المؤتمر نت - زراعة تسعة اعضاء لرضيعة لم تكمل عام
حطمت مولودة صغيرة رقمها القياسي في مجال الطب بخضوعها لعملية زراعة تسعة اعضاء قبل أن تكمل عامها الأول.
واجريت للصغيرة أليسيا دي ماتيو عملية مضنية استغرقت اثنتي عشرة ساعة وزرعت خلالها تسعة أعضاء تبرع بها أصحابها وهي عبارة عن كبد ومعدة وبنكرياس وأمعاء دقيقة وآخر غليظ وطحال وكليتين في مستشفي جاكسون التذكاري في مدينة ميامي بولاية فلوريدا.
وسجلت العملية الجراحية رقماً قياسياً في عدد الأعضاء المزروعة في آن معاً ولكنها ما أن صمدت لفترة اربعة اشهر فقط حتي أعيدت اليسيا الي المستشفي مرة اخري وهي تعاني من طفح جلدي يشير الي أن جسمها بالغ الصغر قد رفض الاعضاء الجديدة.
وقرر الاطباء ان الفرصة الوحيدة المتاحة لها تتمثل في اجراء عملية اخري لزراعة الاعضاء؛ فزرعوا لها كلية بديلة وأعطوها المزيد من الأدوية لكبت جهاز المناعة لديها، والذي كان سبباً في رفض الجسم للاعضاء الجديدة.
وتصف مونيكا أم أليسيا تلك اللحظات العصيبة قائلة: (لقد كان وقتاً مخيفاً. وبعد كل شيء تمكنت من اجتياز المرحلة الصعبة حيث كنا متخوفين من انها قد لا تتمكن).
وقال الدكتور أندرياس تزاكيز رئيس الفريق الذي أجري عملية الزراعة بأن أليسا قد تستطيع مغادرة المستشفي والذهاب الي المنزل خلال أسابيع معدودات.
يشار ان اليسيا ولدت في العام الماضي وهي تعاني من متلازمة الكييسات المتضخمة والقولون الدقيق (megacystis microlon syndrome) والتي تحول دون قيام المعدة والأمعاء والكليتين بوظائفها الحيوية بصورة طبيعية وما لم يتم علاج هذه المتلازمة تكون دائماً خطيرة ومهينة. ويشرح الدكتور تزاكيز هذه الحالة قائلاً: (إن مرض اليسيا يعني أنها لا تستطيع أن تأكل كما أن البول لن ينساب كما ينبغي والأمعاء تتوقف عن دفع الطعام إلي الأمام) واضاف: (إن كبدها كان في حالة جيدة ولكن بالنسبة لطفلة صغيرة مثل اليسيا ستكون زراعة جميع الاعضاء في الوقت نفسه عملية أكثر أماناً وبعد النكسة التي تعرضت لها واستوجبت التدخل الجراحي لاجراء عملية الزراعة الأخيرة،
وقال: لحسن الحظ كانت أليسيا قوية جداً والا فإن المضاعفات قد تكون خطيرة وقاتلة. إن اليسيا مقاومة عظيمة).
وينظر كل من مونيكا وزوجها باسكال بعين الاعجاب الي ابنتهما المعجزة فقد قدما بها من منزلهما في ايطاليا وقصدا مستشفي جاكسون التذكاري لأنه أحد المراكز العالمية الرائدة في مجال عمليات زراعة الاعضاء المتعددة.
وقالت مونيكا ولسانها يلهج بالشكر والامتنان (عاجزة عن شكر الجراحين كما ينبغي. ان اليسيا بصحة جيدة ونتطلع الي الرجوع بها الي المنزل ومن المدهش ان صحتها تحسنت لتكمل ربيعها الاول).
|