المؤتمر نت -
الإمارات وشركة «آي بي أم» يطورون أول «صندوق أسود» للسيارات
كشف باحثون في جامعة الامارات امس عن نموذج تجريبي لأول «صندوق اسود» للسيارات في العالم يستطيع توجيه رسائل تنبيه إلى السائق بواسطة التقنيات الصوتية، وذلك كلما تجاوزت السيارة حدود السرعة المقررة في شارع معين والاتصال بدوائر المرور المحلية لإصدار مخالفة سرعة ولكن بعد أن يقوم بتنبيه السائق عدة مرات.
وصرح الدكتور رفيق مكي عميد كلية تقنية المعلومات في جامعة الامارات العربية المتحدة ومقرها مدينة العين ان الصندوق «سوف يفتح أمامنا آفاقا واسعة من التطبيقات الحركية التي ستعمل على إحداث تغيير جذري في حياة الناس وبصورة لا يستطيع أحد تخيلها». واشار في مؤتمر صحافي على هامش معرض جيتكس الذي افتتح في دبي امس، الى أن هذا المشروع الطموح هو جهد مشترك لجامعة الإمارات وشركة «آي بي أم» الاميركية ويهدف إلى تصميم وتطوير واختبار صندوق ذكي يمكن استخدامه كمنصة عمل لتطوير تطبيقات حركية متقدمة، يشبه في عمله الصندوق الأسود الموجود في الطائرات.
ويستطيع الصندوق التقاط البيانات وتحليلها ثم توصيلها عبر شبكة لاسلكية. واعتبر الدكتور علي النعيمي المسؤول التشغيلي ورئيس جامعة الامارات ان «الصندوق الذكي ليس فتحا جديدا في عالم التكنولوجيا فحسب، بل إنه أيضا أداة ثورية سوف تساعد على حل تلك المشكلة الخطيرة وأعني بها ارتفاع أعداد الحوادث والإصابات التي تشهدها طرقنا اليوم».
وبلغت تكلفة الابحاث والتطوير للمشروع نحو 10 ملايين درهم (2.7 مليون دولار) الذي استغرق العمل فيه نحو عام وفقا للدكتور مكي الذي يرأس وحدة ابحاث الصندوق. وقال مكي ان المؤشرات تدل على امكانية نشر الصندوق خلال تسعة اشهر بعد استكمال الاختبارات الخاصة به، حيث سيتم بيعه بسعر يقل عن 1000 دولار اميركي. ورفض مكي الافصاح عما اذا كانت الجامعة قد باشرت بأية مفاوضات مع الشركات المنتجة للسيارات لنشر الصندوق على منتجاتها، الا انه ذكر بأن جامعة الامارات تفكر في انشاء شركة تحت مظلة برنامج الاوفست الاماراتي لدعم هذا الاختراع وتسويقه على غرار ما قامت به جامعة ستانفورد الاميركية في الماضي والتي كانت شركاتها نواة لوادي السليكون الشهير في كاليفورنيا.
وتشمل تطبيقات الأمان في الصندوق الاسود الذكي متابعة تجاوزات السرعة ومخالفات القيادة والقيادة المتهورة وسرقة السيارات بالإضافة إلى توفير خدمات طوارئ لمواجهة عمليات السرقة. اما الجانب الترفيهي فيضم التطبيقات التي ستحسن من تجربة ركوب السيارة سواء بالنسبة للسائق أو الراكب مثل الإرشاد إلى الطريق ومتابعة حركة المرور والمعلومات الترفيهية كالموسيقى والألعاب والأفلام حسب الطلب والاتصالات وأدوات الإنتاج والأخبار المختارة والرياضة وغيرها من المعلومات والخدمات المعتمدة على الموقع والتي تدل ركاب السيارة بسرعة وكفاءة إلى أقرب الفعاليات والمتاجر ودور السينما والمطاعم.
وهناك ايضا تطبيقات الصيانة وهي التي ترفع من مستوى إجراءات صيانة السيارة من خلال إمكانات متطورة لتشخيص حالة السيارة وتحديث المعلومات التقنية والتنبيه إلى مواعيد صيانة السيارة إلى جانب إمكانية مراقبة حالة السيارة وصيانتها عن بعد.
(الشرق الأوسط)