصريح فتوقعنا فشلها لأنها تحجب الحقيقة، وكان كل طرف فيها يلقي لنا بالمعلومات ويقول لا تقولوا لأحد.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر