عبدالملك الفهيدي -
"38" عاماً من لحظة التأسيس.. وحاجة المؤتمر لشجاعة التحديث
ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 اغسطس عام 1982م لم تكن مجرد حدث عابر في تاريخ هذا البلد، لكنها كان وستظل يوماً مشهوداً باعتباره يؤرخ لحدث تمثل في تأسيس تنظيم سياسي يمني الهوى والهوية وفي مرحلة كانت كل الايديولوجيات والنظريات السياسية تتصارع على مستوى المنطقة والعالم.
والاحتفاء اليوم بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس المؤتمر هو مناسبة يجب ان يقف عندها المؤتمريون والمؤتمريات ليس باعتبارها ذكرى تاريخية يفخرون بها - وهذا من حقهم - بل باعتبارها مناسبة يجب ان تكون محطة للتفكير والتأمل والتمحيص والوقوف على تاريخ التنظيم منذ لحظة ولادته وحتى اليوم،ومناسبة لاعادة تقييم مختلف المراحل التي مر بها المؤتمر بدءاً بمرحلة تأسيسه وعمله كمظلة سياسية في الشطر الشمالي انذاك،ثم مرحلة التعددية السياسية في دولة الوحدة والجمهورية اليمنية، مروراً بأزمة العام 2011م وخروجه من السلطة،ثم ما لحقها من ازمات وصولاً الى احداث ديسمبر المؤسفة عام 2017م،وما تلاها خصوصا عقب تولّي الشيخ صادق بن امين ابوراس رئاسة التنظيم وقيادة سفينة المؤتمر في بحر متلاطم الامواج ومرحلة من اصعب المراحل على المستوى التنظيمي والوطني.
نحن بحاجة- كما كرر ذلك رئيس المؤتمر- لإعادة تقييم انفسنا كتنظيم سياسي بسلبياته وايجابياته،ولعل القرار الذي اتخذته اللجنة العامة في اجتماعها الاخير -بشأن تفويض رئيس المؤتمر بإعادة هيكلة الامانة العامة بما يتناسب وطبيعة المرحلة والظروف الراهنة- يمثل بداية مهمة لعملية اعادة النظر بالمؤتمر كمنظومة متكاملة من حيث الادبيات النظرية وخصوصا لجهة النظام الداخلي واللوائح المتفرعة عنه، مروراً بهيئات المؤتمر التنظيمية القيادية والقاعدية،وانتهاء بهيكل المؤتمر التنظيمي الذي كان مصمماً لحزب في هرم السلطة التنفيذية في الدولة واليوم بات خارجها،وكل ذلك يجب ان يكون مقترناً بالحفاظ على وحدة المؤتمر التنظيمية.
ومثلما كانت لحظة تأسيس المؤتمر قراراً شجاعاً خدم البلد وساهم في صنع الانجازات،فإن الاحتفاء بذكرى تلك اللحظة يجب ان يكون مقروناً باتخاذ قرارات شجاعة جديدة مضمونها وفحواها يتركز في اعادة تقييم المؤتمريين والمؤتمريات لأنفسهم ولتنظيمهم والنظر الى المستقبل بما يتطلبه من تطوير وتحديث لكل شيء داخل المؤتمر دون خوف او وجل او وضع اعتبارات مرتبطة بالماضي.
لدينا قيادة شجاعة وحكيمة ممثلة برئيس المؤتمر الشيخ صادق بن امين ابوراس الذي سبق وقاد عملية اعادة هيكلة المؤتمر في العام 2005م،وهو اليوم- وبعد ان نجح حتى الان في الحفاظ على وحدة المؤتمر وتماسكه - قادر على ان يقود عملية تحديث وتطوير داخل المؤتمر بما يناسب الحاضر ويلبي متطلبات المستقبل شريطة ان يقف معه ومن خلفه جميع المؤتمريين والمؤتمريات الذين عليهم ان يثقوا بأن البقاء والديمومة لتنظيمهم مرهونة بقدرته على ان يبعث الحياة في روحه ويتجاوز معطيات الماضي حين كان حزب السلطة والحزب الحاكم وان يكون قادراً على ان يكون حزباً نافعاً أينما وُجد في السلطة او في المعارضة.
رئيس المركز الإعلامي للمؤتمر -رئيس تحرير المؤتمرنت