يحيى العراسي -
المؤتمر الشعبي العام من الصمود إلى النهوض والشموخ
تطل علينا الذكرى السابعة والثلاثون لقيام المؤتمر الشعبي العام بإطاره الوطني الشامل الميثاق الوطني والذي شارك في صياغته وانجازه وتحديد اتجاهاته الوطنية والسياسية النخب الاجتماعية والوطنية والسياسية بمختلف مشاربها واتجاهاتها من مختلف القوى السياسية والمجتمعية وذلك من أجل التطور والنهوض والتخلص من رتابة الماضي وموروثات التخلف وشكل ذلك اصطفافا وطنيا نحو آفاق العمل المخلص والجاد وذلك بعد ان تهيأت الامكانات وسخرت الطاقات بقيادة المؤسس الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح ويقف المؤتمر الشعبي اليوم شامخا مقتدرا متجاوزا التحديات الجمة التي عصفت بالوطن اليمني في العام 2011 وكان لذلك تداعيات كارثية زعزعت اركان النظام والقانون والامن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع وهددت النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية بفعل التدخلات الخارجية وسقوط الفاعلين في وحل العمالة والارتزاق دون الاكتراث بأمن اليمن ووحدته واستقراره ولا نجانب الحقيقة والواقع اذا ما قلنا ان نتائج أحداث 2011 لم يكن يتصورها عقل بشري وانسان سوي،
وفي تلك الاثناء تعرض المؤتمر الشعبي العام بصورة أخص لمكايدات وادعاءات ومؤامرات من القريب والبعيد ومن الذين كانوا بالامس يتفاخرون بمظلة المؤتمر الشعبي العام في رعاية القوى السياسية والمجتمعية ومنظمات المجتمع اليمني بكل صورها واشكالها،
وفي واقع الامر قدم المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح مالم تقدمه اي قوى سياسية من أجل التطور والتقدم والازدهار وقد ظل المؤتمر منذ ذلك الحين المشؤوم صامدا منافحا قادرا على استمرار العطاء الوطني وتلافي ما يمكن تلافيه من الاخطار من أجل تحقيق السلم الاجتماعي رغما عن الحاسدين والمكايدين والمدعين الذي بدلوا وجوههم في ليلة وضحاها تحت تاثير العمالة والخيانة وعدم المبالاة بما لحق بالوطن من تدهور وتدمير وانتكاسات متعددة الوجوه ولكنهم تحت مجهر الشعب الشعب بكل جماهيره وقواه الحية وسوف لن يفلتوا من العقاب باذن الله .
وها هو اليمن اليوم يتشظى ويتصادم أمام بصر وسمع هؤلاء الذين باتوا غير قادرين على فعل شيء وقد أعماهم المال المدنس واستحالوا الى كارثة وطنية بمسلكها الغبي وتمسكهم بشرعية كاذبة يقودها رجل أبله وهم من تشبث به وأوحى له بكل تلك المآلات الخطيرة والقرارات العمياء التي تخدم الاعداء وتمزق الوطن وهم على دراية وعلم بأنه لا يهتم الا بجمع المال المدنس وبيع الوطن وهو الراعي الرسمي لكل هذا الخراب حيث كان ومنذ خضوعه منذ البداية وسقوط نفسه السيئة نحو المال سلم أمره لسلطة (المقر) التي أوصلته إلى هذا الحضيض بعد تهاوي سلطته أمام ناظريه وسمعيه وطبعا كل ذلك ناتج عن عدم اكتراثه بأمن الوطن ووحدته واستقراره وعدم قدرته على فعل شيء وركونه لسلطة المقر التي أودت به إلى مزبلة التاريخ هم به وهو بهم إلى تلك المزبلة.
وعود على بدء فان تأسيس المؤتمر الشعبي العام منذ البداية الاولى الرابع والعشرين من اغسطس عام 1982 من القرن الماضي على يد المؤسس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح قاد وبكل فخر مسيرة العطاء والنمو الاقتصادي والزراعي بمختلف صوره واشكاله وكذلك الاتجاه نحو البناء الديمقراطي وحرية الرأي والرأي الآخر وكان فاتحة خير وأمن واستقرار بعد زوابع رهيبة اكتنفت النصف الثاني من عقد السبعينيات من القرن الماضي وما زلت أتذكر عبارات الرئيس المؤسس التي كان يدلي بها وبحضور النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمختلف مشاربها واتجاهاتها وفقا لمبدأ المشاركة الوطنية العامة .كيف لا ؟ وقد شارك في صياغة الاطار التنظيمي للمؤتمر الشعبي العام الميثاق الوطني أغلب القوى السياسية والوطنية في عموم الوطن المشطر في حينها وفي ذلك الوقت المبكر بعد أن كانت الحزبية محظورة وأصبح المؤتمر الشعبي العام بعد ذلك مظلة حامية لكل القوى السياسية والحزبية ومضى المؤتمر منذ ذلك الحين نحو العمل الجاد والمخلص وتجاوز الصعاب والعقبات التي كانت تنتصب أمام التطور والبناء التنموي والديمقراطي خصوصا وان تلك الفترة الزمنية كانت تتسم بالاضطرابات وتحتاج الى جهود استثنائية لترسيخ الامن والاستقرار والسكينة العامة والولوج الى مناخات البناء والانتاج واتاحة الفرصة لكل طاقات العمل والابداع رغم ركام ارث التخلف والانعزال عن محيط الركب ركب التطور والنهوض والتقدم .
وعلى هذا الاساس كانت المسيرة حافلة نحو التطور والتقدم بكل العطاءات الوطنية بمختلف الانجازات في عموم مجالات البناء والتطور الاقتصادي والديمقراطي وقطعت أشواط كبيرة وطويت مسافات عظيمة في ظل ترسيخ الامن والاستقرار وسيادة النظام والقانون حيث من مفهوم الميثاق الوطني انه لا حرية بلا ديمقراطية ولا ديمقراطية بلا حماية ولا حماية بدون تطبيق سيادة القانون .
وفي هذا الاتجاه الوطني حقق المؤتمر الشعبي العام متغيرات نوعية ومتعددة في مختلف مجالات الحياة والتطور والنهوض في شتى مجالات الحياة ومنها استخراج النفط والغاز ومختلف مجالات البناء والتحفز نحو الانجاز الاكبر المتمثل باعادة الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 من القرن الماضي كاعظم منجز وطني لليمن في التاريخ الحديث على الرغم من المؤامرات والمخاتلات والتراجعات والمعارضات التي اعترضت هذا المسار العظيم الا انه قد تحقق على ارض الواقع وسيدافع اليمنيون عن هذا المنجز الذي قدم من اجله التضحيات الجسيمة كواحد من أهم أهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر.
وقد شهد الجنوب اليمني خلال العقد الاخير من القرن العشرين الماضي تطورات متسارعة على مختلف الصعد بعد أن كان محروما من أبسط مقومات التنمية وبقي منذ الاستقلال العام 67 على ما خلفه الاستعمار البريطاني .
حيث تم شق آلاف الكيلومترات من الطرق المسفلتة وبناء الجسور والانفاق التي قربت البعيد وكسرت حاجز العزلة واندمجت المناطق النائية بالمناطق الحضرية وانبعثت الحياة وتدفقت في شرايين المجتمع وانبثقت الحريات والتعددية بعد أن كان الحزب الاشتراكي هو حاكم الدولة الشطرية بالحديد والنار,
ولا يفوتنا في هذا المقام ان نشير الى التحركات الحثيثة القيادية من قبل قيادات المؤتمر الشعبي العام وفي مقدمتها الشيخ صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر من لملمة الشتات والسمو فوق الجراح من أجل النهوض مجددا وخصوصا بعد مؤتمر اللجنة الدائمة الذي عقد في العاصمة صنعاء خلال شهر مايو الماضي وتشكلت قيادات لها رصيد نضالي في الحفاظ على المؤتمر ومكتسباته وتجاوز الملمات وها هي قيادات المؤتمر تستعد اليوم لتنفيذ برامج المؤتمر وفقا لنضالاته الوطنية وصموده الأسطوري أمام العدوان وزيارات الاخ يحيى الراعي النائب الأول لرئيس المؤتمر وغازي احمد علي الأمين العام والأمناء العامين المساعدين للمرافق الاعلامية الخاصة بالمؤتمر في قناة اليمن اليوم وصحيفة اليمن اليوم ومختلف مواقع المؤتمر الاعلامية يؤكد السير الحثيث نحو الغايات المرجوة وتحقيق الاماني والتطلعات من اجل تجاوز الازمة واستقرار وامن ووحدة الوطن..