المؤتمر نت - الثوار يهزون بعنف نيران القوة في العراق عدد الجنود الاميركيين الذين فقدوا حياتهم في النصف الاول من يوليو الماضي يعادل عدد اولئك الذين فقدوا حياتهم في شهر يونيو بالكامل بالرغم من ان الثوار العراقيين حولوا تركيزهم من مهاجمة الاهداف الاميركية الى مهاجمة قوات الشرطة العراقية والمسؤولين الحكوميين‚
الارقام المرتفعة نسبيا للخسائر الاميركية حطمت اي آمال عقدت على ان تسليم السيادة للعراقيين سيساعد في نشر الاستقرار في البلاد وتقليل الضغوط على الجنو دالاميركيين‚
كان شهر يونيو اقل عنفا من الشهرين اللذين سبقاه مما اعطى الانطباع ان الخسائر الاميركية في حالة تراجع‚ويبدي المسؤولون العسكريون والمتخصصون في شؤون الدفاع تشاؤما متزايدا من ان حرب العصابات في العراق قد تستمر لسنوات وان اعداد القتلى الاميركيين قد ترتفع لتصل الى الآلاف‚
منذ 28 يونيو وهو التاريخ الذي تم فيه نقل السيادة للعراقيين فان قوات التحالف البالغ عددها 160 ألف جندي فقدت في المتوسط قتيلين في اليوم وهي من بين الاعلى في نسبة الخسائر منذ بداية الحرب منذ 15 شهرا مضت‚
بحلول يوم السبت فقد 36 جنديا اميركيا حياتهم في هذا الشهر حتى الآن مقارنة بـ42 جنديا في الشهر الماضي‚ ويبدو ان الخسائر ستتصاعد لتصل الى ذلك المستوى الذي كانت عليه في ابريل الذي يعد الاكثر دموية منذ الغزو حيث قتل فيه 135 جنديا اميركيا او مايو الذي قتل فيه 80 جنديا اميركيا قتل معظمهم في كربلاء والنجف على يد اتباع مقتدى الصدر‚
ولكن ميزة هذا الشهر انه يشهد تطورا في السرعة وفي كفاءة الهجمات التي تشن ضد القوات الاميركية وقوات التحالف في الوقت الذي اصبح فيه المزيد من العراقيين اهدافا محتملة للثوار‚ بحلول الجمعة الماضية اصيب اكثر من 10 آلاف جندي من جنود الائتلاف‚ في الاجمالي فقد قتل 893 اميركيا منذ بدء الغزو في مارس 2003‚
يقول الجنرال المتقاعد جورج جولان الذي هزم في الجيش الاميركي والذي ترأس قوات الناتو خلال الحرب في البوسنة: سنرى المزيد من الخسائر‚ ان الثوار العراقيين يستخدمون تكتيكات في غاية الكفاءة عند استهدافهم الاميركيين‚
كذلك تدفع قوات الامن العراقية والمسؤولون الحكوميون ثمنا باهظا يظهر بوضوح في الارتفاع المستمر في اعداد القتلى في صفوفهم‚ في الاسبوع الماضي قتل محافظ الموصل وقبل ايام قتل مسؤول كبير في وزارة الدفاع العراقية في كمين نصب له امام منزله‚
ان استمرار الهجمات ضد القوات الاميركية يظهر تنامي قوة الثوار العراقيين وتزايد المرونة لديهم على التحرك والهجوم‚ ويعتقد على نطاق واسع الآن ان غالبية الثوار ينتمون لحزب البعث ولكارهي الاحتلال من اهل السنة والشيعة‚
لقد اظهر المقاتلون العراقيون مؤخرا قدرة كبيرة على قطع خطوط الامدادات العسكرية الاميركية واجبروا القوات الاميركية على تعديل تكتيكاتها‚
يقول احد المحللين في وزارة الدفاع طالما بقيت الاموال والامدادات تصب في العراق فان الثوار سيكونون قادرين على شن المزيد من الهجمات‚
ان الهجمات التي شنت حتى الآن في شهر يوليو الجاري تثبت ان التكتيكات المستخدمة قد بدأت تأخذ المبادرة من يد الولايات المتحدة فالهجمات التي تشن تظهر انها تتم علي يد أناس محترفين تمرسوا في الحرب وخبروا أهوالها‚
يقول احد المحللين العسكريين في واشنطن «في البداية كنا نحن من يهاجم العدو واختلف هذا الامر قليلا في يونيو الماضي‚ اما الآن فاننا نهاجم وخسائرنا في ازدياد مستمر وهذا الامر يسبب لنا القلق بكل معنى الكلمة»‚
ديلي تلغراف
|