يحيى علي نوري -
التحالف بين المؤتمر وأنصار الله هل أصبح قادراً على الحياة والفعل
تؤكد قيادة المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسها الأخ المناضل الشيخ صادق بن أمين أبو راس -رئيس المؤتمر- وفي كل مناسبة وطنية ومؤتمرية الحرص الكامل على أهمية تعزيز التحالف بين المؤتمر وأنصار الله وكافة القوى المناهضة للعدوان وعلى ضرورة أن يتم اصلاح أي اختلالات تعتور هذا التحالف والعمل المستمر على تعزيزه في مواجهة العدوان ومخاطره وتداعياته الخطيرة، علاوة على تحذيراتها المستمرة من إضعاف التحالف كونه يخدم اعداء الوطن الذين يواصلون شن عدوانهم الظالم وحصارهم الجائر على اليمن أرضاً وشعباً.
إضافة الى ما تصدره من تأكيدات واضحة وجلية من أنها لن تنكسر أمام كل ما يعتور هذا التحالف ولن تنثني بفعل ما يعتمل من ممارسات قد تسيئ لهذا التحالف وتضعف دوره أو السماح لها بأن تؤثر من قريب أو بعيد على الموقف الثابت والصادق والمبدئي للمؤتمر في مواجهة العدوان وبأنها لن تألو جهداً في سبيل الانتصار للشعب والوطن في مواجهة العدوان باعتبارها قضية رئيسية ومحورية يجب أن تعلو على أية مصالح ضيقة مهما كانت حيثياتها ومبرراتها وأن الدفاع عن الوطن هو الهدف الأسمي والأعظم الذي ينبغي أن توجه كل الطاقات والامكانات من أجل دعمه بلا حدود وأن الخلافات أو التباينات المعبر عنها من خلال التجاوز المتعمد من الجانب الآخر والتي تخرج التحالف عن مثله وقيمه الوطنية لا تساوي شيئاً اذا ما تمت مقارنتها بهدف الدفاع عن الوطن.
اذاً المؤتمر حدد موقفه الثابت والمبدئي من قضية كهذه بالرغم من الشكاوى المريرة من قبل العديد من فعالياته خاصة وأن الإجراءات الاحادية قد أضرت كثيراً بالعديد من كوادره في الدولة والحكومة وشهدوا عملية تجريف للوظيفة العامة وهي شكاوى مستمرة وتكاد تعرض بصورة شبه يومية على قيادة المؤتمر التي تبدي تفاعلاً معها ولا تجد صدى من قبل الأخوة أنصار الله في العمل على ايجاد المعالجات الكفيلة لهذه الممارسات ووضع حدٍّ لها، وكذا التأكيد على ضرورة الصبر والتحمل كون الوطن يحتاج الى المزيد من الاصطفاف وأن المؤتمر وكونه تنظيماً سياسياً رائداً جُبل دائماً على التحمل في سبيل الوطن وإعلاء المصلحة الوطنية العليا.
وباعتبار هذه المشكلات التي تعتور التحالف اصبحت منغصاً يومياً لقيادة المؤتمر فإن مطالبات المؤتمريين لقيادتهم لم تتوقف قط بضرورة العمل بكل الوسائل المتاحة وفي اطار التحالف واتفاقاته المنظمة لمهامه ومسئولياته من أجل ايجاد معالجات في اطار الدستور والقانون لكل ما يعتمل باعتبار ذلك يمثل ضرورة تمكّن المؤتمر بقوة وصلابة من مواجهة العدوان من خلال تعزيز الجبهة الداخلية وجعلها أكثر قدرة على التعاطي المسئول مع كافة التحديات.
ولكون حالة عدم التجاوب نحو تحقيق هذه الأهداف قد ساعد كثيراً على اتساع رفعة الممارسات غير المسئولة والمضرة بالوطن والتحالف فإن ما حدث مؤخراً من تسليم عناصر إرهابية متهمة في تفجير دار الرئاسة لم يكن غريباً أو مفاجئاً طالما وصلت علاقات المتحالفين تحكم وتوتر مسارها تجاوز الآخر وبصورة أكبر وافظع مثلت ضرراً أكثر من موجع لهذا التحالف وقدمته للرأي العام الداخلي والخارجي بالتحالف الهش والضعيف والهزيل بل وضرباً بعرض الحائط بكل القوى الشعبية المواجهة للعدوان والتي تتطلع الى ترسيخ وتجذير التحالف كضرورة وطنية لا تتحمل التسويف أو التكتيك السياسي.
وازاء هذا التطور السلبي الصادم في استخفافه وعدم مبالاته بالمؤتمر الشعبي العام كشريك في التحالف ومن منطلق ما أفرزته عملية التسليم للعناصر الإرهابية وما أحدثته من ضرر فادح في التحالف وعلى كرامة المؤتمريين الذين تعرضت قياداتهم للقتل والجرح في ذلك العمل الإرهابي والإجرامي كان لزاماً على المؤتمر أن يتخذ خطوات مهمة في اطار حقه الدستوري والوطني وحتى في اطار حقه الذي تفرضه الشريعة وأحكام الله والقيم الانسانية التي تمثلها قضيته حيث اتخذ قرار المقاطعة لاجتماعات مجالس الدولة والحكومة كخطوة تعبر عن احتجاجها وغضبه الشديد ازاء ما حدث، في الوقت الذي لايزال يحرص على التزام المنطقية والموضوعية في التعبير عن موقفه هذا وحرصه أيضاً على عدم الانجرار نحو المناكفة السياسية والاعلامية وفي ذلك امتداد طبيعي لموقفه الثابت في مواجهة العدوان وادراكه أن البلاد لا تحتاج الى المزيد من التعكير لعلاقات القوى المناهضة له.
ولاشك أن هذه الخطوة يجب أن ينظر لها الجانب الآخر المتمثل في انصار الله باهتمام بالغ والحرص على معالجتها بالصورة التي تُعلي من الدستور والقانون وتعيد الامور الى نصابها بالحق والعدل الذي يجب أن يحكم مسار علاقات الجميع دون أي انتقاص من حقوقهم.
ولكون الرأي العام اليمني والخارجي في انتظار ما سوف تسفر عنه هذه الأزمة من نتائج فإن الجميع لا ريب ينتظر نتائج حقيقية ومعالجات ناجعة بالصورة المرضية التي تزيل كل ما سببته من جروح وأن تعمل بالتالي على وضع حد لممارسات كهذه.
وباعتبار أن هذه القضية الثقيلة في وطأتها وحدتها على مشاعر وأحاسيس المؤتمريين وما تمثله من اهانة واضحة لهم بل ولدورهم اليوم المقاوم للعدوان فإننا كمتابعين نأمل أن يتم تحويلها -أي هذه القضية- الى فرصة جديدة والتعامل معها من منطلق رب ضارة نافعة.. وأن نجد الطرفين المتحالفين يحرصان على اعادة التقييم للعملية التحالفية بينهما وأن يراجعا بشفافية وموضوعية ومنطقية كافة الاختلالات التي تعتور هذا التحالف ومعالجة كل ذلك بما يساعد التحالف على المزيد من الانطلاق بأسس وقواعد صلبة اساسها التنسيق والتفاهم والشفافية في كل المهام والمسئوليات الملقاة على عاتقه.
وذلك لاشك يمثل الاتجاه الاجباري للجميع للحفاظ على التحالف واستجابة لمعطيات الواقع الراهن اليمني الذي يحتم المزيد من التنسيق والتفاهم على أرضية المصلحة الوطنية العليا.
وتلك أمانٍ وتطلعات يعبر عنها الجميع بالرغم من استمرار حالة الاهانة التي تواجهها قيادة المؤتمر وفي هذا التوقيت من قبل محسوبين بصورة مباشرة أو غير مباشرة على أنصار الله وخاصة العبث الذي يمارسه صاحب قناة الهوية والذي يواصل اساءته دون أن يجد من يردعه خاصة وأن كل ما يعرض له أو يقوم بنشره يزيد من الفجوة وبصورة لا تخدم إلا قوى العدوان أو أطرافاً داخلية لا يهمها التحالف بين المؤتمر وأنصار الله.
وبالرغم من كل هذه المعطيات الكارثية سيظل المؤتمر وفي اطار الدستور والقانون حريصاً على سلك الطرق القانونية وعدم الانجرار الى مربعات يجدها لا تخدم الوطن ولا مصلحته العليا وإنما تخدم أهدافاً شيطانية تتربص باليمن وتهدف أيضاً الى زيادة معاناته وآلامه.
خلاصة:
وإزاء ما تقدم فإن المجال مازال ممكناً لتحقيق نقلة جديدة ونوعية للتحالف بين المؤتمر وأنصار الله الذي يحتاج فقط الى صدق النوايا والإرادة الحقيقية التي تقود إلى إدارة فاعلة للوطن في إطار من التعاون والتكامل والتنسيق.
أما اذا كانت الأمور ستظل ترواح مكانها وبكل ما تمثله من منغصات فإن ذلك لا يعني للمؤتمر سوى أمر واحد هو أن بإمكان الاخوة أنصار الله تحمل كافة المسئولية في إدارة وقيادة دفة البلاد وأن ذلك لن يغير شيئاً في مواقف المؤتمر الثابتة والمبدئية في مواجهة العدوان والعمل بكل الوسائل من أجل إخراج بلادنا من أتون العدوان منتصرة مستقلة وقوية بقرارها الوطني المعبر عن تطلعات الشعب اليمني.
رئيس تحرير صحيفة الميثاق