يحيى علي نوري -
نحو عمل مؤسسي يحكي صمود اليمنيين
التفاعل مع الذكرى الخامسة للعدوان الغاشم على بلادنا والذي شنه الهالك سلمان في الـ26 من مارس 2015م لابد أن يأخذ طابعاً جديداً يتجاوز الأساليب التقليدية ويرقى بالتالي إلى مستوى الصمود الشعبي الأسطوري لشعبنا خلال سنوات العدوان الخمس ويقدم الصورة الكاملة لطبيعة الملحمة اليمنية بكل أبعادها ومدلولاتها وفي اطار من الرؤية الاعلامية التي تستهدف تصحيح المفاهيم لدى الرأي العام الخارجي والمحجوب في اغلبيته للمعلومة الصادقة عن كل مايعتمل في بلادنا من دمار وقتل شامل للحياة في ظل صمت دولي تمكن الحجب الاعلامي من جعله بعيداً عن اهتمامات الاطارات المدنية ذات العلاقة بحقوق الانسان أو على الاقل عدم تمكُّنها من تشكيل الصورة الكاملة لما يعتمل من عدوان بشع على مستوى مختلف المجالات الحياتية.
ولاريب ان البحث عن وسائل وطرق جديدة لعملية التناول للذكرى الخامسة للعدوان يتطلب من الوسط الاعلامي والثقافي تحقيق خطوة ابداعية في عملية الترويج لكل كوارث العدوان وبالصورة التي تتفق مع مستوى الابداع للجيش واللجان الشعبية ويعمل على تحقيق اختراق حقيقي لجدار العزلة خاصة وان الوضع الراهن وبعد خمسة اعوام من العدوان لم يعد بذلك الوضع الأكثر تعقيداً عند شن العدوان وانما اضحت هناك متنفسات عدة يمكن رصدها والاستفادة منها في الاستغلال الأمثل لإيصال رسالة الشعب اليمني وقصة صموده الأسطوري الذي مازال مستمراً بقوة وعنفوان في مواجهة اعتى قوة مدمرة تستهدف كيانه ووجوده..
ولعل التطورات السياسية في اكثر من بلد عربي وآسيوي وأوروبي وغيره وتفاعلاتها مع الشعب اليمني قد ساعد كثيراً على جعل قضية اليمن تدخل الى برلمانات هذه البلدان ومن ثم الى اطاراتها المدنية وهو ماتؤكده مجموعة البيانات السياسية التي تدين استهداف المواطنين اليمنيين جراء غارات العدوان التي تواصل حصدها لأرواح الاطفال والنساء بالرغم من هذه الإدانات وبالرغم من حالة الاستعدادية التي تبذلها اطارات مدنية في القيام بمقاضاة العدوان لدى المحاكم الدولية او استعداد ناشطين قانونيين لإعداد ملفات قانونية تجمع مختلف الجرائم وتصنيفها بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني بالاضافة الى عجز العدوان عن الاستمرار في تأثيره على اطارات الأمم المتحدة ومحاولاته العبثية للحصول على مواقف تجنبه الوقوع في دائرة المساءلة والحساب خاصة بعد أن اصبح عجزه هذا متمثلاً في مواقف غير ثابتة ومهزوزة مازالت تبعث لديه مزيداً من الشكوك وعدم القدرة على اخفاء الحقائق خاصة بعد أن أخذت الأحداث باليمن طوراً اعلامياً جديداً وأكثر انفتاحاً مع كافة ماتشهده بلادنا من عمليات عسكرية تستهدف إنسانها وبناها التحتية..
وإزاء هذا المتغير فإن البرلمان لابد ان يلعب دوراً في عملية الاستغلال لذكرى العدوان والقيام بمخاطبة البرلمانات العربية والدولية واحاطتها بكل جديد وبأسلوب مؤثر يعتمد على الحقائق الدامغة على الارض..
كما أن على الاطارات المدنية اليمنية والقابعة على الأرض والمشاركة لشعبها في مواجهة العدوان المزيد من الانفتاح مع مختلف الاطارات المماثلة على مختلف الاصعدة العربية والدولية، والتنسيق المبكر مع كل الناشطين اليمنيين الرافضين للعدوان في هذه البلدان لإقامة المزيد من المعارض للصور الفوتوغرافية التي ترصد بدقة العديد من جرائم العدوان، اضافة الى عَقْد حلقات نفاشية تشرح العديد من أبعاد المشهد العدواني وأن تمد بالوقت ذاته العديد من الوسائل الإعلامية في البلدان التي تقيم بها ملفات تحكي قصة العدوان والصمود اليمني
وعلى الإعلام في بلادنا المرئي والمسموع والمقروء المزيد من الانفتاح مع العديد من الفعاليات العربية الواقفة ضد العدوان من خلال اللقاءات والاستكتاب .. الخ من الوسائل الممكنة والكفيلة بتحقيق مشاركة عربية في تناول كل هذه الموضوعات وهو اسلوب انجع وافضل من أن نظل نخاطب انفسنا دون ان نقدم جديداً لافتاً لنا بل ولغيرنا من المهتمين والمتابعين..
وعلى ذكر معارض الصور الفوتوغرافية فإنه قد حان الوقت وفي الذكرى الخامسة للعدوان للقيام باتخاذ خطوة مهمة على طريق انشاء بانوراما يمنية تحكي للأجيال قصة الصمود اليمني ضد افظع عدوان يواجهه اليمن عبر تاريخه القديم والحديث والمعاصر حيث بالامكان إعلان القاعة الكبري بالعاصمة صنعاء -والتي ضربها العدوان بغارة اجرامية استهدفت مناسبة عزاء- مؤسسة بانوراما تزود بكل الامكانات والوثائق التسجيلية بالصوت والصورة والوثائق والنشرات وقاعات العرض حتى تظل شاهدة على اعظم صمود يمني تتعلم من خلاله الأجيال معاني الثبات والتصدي والتضحية من أجل الوطن والذود عن كيانه واستقلاله وسيادته الحرة..
ولاريب ان اقامة بانوراما يمنية أمر سيزعج القوى التي تشن العدوان كون اقامتها من شأنه ان يمثل تذكيراً بعدوانهم ويستعدي الأجيال ضدهم ويجعلهم دائماً محل انتقاد وإدانة ويهيئ لكشف المزيد من ملابسات العدوان وتأثيراتها على شعبنا بل وعلى مستوى العالم العربي والعلاقات الدولية ..، وإزاء خطوة البانوراما الدائمة والمستمرة فإن العدوان نجده غير قلق من اقامة المعارض المناسباتية باعتبار هذه المعارض تنتهي تأثيراتها يوم اقامتها..
والى جانب كل هذا لابد من الإشارة هنا الى اهمية الإعداد لأفلام تسجيلية بشأن العدوان يتم اعدادها بالعديد من اللغات الحية ومد الكثير من محطات التلفزة في كثير من البلدان بهذه الوثائق بالاضافة الى الاطارات المعنية بحقوق الانسان..
أما على صعيد الندوات والملتقيات المحلية والتي يتم تكريسها لفضح العدوان وأهدافه فلابد لها ان تفتح نافذة مشاركات لمفكرين ومثقفين عرب عبر وسائل الاتصال الحديثة والممكنة ليدلوا بآرائهم وتصوراتهم حول محاور هذه الملتقيات بما يجسد انفتاح شعبنا وقضيته مع محيطه العربي..
أما بالنسبة لدور المفكرين والمثقفين والإعلاميين الذين قاموا بالإعداد لكتب ودراسات وابحاث بشأن العدوان فإن الذكرى الخامسة لابد أن تكون محطة انطلاق لطباعة ونشر هذه الاصدارات وغيرها من المناشط المستمرة القادرة على تحويل ذكرى العدوان إلى فرصة اتصال وتواصل مع العالم ، وذلك على طريق تحقيق النصر المؤزر لشعبنا والذي مازال يقدم من اجله التضحيات الكبيرة .. الأمر الذي تحققت له بفضل الله مؤشرات تدلل على قرب موعد النصر الأكبر والأعظم في تاريخ شعبنا.
واتهم المتمسكون بنظام الاقاليم بمحاولة السيطرة على ثروات اليمني أو دفعه في حرب بلا نهاية.
* رئيس تحرير صحيفة الميثاق