المؤتمرنت - ارتفاع ضحايا هجوم نيوزيلندا إلى 50 قتيلا ارتفع عدد قتلى الهجوم الإرهابي على المسجدين في مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا إلى 50 بعد عثور المحققين على جثة أخرى بأحد المسجدين وقالت رئيسة الورزاء جاسيندا أرديرن إن السلطات ستبدأ تسليم الجثث إلى الأسر لدفنها.
ووجهت السلطات في نيوزيلندا تهمة القتل إلى المتطرف برينتون هاريسون تارانت، المشتبه به الرئيسي، في حادثة إطلاق النار على مسجدين، التي وقعت أمس الجمعة، وأسفرت عن مقتل 50 مصليا وإصابة عشرات آخرين.
وعلى خلفية الحادثة، تعهدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بإصلاح قوانين الأسلحة النارية في البلاد.
ومثل المتهم، وهو مواطن أسترالي، أمام محكمة جزئية في كرايستشيرش، والتي أمرت بحبسه لحين عرضه على المحكمة العليا في الخامس من أبريل.
ولم يتحدث تارانت أمام المحكمة التي ظهر أمامها مكبل اليدين ومرتديا ملابس السجن البيضاء. ولم يطلب محاميه الذي عينته المحكمة إطلاق سراحه بكفالة. وقالت الشرطة إنه سيواجه على الأرجح تهما أخرى.
وقالت الشّرطة النيوزيلنديّة اليوم الأحد إنّ اثنين من الذين اعتُقلوا على خلفيّة الاعتداء، وهما رجل وامرأة، لا علاقة لهما بالمجزرة التي نفّذها تارنت. وأوضح متحدّث باسم الشرطة أنّ القوى الأمنيّة اعتقلت هذين الشّخصين وفي حوزتهما أسلحة، ولكن ليست لهما علاقة مباشرة بالاعتداء. وقد تمّ إطلاق سراح المرأة، فيما بقي الرجل رهن الاعتقال لحيازته أسلحة ناريّة.
وهناك شخص آخر اعتُقل الجمعة سيمثُل الإثنين أمام المحكمة، على خلفيّة تُهم "تتعلّق" بالاعتداء، وذلك على الرّغم من أنّه لم يكُن مرتبطاً بشكل مباشر بعمليّة إطلاق النار، بحسب ما قال مفوّض الشرطة مايك بوش.
وبين الجرحى طفل عمره عامين وطفلة عمرها أربعة أعوام في حالة حرجة.
وأعلن الإمام الذي كان يؤم المصلّين في مسجد لينوود لحظة إطلاق المسلّح النار على من كانوا بداخله الجمعة، أنّ هذا الاعتداء لن يُغيّر من الحبّ الذي يكنّه المسلمون لنيوزيلندا.
وقال إبراهيم عبد الحليم "لقد كان يوماً بشعاً للغاية، ليس لنا وحدنا، لكلّ نيوزيلندا"، لكنّه تابع "ما زلنا نحبّ هذا البلد"، واعدًا بأنّ المتطرّفين "لن يقوضوا أبدًا ثقتنا".
ووصلت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن السبت مرتدية غطاء للرأس أسود اللون إلى المدينة حيث التقت الناجين وذوي الضحايا.
وقالت إن الضحايا يتحدرون من أرجاء العالم الإسلامي: أربعة مصريين وأربعة أردنيين وسعودي وإندونيسي وستة باكستانيين.
وتحاول الشرطة الآن جمع شهادات وتفاصيل عن ملابسات الحادث للإجابة عن التساؤل المهم وهو لماذا وكيف حدث ذلك. وترغب السلطات في معرفة كيف لم تتمكن أجهزة الاستخبارات من مراقبة القاتل رغم نشره آراء متطرفة.
وقالت أرديرن خلال مؤتمر صحفي في ولنغتون قبل توجهها إلى مدينة كرايست تشيرش إن "المهاجم كانت لديه رخصة حمل أسلحة حصل عليها في نوفمبر 2017".
وأشارت إلى أنه كان قد اشترى بندقيتين نصف آليتين وبندقيتي صيد وسلاحا آخر. وأضافت "مجرّد أنّ هذا الشخص حصل على ترخيص وحاز أسلحة من هذا النوع، يدفعني الى القول إن الناس يريدون أن يتغير ذلك، وسأعمل على" هذا التغيير.
وتابعت "يمكنني أن أخبركم شيئا واحدا، قوانيننا حول الأسلحة ستتغير".
ونشر منفّذ الهجوم بياناً عنصريّاً على مواقع التواصل الاجتماعي قبل تنفيذ الهجوم. وبدا أنّه استوحى نظريّات منتشرة في أوساط اليمين المتطرف تقول إنّ "الشعوب الأوروبّية" تُستبدل بمهاجرين غير أوروبّيين.
وأعلن في بيانه أنّه قرّر تنفيذ اعتدائه في نيوزيلندا لكي يُبيّن أنّ "ما من منطقة في العالم بمنأى. الغزاة منتشرون على أراضينا، لا مكان آمناً، حتّى أكثر الأماكن النائية".
ونقل المهاجم مباشرةً على الإنترنت مقاطع من الاعتداء، حيث ظهر يتنقّل داخل المسجد ويُطلق النار عشوائيّاً على المصلّين ولا يتردّد في العودة للإجهاز على من بقي حيّاً.
|