المؤتمرنت - الصراع الآخر للقوات الأميركية بإيقاع منتظم يصرح الرئيس بوش أنه أعطى وسيعطي الجيش الأميركي كل ما يحتاجه لقتال المتمردين العراقيين. لكن الأدلة التي تتزايد يوما بعد يوم تشير إلى أن الإدارة لم تسيء تقدير عدد القوات المطلوبة فحسب، لكنها فشلت ايضا في تزويد القوات الموجودة الآن في العراق بالمعدات اللازمة.
التقرير المفصل الذي نشرته التايمز يشير إلى وجود شكوى من النقص في مواد أساسية مثل قطع غيار المروحيات والعربات المدرعة. وكان الجنرال ريكاردو سانشيز، قائد القوات المسلحة في العراق منذ منتصف العام 2003 وحتى هذا الصيف، قد حذر البنتاغون في رسالة صريحة وجارحة أرسلها في الرابع من كانون الأول 2003، من أن النقص في قطع الغيار يعيق قدراته في الحرب على المقاومة، وقال في رسالة صريحة إلى حد جارح، نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقتطفات منها يوم الإثنين: »لا أستطيع مواصلة العمليات العسكرية بهذا القدر المنخفض من القطع«. الجنرال امتنع عن التعليق، والبنتاغون يقول أنه بعد ما يقارب العام على تلك الرسالة فإن الأمور ما زالت جيدة.
لا، الأمور ليست جيدة، وبالتحديد بين قوات الحرس الوطني ووحدات الاحتياط، وقد انكشف ذلك بوضوح عندما رفض ثمانية عشر رجلا وامرأة الانصياع للأوامر. الإدارة تطالب »مقاتلي نهاية الأسبوع« السابقين أن يقوموا بمهام القوات النظامية لكنها لا تزودهم بالوسائل لتنفيذ تلك المهام. وإذا كان تذمر الجنود صحيحا، فإن هذا يشمل العربات الآلية المصفحة والصالحة للاستعمال بالإضافة إلى عدد كاف من فرق المشاة المقاتلة لمرافقة قوافل التموين.
ورغم أن الجيش قد تقدم في تزويد الجنود بالدروع الجسدية، إلا أنه ما زال يصارع لكي يبقى في حالة تعادل مع حركة التمرد التي تزداد تعقيدا.
في الحملة الرئاسية، كرر الرئيس بوش انتقاده للسناتور جون كيري لأنه صوت ضد تخصيص 87 بليون دولار كدعم مالي إضافي للحرب في العام الماضي، وهو الأمر الذي صارع كيري بشدة لكي يفنده، لكن تمت إجازة الدعم. وتواصل الإهمال والنقص في الدعم الذي قاد أعضاء الحرس الوطني إلى رفض القيام بمهمة نقل التموين، رغم علمهم أنهم يخاطرون بمهنتهم وحريتهم، وهذا ليس خطأ كيري.
حتى الجيش، المهدد في هيكليته بعصيان الأوامر في ساحة الحرب، يقر ضمنا بصحة هذه الشكاوى ويتعامل مع أعضاء الحرس الوطني بلطف شديد.
مستوى الرفض ما زال بعيدا جدا عما وصل إليه في ذروة حرب فيتنام. ويمكن رؤية ذلك في مقال كتبه الكولونيل روبرت دي. هينل الإبن في مجلة القوات المسلحة واعيدت طباعته أكثر من مرة "جيشنا الموجود حاليا في فيتنام هو في وضع موشك على الانهيار. فهناك تجنب القتال، أو حتى رفضه، بين أفراد الوحدات، وقتل الضباط وضباط الصف المسؤولين، وانتشار المخدرات، وإحساس باليأس يقترب من العصيان.
إن رفض أعضاء الحرس الوطني من جنوب كارولينا مرافقة القوافل يبدو عملا لطيفا ومؤدبا قياسا بما كان يحدث في فيتنام. لكن شكاواهم تعكس ما تواجهه القوات الأخرى، والتقارير الميدانية تؤكد صحة ذلك.
= بيروت – رويترز
|