المؤتمرنت - عرفات يجري سلسلة من الفحوصات تجرى للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم سلسلة من الفحوص الطبية في الوقت الذي يحاول فيه الاطباء الفرنسيون معرفة مااذا كان الزعيم الفلسطيني المريض مصابًا بسرطان الدم (اللوكيميا) أو من خلل اخر في الدم.
وأدخل عرفات البالغ من العمر 75 عامًا على محفة الى مستشفى عسكري فرنسي في ضاحية كلامار بالعاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة بعد وصوله بمروحية في نهاية رحلة مضنية استغرقت ست ساعات من مجمعه الذي دمرته القذائف الاسرائيلية في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
ولم يقبل الزعيم الفلسطيني الذي كانت تحاصره القوات الاسرائيلية بشكل فعلي في مقره منذ عامين ونصف التوجه الى فرنسا الا بعد ان وعدت اسرائيل بالسماح له بالعودة الى الضفة الغربية بعد العلاج.
وقال مساعدون إن عرفات سيخضع لاختبارات تستمر عدة ايام بشأن ما يعانيه من انخفاض في صفائح الدم وهي حالة يمكن أن تسببها اللوكيميا.
وسُئل عما اذا كان عرفات مصابًا بسرطان الدم قال محمد رشيد وهو أحد كبار مساعديه إنه لا يوجد حتى الان تأكيد من الاطباء لهذا المرض.
واضاف إن الفحوص المبدئية لم تبدأ الا قبل بضع ساعات فقط والوقت مبكر جدا لمعرفة النتائج .
وقال إنها لن تعرف قبل 72 ساعة اخرى.
وقالت ليلى شهيد مبعوثة السلطة الفلسطينية في باريس في تصريحات ادلت بها للصحافيين في كلامار "كان الرئيس عرفات يعاني من انفلونزا معوية منذ ثلاثة اسابيع على الاقل ولكن من الواضح ان الامر يتعدى ذلك."
وقالت إن الاطباء بدأوا بالفعل في فحصه لكن الطبيب الذي يشرف على علاجه سيحتاج الى "عدة ايام قبل ان يستطيع الانتهاء من كل الفحوص ويصل الى تشخيص حقيقي."
وكانت زوجته سها الى جانبه في مستشفى بيرسي العسكري التعليمي الفاخر الحديث الذي يتمتع بسمعة جيدة في علاج أمراض الدم بما في ذلك السرطان.
وتجمع العشرات مرددين هتافات تعرب عن التعاطف مع عرفات خارج المستشفى لكنهم لم يتمكنوا من رؤيته.
وفي واشنطن اعلنت وزارة الخارجية الاميركية نص مقابلة أجراها التلفزيون المصري مع كولن باول قال فيها وزير الخارجية الاميركي إنه "مسرور لان (عرفات) موجود حاليا في منشأة طبية متطورة حيث يمكن تقييم حالته الصحية بعناية أكثر."
وفي وقت سابق وبينما كان عرفات يستقل الطائرة الهليكوبتر وقف عشرات من اتباعه والحراس والمسؤولين الفلسطينيين وقد اغرورقت أعينهم بالدموع وهم يرددون "بالروح بالدم نفديك يا ابو عمار" مستخدمين اسم عرفات الحركي اثناء سنوات المقاومة الفلسطينية.
كما رددوا "يا جبل ما يهزك ريح" وهو قول كان يطيب لعرفات ترديده.
وقال عرفات لمساعديه قبل أن تقلع الطائرة "باذن الله... سأعود."
وقال مصدر أمني اسرائيلي "قدرنا أن حالة عرفات ميؤوس منها وانها ستؤدي في النهاية بشكل أو بآخر الى اختفائه من الساحة السياسية.
"وقاد هذا التقييم شارون الى ان يقرر السماح له بالعودة اذا اوصى الاطباء بحساب أن هذا الاحتمال لن يتحقق على الأرجح ابدا."
وأثار تدهور صحة عرفات مخاوف من حدوث فوضى بين الفلسطينيين الذين شنوا انتفاضة ضد اسرائيل منذ أربع سنوات من أجل اقامة دولة.
ورغم أن اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة تصفانه بأنه عقبة في طريق السلام فمن الممكن كذلك أن يتسبب رحيله عن مسرح الاحداث الى خلط الاوراق في صراع الشرق الاوسط في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لانتخابات رئاسية يوم الثلاثاء القادم.
ولم يعين عرفات خلفا له خلال العشر سنوات الماضية منذ عودته من المنفى بموجب اتفاقات السلام المؤقتة. كما لم يعين من يقوم بأعماله خلال فترة علاجه وليس هناك مؤشرات تبين المدة التي سيمضيها في فرنسا.
وقال مسؤولون في الضفة الغربية ان رئيس الوزراء أحمد قريع سيتولى ادارة الشؤون الروتينية للسلطة الفلسطينية التي يرأسها عرفات. وسيدير رئيس الوزراء السابق محمود عباس منظمة التحرير الفلسطينية.
واذا توفي عرفات سيحل محله رئيس البرلمان الفلسطيني روحي فتوح في رئاسة السلطة الفلسطينية لمدة 60 يومًا تجري خلالها انتخابات.
|