بقلم الشيخ/ يحيى علي الراعي - ثلاثة أعوام من التحديات والنجاحات واجه المؤتمر الشعبي العام في تاريخه الوطني الكثير من التحديات والصعوبات في مراحل مختلفة تمكن من تجاوزها بحكمة قياداته ووعي قواعده التي كانت تغلّب دوماً المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح الحزبية الضيقة، وهو ما ميَّز المؤتمر عن غيره من التنظيمات والتكوينات السياسية التي كانت تستغرق في تداعيات تفاصيل تبايناتها وخلافاتها مغلّبةً الخصومة بدلاً من البحث عن حلول ومخارج لأزماتها ومشاكلها على حساب الوطن وأبنائه.
وجاءت في هذا السياق أحداث ديسمبر 2017م المؤسفة لتضع المؤتمر أمام لحظة استثنائية فارقة إذا ما ربطناها بالظروف والأوضاع الاستثنائية التي يمر بها الوطن وراهن البعض على عدم قدرة المؤتمر على مواصلة مسيرته النضالية الوطنية المجسدة لمبادئه وقيمه المستمدة من ثوابته بمعانيها ومضامينها الميثاقية وفي مقدمتها -في هذه الفترة الدقيقة والحساسة- الوقوف مع وطنه وشعبه في مواجهة تحالف العدوان السعودي الإماراتي.
وللخروج من تعقيدات تلك الأحداث وما خلفته، وبالنظر إلى دقة وحساسية تلك الفترة برز الشيخ صادق بن أمين أبو راس ومعه القيادات المؤتمرية المجسدة لمسار المؤتمر النضالي الوطني لتحمل مسئولية قيادة التنظيم والحفاظ عليه وقطع الطريق على كل من سعى ومايزال إلى تشظّي المؤتمر خدمة للعدوان وأجندته التمزيقية لليمن وأبنائه ؛ وهذا ما وعته وافشلته قيادة المؤتمر برئاسة الشيخ صادق ابو راس الذي تعرض لهجمة شرسة غايتها الانحراف بمسار توجه المؤتمر الوطني نحو الانزلاق إلى تلك المشاريع التي تجعل منه صهوة يعتليها بعض الانتهازيين واصحاب المشاريع الضيقة من المرتمين في احضان العدوان.
ولأن قيادة المؤتمر الوطنية كانت تدرك طبيعة المرحلة التي يمر بها المؤتمر والوطن استطاعت أن تحفظ للمؤتمر دوره ومكانته وموقفه الوطني إلى جانب أبناء شعبه المدافع عن سيادته ووحدته واستقلاله، مستوعبةً متطلبات واستحقاقات تجاوز تداعيات تلك الأحداث المؤسفة بكل الصدق والمسئولية دون التخلي عن المبادئ التي تأسس عليها وفي مقدمتها تعزيز صمود شعبنا وتصديه لتحالف العدوان، وفي نفس الوقت العمل باتجاه حل مجمل الاشكالات التي يعاني منها المؤتمر والوطن عبر الحوار والذي عبرت عنه دعواته المتكررة للتلاقي والتفاهم والتصالح المؤدي إلى وحدة الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان وكل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن دون إفراط أو تفريط.
ثلاث سنوات مرت على تحمّل الشيخ صادق بن أمين أبو راس قيادة المؤتمر استطاع خلالها رغم الصعوبات والتحديات إعادة الروح المؤتمرية إلى سياقها الصحيح ، وتصحيح الكثير من الاختلالات التي كانت تعيق مضي المؤتمر قُدُماً في مسيرته التنظيمية والوطنية بعيداً عن أية تداخلات في المهام والصلاحيات وعلى نحوٍ يواكب موجبات المرحلة.
وهكذا يمضي المؤتمر نحو استكمال اصلاحاته الداخلية التنظيمية الهيكلية التي ستؤسس لعمل سياسي اكثر فعالية وقدرة على التعامل مع قضايا الحاضر والمستقبل التي تحفظ له تاريخه ومكانته الوطنية وتعزز دوره كتنظيم جماهيري له قاعدته العريضة وبما يصب باتجاه الانتصار لليمن وآمال وتطلعات أبنائه وبما يحفظ للأجيال القادمة وطناً كامل السيادة موحداً حراً ومستقلاً.. وليبقى المؤتمر الشعبي العام رقماً لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه في المعادلة السياسية والوطنية.
النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام - رئيس مجلس النواب |