المؤتمر نت - تفاصيل المشادة الكلامية بين وزير الخارجية السوداني ووفد أوروبي
إسماعيل خاطب الوفد قائلا: انتهى عهد الاستعمار وعليكم مغادرة الخرطوم إذا لم تقدموا توضيحات حول التهديد بفرض عقوبات
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سودانية واوروبية مطلعة ان مشادة كلامية وقعت بين وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، والوفد الاوروبي الذي زار الخرطوم اول من امس برئاسة وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت، للتباحث حول مستجدات الوضع في دارفور. وقالت المصادر ان الاجتماع بين اسماعيل والوفد الاوروبي ساده التوتر، وامتنع الوزير السوداني من التحدث الى الوفد لمدة خمس دقائق في بداية الاجتماع، مما اضطر الوزير الهولندي الى ان يبدأ المشاورات بنفسه. وقال اسماعيل الذي اغضبته تصريحات ادلى بها مؤخرا خافيير سولانا رئيس مجلس العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي دعا فيها الى فرض عقوبات على السودان، ان بلاده ترفض الضغوط، واضاف «انتهى عهد الاستعمار وعليكم ان تغادروا المكان اذا لم تقدموا توضيحات حول اعلانكم التهديد بفرض عقوبات على السودان». ورد الوزير الهولندي موجها كلامه لنظيره السوداني «ان الاتحاد الاوروبي لا يفكر في توقيع اي عقوبات على السودان في الوقت الحالي او ان يقوم بذلك بدون مبرر، ولكن الامر مرتبط بما سيتم تحقيقه من تقدم في المجال الامني، ووضعية اللاجئين في دارفور، ولو ان الامور سارت بصورة جيدة وحسبما مخطط له، فلن تكون هناك حاجة لتطبيق اي عقوبات على الخرطوم». واعترف الوزير الهولندي خلال مؤتمر صحافي عقب اللقاء بان الاجتماع مع الوزير السوداني قد شهد بعض العصبية والمشاحنات خلال التباحث.
واهتمت وسائل الاعلام الهولندية أمس بالصدام بين الوفد الاوروبي ووزير الخارجية السوداني. ونقلت صحيفة «فولكس كرانت» الهولندية على موقعها بالإنترنت تفاصيل اللقاء، وقالت ان اسماعيل طالب الوفد بتوضيحات، وانه لاذ بالصمت لعدة دقائق خلال الاجتماع. واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي لا يزال يرى ان السودان لم يفعل حتى الان المطلوب منه بصورة كاملة على طريق تنفيذ عدد من الخطوات الرامية الى تحقيق الامن في معسكرات اللاجئين في دارفور، وان معظمهم لا يمكنه الوصول الى مناطق المياه. كما ترغب اوروبا في تقديم الاشخاص المتورطين في مجال انتهاك حقوق الانسان الى المحاكمة. وبدأ الوزير السوداني كلامه بالقول: ان الخرطوم لا تزال تنتظر من الاتحاد الافريقي ان يزيد عدد مراقبيه الى 4000 شخص في اقليم دارفور. واضاف قائلا: «الاعلان عن هذا الامر شيء جيد ولكن متى يكون التنفيذ».
ورد الوزير الهولندي بان الاتحاد الافريقي ليس على استعداد في الوقت الحالي لتنفيذ ذلك، بالرغم من تعهدات أوروبية بتقديم الدعم المالي واللوجستي لتحقيق تلك الخطوة. وعاد الوزير السوداني للحديث عن الوضع الامني، واكد ان حكومة بلاده أرسلت 60 الف رجل أمن الى إقليم دارفور «ولكن ذلك ليس كافيا لضمان تحقيق الاستقرار». واشار اسماعيل الى ان هذه الخطوة تكلف حكومة السودان نفقات باهظة من ميزانيتها، كما اشار الى ان الخرطوم لديها الكثير من المشاكل الاخرى، وان الامر ليس سهلا كما يبدو، ولا يتوقف فقط على حل مشكلة دارفور. واضاف «هناك صراع بين العرب في شمال السودان، والمسيحيين في الجنوب، وهناك متمردون في شرق وغرب السودان يحصلون على اسلحتهم عبر اريتريا».
واستطرد الوزير السوداني مؤكدا استعداد الخرطوم التعاون الكامل من اجل ايجاد الحلول لكل هذه الملفات.
ثم حذر اسماعيل الوفد الاوروبي من اتباع سياسة الكيل بمكيالين في القضية، مشيرا الى ان «الاتحاد الاوروبي لا يمارس اي ضغوط على المتمردين وفي نفس الوقت يلوح بفرض عقوبات على الخرطوم». واضاف «كلها امور تهدد التوصل الى سلام في الاقليم وتشجع المتمردين على التعنت». الامر الذي جعل الوزير الهولندي يعلن في مؤتمر صحافي عقب اللقاء بان الاتحاد الاوروبي عليه ممارسة ضغوط على المتمردين. واشار الى انه من السابق لاوانه الحديث عن عقوبات على الخرطوم. واضاف ان المسؤولين في الاتحاد الاوروبي لن يبحثوا موضوع العقوبات قبل شهر او شهرين من الان.
|