وليد علي غالب - اصالة بن حبتور ووحدويته لكل بلدٍ ثروة، وكل دولة تمتلك موارد تختلف عن الأخرى، ولكن الإنسان هو ثروة الأوطان كلها ومصدر عزها وأساس تنميتها وتقدمها، ولا معنى لأي ثروات طبيعية أو مصادر دخل للدولة إذا لم يتوفر الكادر البشري القادر على العمل والعطاء والإدارة.
وبلدنا الحبيب زاخرٌ بالثروات و مليءٌ بالرجال النوابغ والهامات الوطنية العظيمة، الذين هم ثروة اليمن الثابتة يذوذون بعقولهم وبأرواحهم عن الوطن وعن ثرواته الطبيعية، فمن بين تلك الثروات رجل يستحق أن يطلق عليه ثروة، فدولة الأستاذ الدكتور (عبدالعزيز صالح بن حبتور) رئيس حكومة الانقاذ الوطني هو ذلك الرجل الذي برهنت الشواهد والأحداث أنه من أعظم تلك الثروات وأهمها على الإطلاق، وذلك بما يمثله من قيم وطنية وحدوية ومبادئ أخلاقية وإنسانية، ناهيك عن قدراته الاكاديمية وتمكنه الإداري وخبراته المتراكمة في العمل القيادي في مختلف مفاصل الدولة.
فهو رجل عصرته السنين وعجنته الحياة وبفضل ما يحمله من جينات وطنية وسطية، وبما يمتلكه من ثبات وإيمان راسخ بالوطن ومصالحه العليا ، تم الإجماع على اختياره ليقود أصعب حكومة في أحلك ظرف تمر به بلادنا وهي تواجه عدوان وحرب ظالمة من عناصر الشر في المنطقة العربية وفي العالم اجمع، وليكون تلك اليد الحانية، والكلمة الطيبة، والقرار الحكيم، والقيادة الماهرة، في صنع توافق وطني متوازن بين مكونات الدولة رغم ما يبثه أعداءهم لزعزعة هذا الوفاق.
ولأن بن حبتور ليس من أولئك الذين تغريهم الأموال المدنّسة أو المناصب الفندقية، ولكونه رجل صمصام وووطني وحدوي، فقد وجد أن موقعه الحقيقي ضمن صفوف المجاهدين ورجال الله في صنعاء المحاصرة التي تئن تحت ضربات العدوان الظالم.
وحاله كحال أبناء شبوة الشجعان، لم ترعبه آلة العدوان العسكرية ولا التهديدات والضغوطات التي تمارسها تلك القوى الإجرامية وأدواتها من العملاء والمرتزقة؛ فقد انحاز للوطن واعتبر نفسه جندياً للدفاع عن أراضي وطنه، خصوصاً وأن شموخه وكبرياءه يمنعانه من أن يعيش في رقعة أرض ترزح تحت ظلم محتل يعمل خادماً لامريكا وإسرائيل وينفذ مخططاتهما في جنوب الوطن.
فابن حبتور، هو تلك الروح ، وتلك الكينونة التي حاكت بساط الحرية لأولئك الذين يحملون مشاعل الانتصار، ويكتبون بدمائهم الطاهرة صفحة المجد والخلود، ويصنعون اليوم الفجر ويرفعونه على مآذن صنعاء، وينثرونه وروداً في ساحات النضال على تراب اليمن الحبيب.
.
ولو عدنا بالذاكرة قليلاً لسنوات، نجد أن بن حبتور كان ولا يزال محل ثقة وصاحب وسام الوفاق للمِّ الشمل الوطني، فعندما قررت القيادة السياسية والقوى الوطنية في(صنعاء الصمود) اختيار الدكتور عبدالعزيز بن حبتور لرئاسة الحكومة لم يكن قراراً اعتباطياً أو عشوائياً بل كان وفق معايير كثيرة أهمها على الإطلاق وطنية الرجل ونزاهته وخبرته ورصيده العملي والاخلاقي.
فنظافة يد هذا الرجل مشهودٌ لها في كل موقع عمل فيه، وبصماته الرائعة ولمساته في جامعة عدن ووزارة التربية والتعليم ومحافظة عدن ..الخ، لاتزال شاهدة حتى اللحظة على عبقريته الإدارية وعظمته الإنسانية، ولن نستطيع أن نعطيه حقه مهما كتبنا او قلنا عنه..
ولو منحنا لأقلامنا المجال في أن تتحدث عن الجانب الأدبي والثقافي لهذا الرجل؛ فهو روح ترى الأفق أضيق من أن يتسع لفضائها، وقلب تخضب بالعاطفة الثائرة التي لا تعرف الهدوء، وكينونة لم تنس ذاتها واستأنست بشمس الحرية التي لا تأفل، وإيمان شرس في خلايا كل جارحة أرادت ألا تخفض رأسها مهما كان السقف الذي يحاصر حريتها.. هذا ما يبدو عليه بن حبتور إن استمعت لإحدى ندواته وكلماته، أو قرأت أحد مقالاته.
وأخيراً.. يمكننا الجزم أن الدكتور بن حبتور وهو يقود حكومة الإنقاذ والتي تضم في جنباتها قيادات من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام في أصعب مرحلة من تاريخ اليمن المعاصر، لم يكن ليتمكن من الاستمرار في موقعه يوماً واحداً ما لم يكن يمتلك مواصفات قيادية نادرة وشخصية تنفرد بمزايا وخصال كثيرة إضافة إلى ما يحظى به من قبول وإجماع.
كل هذا وغيره مكنه من قبول وإتقان هذا المنصب القيادي الحساس والهام في حين فشل الآخرون أو فرّوا ولم يستطيعوا تحمل المسئولية في فترات زمنية سابقة رغم أن الظروف -قبل أن يعكر صفوها العدوان- كانت أفضل والمناخات أجمل. |