يحيى محمد عبدالله صالح -
المؤتمر باقٍ وراسخ في الأرض اليمنية
للمؤتمر الشعبي العام وقيادته الصامدة وجماهيره الوفية في الداخل والخارج التحية والتقدير، المؤمنين بثواب المؤتمر وميثاقه الوطني ، الماضين على درب الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام ورفيق دربه الأمين العام عارف الزوكا الذين آمنوا باليمن أولاً وضحوا في سبيل ذلك بأرواحهم رخيصة، وضربوا أروع الأمثلة في الصبر والحكمة، الأمر الذي جعل كل المؤامرات التي حيكت سابقاً تتحطم على صخرة الثبات الأسطوري والوعي الوطني الذي تمتلكه جماهير مؤتمرنا الرائد والقائد ، والذي خلق في نفوسنا الطمأنينة أن لاخوف ولا اكتراث بتآمر المتآمرين ومحاولات البيع من أولئك الذين لم يتعلموا من دروس الماضي القريب، فبعد ضياع الدولة أو بالأحرى إضعافها وتضييعها وصولاً لمرحلة الدمار الذي تعيشه بلادنا اليوم، يراهن البعض على تسليم المؤتمر ليتم تضييعه للابد، وينخرطون بصور غريبة في مخططات تشتته وتمزقه ولعل ما جرى يوم 22-7-2019م، في ما يسمى "اجتماع جدة" الذي قالوا إن دوافعه هي تشكيل إطار لتوحيد المؤتمر الشعبي العام والحقيقة أن الاجتماع حلقة من حلقات التمزيق له، والحقيقة الواضحة للعيان أن مثل هكذا اجتماعات خارجة عما اتفق عليه أغلب أعضاء اللجنتين " العامة والدائمة" في اجتماعهم في صنعاء، غايتها استهدافه وقاعدته الشعبية الصامدة، متناسين أيضاً القرارات التي اتخذتها القيادة السابقة بقيادة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح والتي قضت بفصل عدد ممن كانوا محسوبين قيادات مؤتمرية وعلى رأسهم المدعو هادي، الذي يريدون تنصيبه رئيساً للمؤتمر، الذي أساء إليه وفصل منه، ليسددوا طعنة أخرى وغدر آخر ليس للشهيد الزعيم فقط، بل لنهجه وقناعات جماهير المؤتمر الرافضة لتلك الشخصيات، علاوة على رفضها للتدجين والاستنساخ بل والمسخ السيئ لحزب عريق كالمؤتمر الشعبي العام.
منذ سنوات عدة والمؤامرات تحاك وعبر ذات الوجوه وذات الممول ولنفس الهدف الرامي لتفريخه، وهذه المرة تستند مؤامراتهم على نتائج المؤتمر العام السابع الذي انتخب عبده ربه منصور نائباً لرئيس المؤتمر، وهي الحيلة التي ينطلقون منها، مدعين أن هادي مازال نائباً وباستشهاد الزعيم صار صعود النائب للموقع الأول قانونياً ولايحتاج الأمر لأكثر من اجتماع شكلي لاقامة العرس والتنصيب وخبر صحفي يقول ان اللجنة الدائمة الرئيسية اجتمعت وقررت ، وهذه مغالطة واضحة ومحاولة بائسة لا تعير أي احترام لقوانين ولوائح المؤتمر ولا ضير أن نذكرهم بما تناسوه وأهم ما يمكن تذكيرهم به هو:
* ان المدعو هادي سقط في يوم مشهود من الهيئة القيادية في اجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية 8-11-2011م وانتخاب الدكتور احمد عبيد بن دغر نائباً أولاً لرئيس المؤتمر بدلاً عنه، والشيخ صادق ابوراس نائباً ثانياً.
وبذلك أصبح هادي عضواً قاعدياً من اعضاء المؤتمر لايرقى إلى أية عضوية قيادية بما فيها اللجنة الدائمة التي تمنح للوزراء واعضاء الكتلة البرلمانية ولكنها لاتمنح لرئيس الجمهورية .. بموجب اللوائح الداخلية لايحق له المشاركة في أي اجتماعات قيادية من أي مستوى ، لا اجتماعات العامة ولا الدائمة .
* في 4 ابريل 2016 أقرت اللجنة العامة للمؤتمر فصل المدعوين عبد ربه منصور هادي واحمد عبيد بن دغر ورشاد العليمي وآخرين من عضوية المؤتمر بناءً على تقرير هيئة الرقابة التنظيمية بتورطهم في الخيانة الوطنية وتأييد العدوان الخارجي الذي تقوده السعودية على اليمن.. قرار الفصل استند على اللوائح حيث تسقط عضوية المؤتمر عن كل من تورط بأي عمل يمس بسيادة البلد.. هادي والذين معه انغمسوا في الخيانة الوطنية التي توجب عليهم عقوبة الاعدام وليس الفصل من المؤتمر وحسب.. هادي سقط أولاً من قيادة المؤتمر ليصبح مجرد عضو ثم فصل من العضوية ممرغاً بالخيانة والخزي والعار ولم تبق له أية ارتباطات تنظيمية بالمؤتمر .
وأمام المراهنات الخاسرة للدول والجماعات والشخصيات التي تراهن على تشطير وتفريخ المؤتمر، تستمر معاناة تلك الدول والجماعات والشخصيات مع كل خيبة أمل وفشل رغم ما ينفقونه، فالواقع أثبت أن لا جديد في القول بأن هادي دمية دول العدوان الخليجي وهذه الدول أرادت أن تصنع لدميتها دمية اسمها المؤتمر الشعبي العام لا لشيء سوى الامعان في إهانة رموز اليمن ومؤسساته وأعلامه ، ولا لشيء سوى الحقد على هذا البلد وعلى منجزه الديمقراطي كبلد لديه أحزاب وبرلمان وانتخابات ومسح كل ذلك من خارطة الكينونة والوجود !!
لقد أثبتت صروف الدهر وتجارب الواقع أن تلك القيادات التي كانت ترى في المؤتمر مجرد سلم للوصول لمصالحها ذهبت بمجرد انتهاء مصالحها، ولكن لم تكن مغادرتها بسلام وانكفاؤها لم يكن بأخلاق بل سددت الطعنات والمحاولات تلو المحاولات لإضعاف المؤتمر، رغبة منهم في تدميره، حقداً وكراهية للشهيد الزعيم، رغم معرفتهم المسبقة والأكيدة أن المؤتمر باقٍ بقواعده الشعبية الوفية وليس ببعض القيادات التي تطهر منها، ومتناسين أن القيادة تحددها الجماهير وتقيمها وفق الالتزام بالثوابت الوطنية وهذا أمر محسوم، ولا يمكن لاجتماعات جدة أو غيرها أن تنتج شيئاً لأنهم كما فشلوا في مؤامراتهم السابقة سيفشلون حتماً في هذه المؤامرة، رغم أن المؤتمر يمر بمرحلة دقيقة ومحاولات لإضعاف دوره السياسي فعلاً إلا أنهم لم ولن يستطيعوا إلغاء أو إضعاف شعبيته الجماهيرية والتي يراهن الداخل والخارج عليها كعصب حيوي له ليقود راية السلام والأمن والاستقرار مستقبلاً، وكما رفض الشهيد محاولات التدجين والاستنساخ يمضي الأوفياء في ذلك الرفض، بقيادته المناضلة في صنعاء برئاسة الشيخ صادق بن امين ابوراس يمثل جماهيره وقواعده الشعبية مهما كانت الضغوط أو الضيم، ففي النهاية لن يصح إلا الصحيح، وسيعرف الجميع أن المؤتمر بثباته قدم خدمة للوطن والأجيال القادمة، وان المتآمرين بمحاولاتهم السابقة أو الحالية في جدة أو أي مكان وزمان لا يمثلون سوى طعنة في خاصرة المؤتمر والشعب، ولن يجنوا سوى الخسران والنسيان، فلن تكون تلك المجموعة أكثر قبولاً من المناضلين تحت القصف والثابتين رغم العراقيل والضغوطات، ومهما خيل لهم شيطانهم ان لهم شعبية مؤتمرية فهم واهمون، إلا إذا أرادوها شعبية مناطقية لا تتجاوز قراهم ومديرياتهم، ولن تتعدى حناجر المنتفعين منهم، أما المؤتمر باقٍ وثابت بتلك الجماهير الوفية وستظل جذوره راسخة في الأرض اليمنية، ليس في الفنادق وغيرها ، وليس مؤتمر الرحلات والدسائس، والعملات الصعبة.
*عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
المصدر: صحيفة الميثاق