الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:02 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
المؤتمر نت -

الأربعاء, 30-ديسمبر-2020
ابراهيم الحجاجي -
المؤتمر الشعبي العام في ثلاثة أعوام
سيسجل التاريخ وستتزين صفحاته بأحرف من ذهب، ما أنجزه القامة الوطنية السامقة المناضل الشيخ صادق بن أمين ابو راس خلال ثلاثة أعوام، أعاد المؤتمر الشعبي العام الى وضعه الطبيعي بل أفضل مما كان عليه سابقاً، إذا ما عملنا في الاعتبار العشوائية التي كانت تشوب العمل التنظيمي‮ ‬والانتماء‮ ‬داخل‮ ‬المؤتمر‮.‬
على قدر التحديات والمخاطر الكبيرة والظروف المعقدة، إلا أن الانجاز خلال ثلاثة أعوام فاق التوقعات وتجاوز الطموح، لأن إعادة حزب بحجم المؤتمر الشعبي العام والمخاطر تحدق به من كل اتجاه وتتلاطمه الأمواج من كل جانب ليس بالأمر السهل، إلا أن المؤتمري المخلص والوطني‮ ‬الغيور‮ ‬الصادق‮ ‬ابو‮ ‬راس‮ ‬كان‮ ‬وما‮ ‬زال‮ ‬أكبر‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬المخاطر‮ ‬والتحديات،‮ ‬ولو‮ ‬كان‮ ‬شخص‮ ‬آخر‮ ‬من‮ ‬عشاق‮ ‬الظهور‮ ‬والتباهي‮ ‬مكانه‮ ‬لامتلأت‮ ‬الدنيا‮ ‬ضجيجاً،‮ ‬لكن‮ ‬الرجل‮ ‬يعمل‮ ‬بهدوء‮ ‬وصمت‮ ‬ودون‮ ‬ضجيج‮.‬
تاريخ المؤتمر كبير وعريق ومليئ بالانجازات والمواقف الوطنية، إلا أن ما تم انجازه خلال آخر ثلاثة أعوام يعتبر محطة مهمة ومفصلية لأن الظروف استثنائية والتحديات أكبر الى درجة لا يمكن حتى التكهن بها، سواء على حزب المؤتمر أو على الوطن بشكل عام.
في هذه المادة نسلط الضوء على أهم ما أنجزه المؤتمر الشعبي العام خلال ثلاثة أعوام كجوهر للحصاد لأن المساحة لا تكفي لسرد كل ما تم عمله وإنجازه خلال هذه الفترة، سواء من حيث مواقفه الوطنية وفي مقدمتها مواجهة العدوان أو من حيث العمل التنظيمي أو من حيث العمل الإداري‮ ‬والفني،‮ ‬رغم‮ ‬كل‮ ‬المعوقات‮ ‬والتحديات‮ ‬والظروف‮ ‬الصعبة‮ ‬والمعقدة،‮ ‬وللتنويه‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬سنسرده‮ ‬وهو‮ ‬جزء‮ ‬بسيط‮ ‬والمؤتمر‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬حزباً‮ ‬حاكماً‮ ‬وبدون‮ ‬مال‮ ‬يشغل‮ ‬مفاصله‮ ‬التنظيمية‮ ‬المنتشرة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬أنحاء‮ ‬الوطن‮.‬
كان مطلع 2018 يعتبر مسك النفس (بفتح الفاء) عندما كان الحزب في وضعية احتضار، ومن ثم البدء بالمعالجات العاجلة التي من شأنها إبقاء المؤتمر حياً، وما أصعب علاج الحالة وهي تحتاج عناية فائقة وبالمقابل تحيط بها عوامل تهدد بمضاعفة الحالة أو افنائها من الوجود، في وقت كان المتسابقون على تقسيم المؤتمر على طريقة الكعكة جاهزين لتنفيذ المهمة، خاصة أن نقاط ذلك السباق ينطلق من جيوب أعداء المؤتمر في الخارج، وهي نفس الجيوب التي تمول أدوات تدمير الوطن بشكل عام، إلا أن الانقاذ كان سليماً وحكيماً.
مطلع 2018 شهد أول اجتماع للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وانتخاب الشيخ صادق بن أمين ابو راس، رئيسا للمؤتمر، وذلك عقب أحداث ديسمبر 2017 المؤسفة، وكيف لعاقل أن يتخيل لملمة حزب كبير ظل اسمه مرتبطاً بشخص الزعيم علي عبدالله صالح، في حين ظن الكثير أن المؤتمر أصبح في خبر كان، إلا أن القائد الحكيم الشيخ صادق ابو راس كان وما زال حاضراً في الوقت المناسب، ونستحضر هنا اعتراف نائب رئيس المؤتمر الشيخ يحيى علي الراعي الذي اعترف في اجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية في مايو 2019 "أن الشيخ صادق ابو راس اتصل به عقب استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح يحثه على الحفاظ على المؤتمر".. هنا نقرأ حس الانتماء السياسي والوطني الكبيرين للصادق ابو راس.
في 2018م تم اختيار قيادة مؤقتة للمؤتمر، ومن خلالها سارعت الى تضميد الجراح الذي سببته احداث ديسمبر 2017، حيث تمت متابعة الجانب الانساني لأسرة الزعيم علي عبدالله صالح والافراج عن أقاربه والافراج عن المعتقلين والمحتجزين من قيادات وكوادر المؤتمر وإعادة عدد من ممتلكات‮ ‬وأموال‮ ‬المؤتمر‮ ‬التي‮ ‬تم‮ ‬احتجازها‮ ‬على‮ ‬خلفية‮ ‬تلك‮ ‬الاحداث‮.‬
ونستطيع القول إن عام 2019 هو عام الميلاد الجديد للمؤتمر الشعبي العام ونقطة التحول الكبرى في تاريخه، على اعتبار الثبات والانجازات الاعجازية في ظل الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة التي يواجهها الحزب، والتي هي جزء من الظروف التي يعيشها الوطن بشكل عام.
وعندما ذكرت أنها نقطة التحول الكبرى فإني أقصد عودة المؤتمر الشعبي العام الى ممارسة دوره السياسي والوطني والريادي في أصعب ظرف واجهه في تاريخه، إلا أن هذه المرة تعتبر أقوى وأعظم حضوراً، كونه سجل وما زال هذا الحضور الكبير وهو خارج السلطة وبدون مال، وهنا هو الفرق الكبير.. خاصة أن من ثبتوا وحافظوا على بقاء الحزب حاضراً هم الشرفاء والوطنيون الحقيقيون، بعد أن تخلى عنه أولئك الزمرة التي جعلت من المؤتمر جسر عبور لتحقيق مكاسب شخصية سواء من حيث المناصب أو الاموال، وفجأة شاهدناهم أعداء حقيقيين لهذا الكيان الذي ترعرعت مصالحهم‮ ‬الضخمة‮ ‬بفضله‮ ‬ألد‮ ‬خصاماً‮ ‬وعداوة‮ ‬من‮ ‬اعداء‮ ‬الحزب‮ ‬من‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮.‬
يوم الخميس 2 مايو يعتبر يوماً مشهوداً في تاريخ المؤتمر، يوم اجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية في دورتها الاعتيادية في عاصمة الجمهورية اليمنية (صنعاء)، إذا تجاوز نصاب الاجتماع 850 عضواً من أصل الف ويزيد قليلاً، حضروا من مختلف محافظات الجمهورية، الجنوبية والشمالية، الشرقية والغربية، رغم الاوضاع المادية الصعبة سواء للاعضاء أو للحزب، ولم تثنهم المخاطر والحواجز الأمنية نتيجة الاحداث التي تشهدها البلاد، ولم يعملوا لتهديدات العدوان وأدواته أي اعتبار أو يتراجعوا خشية قصف الطيران، بل حضروا تلبية لنداء الواجب الحزبي الوطني ولدعوة القائد الحكيم الشيخ صادق بن أمين ابو راس، وأخرصوا كل أصوات النشاز ليثبتوا أن المؤتمر حزب الوطن وداخل الوطن وقراره داخل الوطن بيد الشرفاء الصامدين داخل الوطن، وليس بيد مجموعة اشخاص يلهثون خلف أسيادهم لمحاولة تطويع وتقسيم المؤتمر مقابل حفنة من المال المدنس، تم انتخاب قيادة جديدة للحزب بالطريقة التي ترضى عنها مبادئ الحزب ولوائحه التنظيمية، تم انتخاب المناضل الوطني الجسور الشيخ صادق بن أمين ابو راس رئيساً للحزب، والذي كان قد أصر على عدم ترشيح نفسه إلا أن قرار الدائمة الرئيسية كان أقوى وأرجح، وتم انتخاب‮ ‬المناضل‮ ‬الشيخ‮ ‬يحيى‮ ‬الراعي‮ ‬والدكتور‮ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮ ‬وأحمد‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬نواباً،‮ ‬وغازي‮ ‬أحمد‮ ‬علي‮ ‬أميناً‮ ‬عاماً،‮ ‬وتصعيد‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الاعضاء‮ ‬الى‮ ‬عضوية‮ ‬الأمانة‮ ‬العامة‮.‬
الاجتماع التاريخي للجنة الدائمة الرئيسية في 2 مايو 2019 حظي بتأييد ومباركة واسعة سواء جميع فروع المؤتمر دون استثناء او القوى الوطنية أو الارتياح الشعبي الذي تنفس معظمه مؤتمراً شعبياً عاماً، هنا أخرس جميع من يتفوه نتاً والاصوات النشاز صارت في منفى القاذورات‮ ‬ومرمى‮ ‬السخرية‮ ‬والازدراء،‮ ‬وبقي‮ ‬المؤتمر‮ ‬وقيادته‮ ‬الوطنية‮ ‬بعزة‮ ‬وشموخ‮ ‬وثبات‮ ‬وفخر‮ ‬لا‮ ‬مثيل‮ ‬له،‮ ‬وهو‮ ‬يؤدي‮ ‬دوره‮ ‬السياسي‮ ‬والوطني‮ ‬من‮ ‬أرضه‮ ‬ووسط‮ ‬قواعده‮ ‬الواسعة‮ ‬وأنصاره‮ ‬الكثر‮.‬
عام 2020م ورغم الحصار الذي شهده العالم على خلفية جائحة وباء فيروس كورونا، إلا أن عجلة الإنجاز لم تتوقف ودينامو النجاح لم يتأثر بهذه الاجراءات، حيث ظل المؤتمر في حضوره التنظيمي والوطني، ميدانياً وإعلامياً، وسنسلط الضوء على حدثين مهمين حققتهما قيادة المؤتمر في‮ ‬المقام‮ ‬الأول،‮ ‬وهما‮ ‬إعادة‮ ‬ترميم‮ ‬وافتتاح‮ ‬مقر‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬للمؤتمر‮ ‬بصنعاء‮ ‬وهيكلة‮ ‬الأمانة‮ ‬العامة‮ ‬للمؤتمر‮.‬
إعادة هيكلة الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، بما يتواكب مع الظروف الراهنة والمتغيرات وبما يتوافق مع لوائح الحزب التنظيمية، والتي نتوقع أن يكون لها دور بارز في إعادة البناء التنظيمي وإعادة لحمة المؤتمر بشكل عام، على أسس صحيحة وسليمة كتحديث لأفكار ورؤى تواكب‮ ‬متغيرات‮ ‬الراهن‮ ‬وتلبي‮ ‬متطلبات‮ ‬الحاضر‮ ‬وطموح‮ ‬المستقبل‮.‬
إعادة هيكلة المؤتمر ستمثل إضافة جديدة الى سلسلة النجاحات الكبيرة التي يحققها الرمز الوطني وربان المؤتمر الشيخ صادق ابو راس، الذي يعمل بهدوء وبحتمية التصحيح السليم كأولوية وضامن للنجاح، ونقصد بـ (حتمية) لأن مقاعد الأمانة العامة ستكون للمؤتمريين الأوفياء الذين صمدوا وثبتوا مع المؤتمر والوطن، ولم يعد هناك أي مقعد أو مكان للمتلونين بحسب المصالح التي تخدم ذواتهم، على حساب المؤتمر والوطن وقضاياه، كما أنها ستشكل انطلاقة سليمة للعمل التنظيمي والوطني على حد سواء.
إعادة ترميم مقر اللجنة الدائمة بالعاصمة صنعاء في ظل الظروف المالية الصعبة التي يمر بها المؤتمر والظروف المعقدة التي يشهدها الوطن بشكل عام، يمثل نجاحاً كبيراً وعودة الموتمر وقيادته ودوائره الى ممارسة أنشطته ومهامه على مقره الرسمي، بعد أن أصبح في عشية وضحاها بدون مقر وظل عدة سنوات يتنقل من مكان الى آخر، وهذا إنما يدل على حرص قيادة المؤتمر على إعادة بناء المؤتمر بالطرق الصحيحة تنظيمياً وفنياً ومن مختلف الجوانب، ويكفي فخراً أن المؤتمر أقام فعالية الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر في مقره الرسمي بعد إعادة ترميمه.
ما ذكرنا مجرد جواهر الإنجاز خلال ثلاثة أعوام لأن المساحة لا تكفي لسرد كل انشطة وأعمال المؤتمر خلال هذه الفترة، كان حاضراً بإقامة فعاليات الاحتفالات بالمناسبات الوطنية واجتماعات تنظيمية سواء على مستوى القيادة العليا أو الأمانة العامة أو الفروع في مختلف المحافظات،‮ ‬حاضراً‮ ‬ومناصراً‮ ‬لمختلف‮ ‬القضايا‮ ‬الوطنية‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬مواجهة‮ ‬العدوان،‮ ‬سواء‮ ‬على‮ ‬الميدان‮ ‬أو‮ ‬إعلامياً‮ ‬أو‮ ‬بيانات‮ ‬رسمية،‮ ‬حاضراً‮ ‬في‮ ‬مناصرة‮ ‬قضايا‮ ‬الأمة‮.‬

همسة‮ ‬في‮ ‬أُذن‮ ‬قيادة‮ ‬المؤتمر
حققتم نجاحات بمثابة معجزات في ظل الأوضاع والظروف المحيطة، إلا أن ذلك لا يعفي من التركيز على الاهتمام بالكوادر المؤتمرية المخلصة التي ما زالت تخدم الحزب والوطن بكل إخلاص، دعمهم بقدر الامكان لأنهم يستحقون، خاصة من لا يملكون أسلاك وتشبيك محسوبيات ووساطات.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر