المؤتمرنت - دراسة لخبراء أمريكيين: 100 ألف قتيل عراقي منذ الغزو أكدت دراسة أعدها خبراء أمريكيون بالصحة العامة، مقتل 100 ألف عراقي أغلبهم من النساء والأطفال منذ بداية الحرب على العراق في مارس 2003م.
وأرجعوا ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين إلى هجمات قوات الاحتلال الجوية على الأحياء السكنية في قرى ومدن العراق.
وقال لي روبرتس، من كلية "جون هوبكنز" للصحة العامة بالولايات المتحدة، في دراسة في مجلة "لانسيت" الطبية نُشرت على الإنترنت: "مع وضع تقديرات متحفظة نعتقد أن هناك نحو 100 ألف حالة وفاة أو أكثر حدثت منذ غزو العراق".
وأرجع روبرتس في الدراسة ارتفاع عدد القتلى العراقيين بهذه الصورة إلى غارات الاحتلال الجوية على المدن والقرى العراقية قائلا: "ما نملك عليه دليلا هو أن استخدام القوة الجوية في المناطق المدنية المأهولة بالسكان يقف وراء زيادة أعداد الوفيات".
من جهته قال جيلبرت برنهام أحد المشاركين في الدراسة: "إن العمليات العسكرية الأمريكية في العراق كانت وخيمة جدا على المدنيين العراقيين".
وتابع في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لرويترز: "لم نكن نتوقع حجم الوفيات الناجمة عن العنف والتي توصلنا إليها في هذه الدراسة، ونأمل أن يؤدي هذا إلى بعض المناقشات الجادة لكيفية تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية بطريقة لا تضر كثيرا بالسكان المدنيين".
وقد أجرى الباحثون دراستهم في سبتمبر 2004م على 988 عائلة في 33 منطقة تم اختيارها بشكل عشوائي، حيث قارنوا حالات الوفيات بالعراق خلال 14.6 شهرا قبل الغزو في مارس 2003م، و17.8 شهرا بعده.
وأثبتت الدراسة أن خطر الوفاة نتيجة للعنف في الفترة التي أعقبت الغزو زاد 58 مرة عن الفترة التي سبقت الحرب.
وقد وردت ثلثا حالات الوفاة المرتبطة بالعنف في الدراسة في مدينة الفلوجة الواقعة على مسافة 50 كيلومترا غربي بغداد والتي تعرضت مرارا لضربات جوية أمريكية على أحيائها السكنية.
وكانت أغلب حالات الوفيات قبل الحرب ناجمة عن الأزمات القلبية والاضطرابات المزمنة والحوادث؛ وهو ما تغير بعد الحرب.
يشار إلى أن الدراسة استندت أيضا إلى تقارير سابقة ومصادر وسائل إعلام ومراكز بحوث قدرت وفيات المدنيين العراقيين بأكثر من 16 ألفا و53 شخصا والقتلى العسكريين بـ6 آلاف و370 شخصا.
وقال ريتشارد هورتون رئيس تحرير مجلة لانسيت: "إن البحث الذي قدم إلى الصحيفة في وقت سابق من هذا الشهر تمت مراجعته وصياغته والإسراع بنشره نظرا لأهميته في تقييم الوضع الأمني بالعراق".
وتابع هورتون لوكالة رويترز: "ولكن هذه النتائج تثير أيضا تساؤلات حول أولئك البعيدين جدا عن العراق في حكومات الدول المسئولة عن شن حرب وقائية".
وأضاف: "يبدو أن استخدام القوة الجوية في مناطق يقطنها الكثير من المدنيين وراء مقتل العديد من النساء والأطفال.. إن الإمبريالية الديمقراطية قادت إلى مزيد من الوفيات وليس إلى تراجع معدلها.. هذا الفشل السياسي والعسكري يستمر في حصد العديد من الضحايا في صفوف غير المقاتلين".
وتأتي هذه الدراسة قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في الثاني من نوفمبر المقبل والتي تعد الحرب على العراق إحدى القضايا المهمة.
وكانت حالات الوفيات بالعراق قد شهدت بالفعل ارتفاعا قبل الحرب نتيجة لعقوبات الأمم المتحدة التي أعاقت واردات الأغذية والأدوية.
|