المؤتمر نت - غزة أرض محروقة ..الاحتلال يخلّف 140 شهيداً و500 جريح و150 منزلاً مدمراً ترك جيش الاحتلال الاسرائيلي شمال قطاع غزة الليلة قبل الماضية أرضا محروقة، واكتشف الفلسطينيون حجم الدمار الهائل الذي لحق بـ 150 من منازلهم التي تحولت ركاما وحطاما جراء عدوان «ايام الندم» الاسرائيلي، الذي أدى كذلك الى استشهاد 140 فلسطينيا وجرح 500 اخرين بحسب تقديرات السلطة الوطنية التي اكدت ان العدوان الاخير مقدمة لاعادة احتلال القطاع بالكامل، داعية المجتمع الدولي الى التدخل.
فقد انسحبت القوات الاسرائيلية من مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون في شمال قطاع غزة وتمركزت خارجها بعد عملية عسكرية استمرت ثلاثة اسابيع وخلفت دمارا كبيرا.وما ان خرجت عشرات الدبابات والمدرعات الاسرائيلية من المناطق الثلاث حتى تجمع مئات الفلسطينيين فيها ليشاهدوا دمار عشرات المنازل والمنشآت.
ورغم عدم وجود احصائية رسمية لحجم الدمار الذي خلفته القوات الاسرائيلية بعد العملية العسكرية الواسعة، الا ان مصادر أمنية فلسطينية تحدثت عن تدمير أكثر من مئة وخمسين منزلا ومبنى. ودمرت الجرافات العسكرية على الاقل مركزين امنيين بينهما المقر الرئيسي لشرطة الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في شمال قطاع غزة عند مدخل بيت لاهيا حيث اقامت مكانه موقعا عسكريا.
واكد مصدر أمني فلسطيني ان دمارا كبيرا اصاب البنية التحتية في شمال القطاع خصوصا شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي اضافة الى شبكات الهواتف وتدمير طرقات عدة. وجرفت القوات الاسرائيلية ئات الدونمات في منطقة بلدة بيت لاهيا خصوصا.
ورغم الانسحاب الاسرائيلي من داخل هذه المناطق الا ان الكثير من الفلسطينيين لم يتمكنوا من العودة الى منازلهم خوفا من عمليات قصف اسرائيلية، بينما عادت عشرات العوائل لتجد منازلها مهدمة بحسب شهود عيان من سكان المنطقة.
وقال شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي اقتلع العديد من اشجار الزيتون وبساتين الموالح التي تقول اسرائيل انها تستخدم مخابيء لاطلاق الصواريخ.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع امس ان العدوان الإسرائيلي اسفر عن استشهاد 140 فلسطينيا واصابة 500 اخرين.وأضاف قريع ان «العدوان يندرج في إطار مسلسل متواصل من الاعتداءات، يهدف إلى تركيع شعبنا، وهذا طبعاً لن يتحقق إطلاقاً».
وقال وزير شئون المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات امس إن الوضع في الاراضي الفلسطينية يسير من سيئ إلى أسوأ.وقال عريقات في تصريحات للاذاعة الفلسطينية أن «على العالم أن ينظر إلى ما حدث في شمال قطاع غزة من قتل وتدمير وتخريب في البنى التحتية وما سيحدث خلال الايام المقبلة هو مقدمة لهدف سياسي بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل».
وتابع عريقات أن الحديث عن إعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في شمال قطاع غزة هو غطاء لعملياته العسكرية المقبلة وكسر للاتفاقية الموقعة مع الجانب الاسرائيلي في تحريم الدخول لمناطق السلطة الفلسطينية.
وقال إن «ما تسعى له الحكومة الاسرائيلية هو تدمير السلطة الفلسطينية وإعادة الاحتلال لفرض برنامج إملاءات خاص بها يتمثل بإقامة دولة فلسطينية مؤقتة على مرحلة انتقالية طويلة الامد وتحويل غزة لسجن كبير وجعل 40 في المئة من الضفة الغربية تضم جدراناً ومعازل وإسقاط ملفات القدس والحدود واللاجئين».
القدس، غزة ـ «البيان» والوكالات
|