المؤتمر نت - بوش وكيري: تناقضات كبيرة والفائز لم يحسم بعد أحس الذين شاهدوا المناظرات الرئاسية الثلاث التي جرت بين جورج بوش وجون كيري بأنهم أمام مرشحين مختلفين تماما من حيث الشخصية والسياسة.
فجورج بوش الرجل المتحمس، المتحفظ، ذو النزعة الانفرادية في سياسته الخارجية، يواجه جون كيري الأكثر هدوءا، ذا النزعات الليبرالية الواضحة والذي يعتقد بسياسة خارجية جماعية مع كل دول العالم.
وقد جاءت نتيجة هذه المناظرات في صالح المتحدي أكثر من مصلحة الرئيس الحالي، فقد دخل جون كيري هذه المناظرات وهو متخلف في استطلاعات الرأي، وبدا وكأنه سيخسر انتخابات الرئاسة، أما الآن فقد حمى وطيس المنافسة.
وقد أبدى مسؤولو الحملتين رضاهم عن مستوى أداء مرشحيهم في المناظرة الثالثة حيث التزم الطرفان بالاستراتيجيات التي وضعت لهم.
وقد هاجم كيري بضراوة سجل إدارة بوش في كافة مواضيع السياسات الداخلية بما فيها الاقتصاد، والصحة، والتعليم.
منظمو حملة بوش يركزون على اقناع الجماهير بقدرته على القيادة
وحاول أن يصور بوش على أنه يميل إلى منح خصومات واعفاءات ضريبية للطبقة الأكثر ثراء من الامريكيين على حساب مصالح العاطلين عن العمل والضمان الصحي.
لكن بوش هاجم كيري بشكل قوي واستعمل نفس الفكرة التي حاول طوال شهور الحملة أن يثبتها وهي أن يجعل هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على شخصية جون كيري.
وهاجم الرئيس سجل كيري في مجلس الشيوخ ووجه اتهاما هو الأقوى وربما الأكثر تأثيرا ألا وهو أن كيري من النوع الذي يفرض الضرائب لكي ينفقها مرة أخرى.
كما اتهم بوش منافسه بأنه قد ابتعد عن الخط العام للسياسة الأمريكية ومال نحو اليسار في أفكاره.
الوصول للناخبين
وقد حاول كيري في حملته أن يظهر للناخبين أنه قد حان الوقت للتغيير، إلا أنه كان حريصا جدا على محاولة الوصول إلى كل الجماعات التي يعتقد أنه يحتاجها للفوز.
فقد ذكر كيري كل من الأمريكيين من أصل أفريقي والجماعات النسوية، وهما من أهم المجموعات الانتخابية بل إنه ذكر حتى السكان الأصليين لأمريكا.
بينما وجه الرئيس الأمريكي جهوده الانتخابية إلى الجمهوريين الذين لديهم اعتراضات قوية ضد مواضيع الاجهاض وزواج المثليين، إلا أنه كان حذرا في كلماته حتى لا يخسر أصوات الناخبين الذي لم يحددوا مواقفهم بعد.
وبدا اهتمام بوش بهذه المجموعات كبيرا في بعض الأحيان الذين يعتقد أنهم ينتمون إلى الوسط.
منظمو حملة كيري يركزون على قضيتي العراق والوضع الاقتصادي
الأيام النهائية
وسيبدأ المرشحان منذ الآن في توجيه جهدهما وأموالهما الولايات العشر التي لم تقرر حتى الآن موقفها من كلا المرشحين.
كما سيبدأ مسؤولوا الحملات الانتخابية في اجراء حسابات معقدة لتحديد مؤيديهم، ولن تقتصر تلك العملية على اجراء استطلاعات للرأي فقط ولكنها ستشمل أيضا تحليل العديد من البيانات الخاصة بكل الناخبين المحتملين، والتي تمتلكها شركات خاصة تقدم هذه الخدمات.
كما أن الحملات الانتخابية في الأيام الأخيرة ستركز على الأساليب التي يعتقد مسؤولو الحملات أنها ستحصد أفضل النتائج.
فحملة جون كيري تعتقد أن رجلهم سيفوز إذا ذهب الناخب الأمريكي إلى صندوق الانتخابات في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني وموضوعات العراق والحالة الاقتصادية هي ما يشغل تفكيرهم.
بينما يعتقد مسؤولو حملة بوش أن رجلهم سوف يكون هو الفائز إذا استطاعوا أن يجعلوا فكر الناخبين يتركز حول الحرب على الارهاب والصفات الشخصية التي يتمتع بها مرشحهم مثل الشخصية القيادية، والقوة، والحسم.
|