الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:19 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 24-أغسطس-2020
المؤتمر نت -   إبراهيم‮ ‬الحجاجي -
الذكرى الـ38 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام: من مرحلة الانطلاقة إلى مرحلة النقاء والبقاء
عندما نحتفل بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام كل عام، يجب أن ننوه سريعاً إلى الاحتفال بنهضة بلد ومنجزات وطن وحرية وتعايش شعب بأكمله، الاحتفال بالذكرى الـ 38 لتأسيس أرقى وأكبر حزب سياسي ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى المنطقة العربية بأكملها، 38 عاماً على‮ ‬تأسيس‮ ‬المؤتمر‮ (‬وأقول‮ ‬عاماً‮ ‬لأن‮ ‬عام‮ ‬وردت‮ ‬في‮ ‬القرآن‮ ‬الكريم‮ ‬مقرونة‮ ‬بالخير‮ ‬وسنة‮ ‬مقرونة‮ ‬بالشر‮)‬،‮ ‬وتحديداً‮ ‬24‮ ‬اغسطس‮ ‬1982‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬نقطة‮ ‬التحولات‮ ‬الكبرى‮ ‬في‮ ‬تاريخ‮ ‬اليمن‮ ‬وشعبها‮.‬
الجميع ملم بالخلفية التاريخية لهذا الحزب الرائد، والخوض فيها سيأخذ مساحة كبيرة ويلهينا عن الحديث في الحاضر وللمستقبل، لكن لأجل اكتمال بنيان هذه المادة من الأساس سنعرج على أهم نقاط تاريخية لحزب المؤتمر منذ التأسيس حتى الآن.
قبل 24 اغسطس 1982 كانت اليمن فوهات بركان من الفتن والاقتتال، بلد يفتقد لأبسط المقومات، لا مصادر دخل قومي مثل النفط والغاز وغيرها، لا بناء الإنسان، لا تعليم، لا صحة، لا طرقات، لا مطارات وموانئ حديثة، لا ملاعب رياضية، لا جامعات ومدارس، لا كوادر يمنية، لا أمن واستقرار، لا جيش قوي ولا تسليح استراتيجي، وإن وجد مما ذكرنا كان بعدد أصابع اليدين، بل كان كل شيء مستورداً حتى على مستوى الكوادر البشرية، اطباء، مهندسين، طيارين، معلمين، وغيرها، إلى أن تأسس المؤتمر الشعبي العام قاد التحولات العظمى، حيث شرع في بناء الانسان من خلال بناء المدارس في المدن والارياف، والجامعات والكليات والمعاهد، واستخراج النفط والغاز، بناء جيش وطني وأجهزة أمنية قويين، وتوج ذلك بتحقيقه للوحدة اليمنية المباركة، حرية وديمقراطية وتعددية سياسية، الوحدة كانت بمشاركة من الحزب الاشتراكي اليمني، وحقق الكثير‮ ‬من‮ ‬المنجزات‮ ‬العملاقة‮ ‬التي‮ ‬ما‮ ‬زالت‮ ‬تتحدث‮ ‬عن‮ ‬نفسها‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮.‬
بكل اختصار حزب المؤتمر الشعبي العام أصبح جزءاً من تاريخ اليمن وحضارته وثقافة شعبه، حزب انبثق من هوية المجتمع اليمني دينياً، سياسياً، ثقافياً، اجتماعياً وثوابت وطنية، شجرة مباركة نبتت من طينة اليمن تضرب جذورها عميقاً في كل بقعة من أرض الوطن، ولا يوجد لها أي‮ ‬جذور‮ ‬خارجية‮.‬
يأتي الاحتفال بالذكرى الـ 38 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في ظل ظروف صعبة ومعقدة، سواء على مستوى الحزب أو على الوطن بشكل عام، حيث تتعرض اليمن منذ أكثر من خمس سنوات لعدوان غاشم وحصار جائر من قبل النظام السعودي وحلفائه، إذ يجسد المؤتمر الشعبي العام مواقفه الثابتة تجاه مختلف قضايا الوطن، وكان وما زال وسيظل في مقدمة الصفوف دفاعاً عن الوطن وعلى مستوى كافة الصعد، مع ذلك يتعرض الحزب لتحديات خطيرة وحرب شعواء، وما يحز بالنفس أن من يقودون حملات عدائية مسعورة ضد المؤتمر وقيادته، هم ممن بنوا مصالحهم الشخصية على حسابه.
دون خجل ودون حياء يظهر البعض ممن جحدوا فضل المؤتمر وقيادته عبر وسائل اعلامية وبقميص المؤتمر بالتشدق والزيف ضد الحزب ورئيس الحزب وقيادته المخلصة المتواجدة مع قواعد المؤتمر داخل الوطن، وما يؤذي المؤتمر يؤذي الوطن بشكل عام، ليس لشيء إلا لأنهم ألفوا حياة الارتزاق والارتهان لأعداء الخارج ضد الحزب والوطن، من يلقمونهم فتات تسويق المبادئ والضمائر بالريموت كنترول، وأصبح البعض لم يعد يعمل ضد الوطن كمكون عام فقط، بل ضد الوطن ومحاولة تقسيمها وفي مقدمة القوى المستهدفة المؤتمر الشعبي العام، لكن يجب أن ننوه وننبه ونطمئن بأن‮ ‬المؤتمر‮ ‬سيظل‮ ‬في‮ ‬ديمومة‮ ‬البقاء‮.‬
ربما يختلف معي البعض إن قلت بأن المؤتمر الشعبي العام تأسس مرتين وفي مرحلتين مختلفتين، الأولى في 24 اغسطس 1982 والثانية في 2 مايو 2019 والحالتان إحداهما أهم من الأخرى، الاولى ضم المؤتمر العديد من القوى السياسية والتيارات العقائدية والمذهبية، حتى شرع التعددية‮ ‬السياسية‮ ‬ومع‮ ‬الظروف‮ ‬والاحداث‮ ‬المتوالية‮ ‬منذ‮ ‬82‮ ‬حتى‮ ‬الآن،‮ ‬تفرخت‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬مظلة‮ ‬المؤتمر‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬والتيارات‮ ‬العقائدية‮ ‬لتشكل‮ ‬احزاب‮ ‬وجماعات‮ ‬مختلفة‮.‬
أهمية التأسيس الثانية تكمن بعدة عوامل حساسة ومهمة للغاية، أبرزها أن 2 مايو 2019 كان يوماً تاريخياً باجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية بصنعاء وبنصاب ساحق، وانتخاب قيادة جديدة للمؤتمر الشعبي العام ممثلة برئيس الحزب المناضل الوطني المخلص الشيخ صادق بن امين ابو راس،‮ ‬في‮ ‬لحظة‮ ‬مفصلية‮ ‬ظن‮ ‬الجميع‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الحزب‮ ‬الكبير‮ ‬تلاشى‮ ‬بعد‮ ‬احداث‮ ‬مطلع‮ ‬ديسمبر‮ ‬2017‮ ‬واستشهاد‮ ‬رئيس‮ ‬الحزب‮ ‬الزعيم‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬والأمين‮ ‬العام‮ ‬عارف‮ ‬الزوكا‮.‬
العامل الثاني وهو الأهم أن مرحلة التأسيس الثانية تمت بموجب قواعد مؤتمرية خالصة، بعد أن تطهر الحزب ممن كانوا يدعون وطنيتهم وانتماءهم السياسي، وبقميص الدجل ومكيال المصالح الذاتية، بينما اتضح جلياً مع الاحداث والمواقف أنهم أشد عداوة من اعداء المؤتمر في الخارج، وهم بطبيعة الحال قلة قليلة لا يشكلون أي رقم في بحر القاعدة العريضة من منتسبي وأنصار المؤتمر الشعبي العام الذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب اليمني، هذا السواد الأعظم الثابت ثبوت الجبال داخل الوطن وليس في فنادق دول العدوان، موجودون على الأرض يدافعون عن الوطن‮ ‬مع‮ ‬قيادتهم‮ ‬الحكيمة‮ ‬والمخلصة‮ ‬ممثلة‮ ‬برئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬ابو‮ ‬راس‮.‬
حاضر المؤتمر يتمثل ببقاء إعجازي بعد الأعاصير التي واجهها، إلا أن رب ضارة نافعة كانت سبباً في رحيل الدجالين والمتمصلحين على حساب الحزب، هذا البقاء الذي يؤسس لديمومة على ركائز متينة يقف خلفه رجال أوفاء مخلصون قبلوا بمهمة قيادة المؤتمر والحفاظ عليه في أصعب ظرف للحزب ورغم ظروفهم الصحية، اتحدث عن الوطني الشامخ المخلص رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق بن أمين ابو راس ومعه القيادات الوطنية المخلصة، ومستقبل المؤتمر يتطلب استشعار كل مؤتمري غيور المسؤولية للاصطفاف حول قيادته والتمسك بثوابت الميثاق الوطني ومسؤولية قيادة‮ ‬المؤتمر‮ ‬عن‮ ‬إزالة‮ ‬كافة‮ ‬الشوائب‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬أسبابا‮ ‬للعديد‮ ‬من‮ ‬الأخطاء‮.‬
ختاماً: الاحتفال بالذكرى الـ 38 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، هو احتفال بالمواقف والمنجزات الوطنية العظيمة التي سطرها المؤتمر الشعبي العام في مختلف المراحل منذ تأسيسه حتى الآن، والتأكيد على المضي نحو ديمومة البقاء والحضور الدائم في مختلف قضايا الوطن وفي مقدمتها مواجهة العدوان وأي عدوان ضد الوطن في أي زمان وأي مكان من أرض اليمن، احتفال بالوسطية والاعتدال، بالحرية والديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر، بالسلام والتعايش، احتفال بالميثاق الوطني الذي يعتبر في حقيقة الأمر دستور سياسي، ثقافي، اجتماعي، جامع، انبثق من‮ ‬الهوية‮ ‬الدينية‮ ‬والثوابت‮ ‬الوطنية‮ ‬وملامس‮ ‬لبيئة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬وتطلعاته‮.‬




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر