يحيى علي نوري -
عن ماء الوجه
كثير من التقارير والتحليلات السياسية الغربية ذات العلاقة بالعدوان السعودي على بلادنا لا تخلو معظمها وفي سياق عرضها مما تصفه بالرغبة السعودية في الخروج من أتون عاصفة حزمها ضد اليمن بماء الوجه.
ولكون ما حدث باليمن من دمار شامل ومن قتل متعمد للمدنيين شمل الآلاف منهم لم يعد ماء الوجه هذا كمصطلح اجتماعي يعني حفظ ماء الوجه من خلال تصحيح خطأ ما ارتكبته السعودية فإن دلالاته لم تعد مجدية في ما اعتمل باليمن كون ما حدث ليس خطأً بسيطاً وإنما جريمة شنعاء مازالت مستمرة منذ ما يقارب الـ5 أعوام تؤكد كافة الاحصاءات والمؤشرات المهولة فظاعة ما ارتكب في حق اليمنيين ووطنهم الأمر الذي لا ينطبق مع هذا المصطلح ولا يتفق مع أهدافه التي تسعى الى حفظ منزلة المجرم القاتل لآلاف الأبرياء والمدمر لكافة جوانب الحياة اليمنية، ولا الحفاظ على مكانته الاجتماعية جراء ما ارتكبه.
ولهذا فإن ماء الوجه الذي تتحدث عنه التقارير الغربية لا يعدو عن كونه مهزلة واسفافاً بحقوق اليمنيين ومحاولة عبثية للحفاظ على منزلة ومكانة شخصية بات يشار إليها من قبل الاطارات المعنية بحقوق الإنسان كقاتل ينبغي محاكمته لإحقاق العدالة وكرد اعتبار طبيعي لليمن واليمنيين.
وعلى محمد بن سلمان الساعي عبر مستشاريه وقنواته السياسية والاعلامية الى بلوغ ماء الوجه كمخرج وحيد له ولمملكته من ورطتها في اليمن، عليه أن يعترف بجريمته أولاً ضد شعب شقيق وجار وان يسلك الطريق الأمثل الذي يعيد للشعب اليمني كافة حقوقه غير منقوصة كخطوة اجبارية يمكن لها أن تهيئ له ولأبيه صفحة جديدة للولوج الى عهد جديد في علاقات السعودية باليمن.
ودون ذلك فإن عليه أن يبحث عن ماء وجه آخر يُعنى فقط بتحسين بشرة الوجه كأداة من أدوات التجميل لا يمكن لها أن تمحو قباحة وجهه وجرائمه المرتكبة باليمن والتي ستظل تلاحقه مدى الحياة.
رئيس تحرير صحيفة الميثاق