المؤتمرنت-ماجد عبد الحميد - أسرَّة المستشفيات تشكي مدفع رمضان شهدت اليمن دخول مدفع رمضان للخدمة الفعلية في العديد من المحافظات اليمنية اعتباراً من شهر رمضان الحالي، حيث بدأت الجهات المختصة بتجهيز مدافع رمضان، وتوزيعها على معظم عواصم محافظات الجمهورية بعد توجيهات أصدرها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، لاعتبارها من أهم العادات التقليدية القديمة التي تعوَّد عليها المواطنون خلال شهر رمضان المبارك، وخلال المناسبات الدينية ، والوطنية الأخرى.
إلا أن هذه المدافع الرمضانية تحولت في بعض المحافظات من معلنٍ عن قدوم وقت الإفطار ،والإمساك إلى نذير شؤم نُقِلت بفعله حالات عديدة من أماكن إطلاق المدافع إلى أسرَّة المستشفيات، ومعلنة عن وفاة أحد هؤلاء المنفذين لإطلاق تلك القذائف "البارود" لتكون هذه المدافع صوت فرح بالنسبة للصائمين بقدوم وقت الإفطار، وصوت حزن سببته تلك المدافع نتيجة اشكالات رافقت إطلاق هذه القذائف ، ورغم أن الجهات المختصة التي سبق،وأن أعلنت أن المدافع الرمضانية تم تجهيزها من خلال الضرب التجريبي لتلك المدافع إلا أن مأساة الحزن التي حدثت جراء عملية إطلاق قذائف مدفع رمضان لم تأتِ إلا نتيجة خلل فني فيها، أو عملية الاستخدام الغير صحيحة لتلك المدافع.
فمن تلك المآسي إصابة ثلاثة جنود من أفراد المنطقة الجنوبية العسكرية بمحافظة لحج الخميس قبل الماضي أثناء إجرائهم تجربة إطلاق قذيفة مدفع رمضان (البارود) وحسب مصادر أن القذيفة لم تتمكن من الخروج عند إطلاقها ما أدى إلى انفجارها داخل المدفع ونقل المصابون على إثرها إلى إحدى المستشفيات القريبة بالمحافظة ،حيث وأن إصابة أحدهم خطيرة ؛بالإضافة إلى إصابة سالم قائد علي (25) عاماً أحد رجال الأمن بمحافظة الحديدة بإصابات خطيرة حينما قام بإشعال الفتيل (النار) ما أدى إلى انفجار البارود بالقرب من إحدى الصخور التي كانت قريبة من المدفع فيتسبب في تناثر أجزاء صغيرة من تلك الصخرة لتصيبه في إحدى عيني ومختلف جسمه، فينقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما لقي يوم الجمعة قبل الماضية الجندي سعيد حسن (48) عاماً من منطقة (صبر الموادم) محافظة تعز مصرعه نتيجة خلل فني في تركيب مدفع رمضان الذي كان مكلفاً بالعمل عليه للإعلان عن موعد الإفطار، والإمساك.
تجربة استخدام مدفع رمضان تعد الأولى من نوعها التي تقوم بها تلك المحافظات لاستخدام مدافع رمضان للتذكير بحلول وقت الإفطار، بعد أن كان محصوراً في السنوات الماضية على العاصمة صنعاء، وبعض المحافظات.
وجاءت توجيهات رئيس الجمهورية لتبعث الفرحة ،والارتياح في قلوب أبناء هذا البلد العريق ، وساد الأوساط الشعبية في اليمن ارتياحاً واسعاً لهذا التوجه بإخراج المدافع العثمانية من ساحات المتاحف إلى أماكنها الطبيعية التي كانت عليها سابقاً في أبراج القلاع، والحصون وأسفح الجبال المطلة والمحيطة بالمدن للحفاظ على التراث الحضاري، والعادات ،والتقاليد الإسلامية ،وحمايتها من الاندثار.
يشار إلي أن اليمن عرفت المدافع منذ بداية الاحتلال التركي (العثماني) الأول لليمن في الفترة من العام 1538حتي العام 1568م(945-975ه) ، وتقدر عدد المدافع العثمانية التي ورثها جيش قائد الجلاء العثماني الثالث،والأخير عن اليمن سنة 1917م (1337ه) بنحو (200) مدفع متنوع , ومن الأسماء التي عرفت بها تلك المدافع : (المانتل) و(الجنبر) و(الهاون) و(عادي جبل) الذي كانوا يلقبونه بـ(البسباس ) و(الأبوس) و(السريع العثماني).
|