بقلم /صادق بن امين ابوراس - رئيس المؤتمر الشعبي العام - لا خيار إلا أن نكون معاً الشعب اليمني موحد عبر تاريخه وسيظل كذلك ، وأي ظواهر خارج هذا المعنى طارئة وسحابة صيف سرعان ما ستنقشع ، ويعود هذا الشعب إلى مساره الوحدوي لأن لا بديل لبناء حاضره ومستقبله إلا التمسك بوحدته.
لقد واجه الشعب اليمني الكثير من الزوابع والرياح التي أرادت تمزيقه في فترات ومراحل مختلفة من تاريخه لكنه بقي موحداً وذهب كل الذين سعوا إلى احتلاله وغزوه وتمزيقه وانتهوا وبقي هذا الشعب العظيم ، ولن يكون ما يتعرض له اليوم إلا حالة استثنائية سوف تذهب أدراج الرياح كسابقاتها.
ومن هنا فإن وحدة الـ 22 من مايو 1990م ستظل مناسبة وطنية ومحطة تاريخية رغم كل ما واجهته من صعوبات وتحديات ومخاطر ترجع لأسباب موضوعية وذاتية خارجية وداخلية وبات واضحاً وبعد خمس سنوات من هذا العدوان أن إعادة تشطير اليمن وتقسيمه وتمزيقه كان قبل الـ 22 من مايو وبعده هدفاً لمن لا يريد لليمن وشعبه أن يقف على قدميه في الجوار الاقليمي وتحديداً النظام السعودي والاماراتي وبعض دول الخليج التي عملت جاهدة على إبقاء اليمن في أتون الأزمات والصراعات والحروب بهدف النيل من وحدته وأمنه واستقراره ، ولكن هذا كله لا يعفي أبناء اليمن من المسئولية فهم على اختلاف توجهاتهم السياسية من سهلوا للقوى الخارجية النيل من وحدة وطنهم وسيادته واستقلاله وفي صدارتهم من أعادوا وحدة هذا الوطن.
ونحن هنا لا نحاكم أحداً فذلك متروك للتاريخ وأجيال اليمن القادمة ، لكننا اليوم معنيون بدعوة جميع من يهمهم اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله للمراجعة الجادة فهناك الكثير من الأخطاء التي ينبغي الوقوف أمامها بكل الصدق والمسئولية بعيداً عن أي حسابات لمشاريع آنية وانانية ضيقة وصغيرة بعد أن بات واضحاً أن الخطر داهم ومشاريع العدوان المستمرة منذ عام 2015م لم تعد خافية أو ملتبسة.
ونحن في المؤتمر الشعبي العام لا نخشى توجهاً كهذا بل نعتقد أنه ضروري وملح ولسنا من أولئك الذين يقفون خلف اصبعهم ويحملون الآخرين اخطاءهم ويعتبرون انفسهم منزهين ، وعليهم أن يدركوا أن الاستقواء بالخارج لن يحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه ومصالحه تتجاوز في مخططاتها واطماعها اجندتهم ولا سبيل إلا العودة إلى التفاهم والتصالح والحوار ، لا سيما وأن التحالف السعودي الإماراتي في عدوانه على اليمن يستهدف اليمنيين جميعاً ، وحتى اصحاب الدعوات المناطقية والجهوية لم يكونوا صادقين في دعواتهم وكل ما قاموا به سهّل لهذا العدوان النيل من اليمن جنوبه وشرقه وشماله وغربه ..
نحن لا ننكر - ليس الآن وإنما منذ زمن بعيد - أن هناك أخطاء فادحة شارك فيها الجميع ولعبت القوى الخارجية عليها لتحقيق مآربها وما كان لها ذلك لولا وجود من سهل لها ذلك في حين كان بيد الجميع الوقوف أمام الأسباب والعوامل التي أدت إلى ذلك وإيجاد حلول لها في إطار مصلحة اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله.
إن المؤتمر الشعبي العام يدرك أن العيد الوطني الثلاثين ليوم الـ 22 من مايو الأغر يأتي في ظروف وأوضاع جعلت هذه المناسبة لا تأخذ حقها ولكن يحدونا الأمل بعد كل هذه السنوات لهذه الحرب العدوانية الإجرامية القذرة على شعبنا أنها ستعيد كل اليمنيين إلى صوابهم ويدركون أن لا وجود لهم إلا ببقاء وطنهم موحداً وعليهم التلاقي والحوار لوضع الصيغة التي تمكنهم من مواجهة هذا العدوان وتحرير ارضهم والذهاب إلى بناء دولتهم الوطنية الديمقراطية الموحدة.. مستلهمين ما مر بهم من الدروس والعبر التي تجعلهم لا يكررون اخطاء الماضي.. فهم أمام مفترق طرق ولا خيار إلا أن نكون معاً.
* إفتتاحية صحيفة الميثاق
|