المؤتمرنت - بيان صادر عن المؤتمر وحلفائه بمناسبة العيد الوطني الـ32 للجمهورية اليمنية يحتفل الشعب اليمني بالعيد الوطني الثاني والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية واعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م والتي مثلت لحظة تاريخية فارقة استطاع من خلالها اليمنيون التعبير عن انفسهم بشكل لم يسبق لهم ان تمكنوا من تحقيقه بعيدا عن التدخلات الخارجية من جهة ومن جهة اخرى فقد جسد تحقيق هذا المنجز حقيقة ان الحوار بين اليمنيين كان وسيظل هو الوسيلة الوحيدة والمثلى التي تمثل حلا لكل المشاكل والخلافات بين ابناء الوطن الواحد طالما توفرت النية الصادقة والحسنة والارادة السياسية الحقة.
ويتزامن احتفال الشعب اليمني بالعيد الوطني الثاني والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية مع استمرار تعرض الوطن منذ أكثر من سبع سنوات لأبشع عدوان وحصار ينفذه مع الاسف تحالف بقيادة السعودية والامارات وهم من كنا نرى فيهم الاشقاء والاخوة والجيران وهو ما يجعلنا نؤكد على ان صمود شعبنا ومثلما نجح حتى الان في افشال رهانات المعتدين فإنه قادر على احباط مخططات المتآمرين على وحدته العظيمة .
إننا في المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ونحن نهنىء كافة ابناء شعبنا اليمني العظيم المقاوم والصامد والصابر في مواجهة العدوان بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية لنؤكد على ما يأتي :
1-ان قيام الجمهورية اليمنية واعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م مثل اهم واعظم منجز في تاريخ اليمن المعاصر- منذ قيام الثورة اليمنية المباركة 26 سبتمبر والتي أنهت النظام الامامي ،و14 اكتوبر التي طردت المحتل البريطاني -كونه جسد استقلالية القرار الوطني اليمني في أبهى صوره وكان قرارا يمنيا خالصا اتخذ بعيدا عن أي تدخلات او تأثيرات خارجية من قبل أي جهة اقليمية كانت او دولية .
2- بات من المؤكد وبما لايدع مجالا للشك ان تحالف العدوان ومنذ اليوم الاول لشن عدوانه على بلادنا في 26 مارس 2015م وحتى اليوم فإن احد اهم واخطر اهدافه كان ولا يزال هو استهداف وحدة التراب اليمني ، والسعي لإعادة عقارب الساعة الى الوراء ،وهو توجه للأسف يعكس فشلا في الرؤية الاستراتيجية للتحالف وعلى وجه الخصوص لدى صانع القرار السعودي والخليجي بشكل عام بالنظر الى ان قيام الجمهورية اليمنية انعكس ايجابا على العلاقات اليمنية مع جيرانها حيث تم حل مشاكل الحدود مع السعودية وسلطنة عمان في عهد الجمهورية اليمنية بعد ان ظلت لعقود مثار خلافات وبؤر نزاع مشتعلة بين اليمن وجيرانها وبالتالي فإن من اكبر اخطاء هذا العدوان والتحالف الذي يقوده هو اعتقادهم ان تمزيق اليمن وتقسيمه سيحقق لهم الامن والاستقرار وعليهم ان يستوعبوا ان مثل هذا السيناريو اذا تحقق – لا سمح الله – قد يكون له انعكاسات سلبية وعواقب وخيمة على امن واستقرار دول الجوار وبالأخص السعودية .
3- ان التطورات السياسية والاحداث المتلاحقة التي تشهدها البلاد بمختلف محافظاتها ومناطقها منذ شن العدوان وحتى اليوم تجعلنا ندرك حجم المؤامرات والمخططات والاجندة الخارجية اقليمية كانت او دولية لا تهدف الى تقسيم وتمزيق اليمن الى ما قبل 22 مايو 1990م فحسب بل انها ترمي الى اعادته الى ما قبل قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر والى عهد الكانتونات الصغيرة والتي اخترعها وصنعها المحتل قبل طرده من قبل اليمنيين ، واليوم ثمة محاولات لتطبيق هذا النموذج على بقية المحافظات والمناطق في وسط وشمال وغرب وشرق البلاد حتى يسهل للاعداء انتهاك سيادة الجمهورية اليمنية، ومصادرة استقلالية قراراها الوطني ونهب ثروات البلاد بأساليب ومبررات ومسميات ما انزل الله بها من سلطان ولا يمكن لقاموس الكرامة والعزة اليمنية ان يقبل بها مهما كانت مسمياتها او المصطلحات التي تطلق عليها.
4-ان المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه وهم يتابعون مختلف التطورات والتحركات الداخلية والخارجية التي تشهدها البلاد ليدعون مختلف القوى الوطنية وفي مقدمتها القوى المناهضة للعدوان الى استشعار حجم المؤامرات والاجندة الخارجية التي تستهدف اليمن ارضا وانسانا ، وبالتالي العمل على تقوية وتماسك الجبهة الداخلية وبشكل اقوى من أي وقت مضى ذلك ان وحدة وتماسك القوى الوطنية هي الوسيلة الوحيدة اليوم لمواجهة مخططات المحتلين الجدد وافشال مؤامراتهم وايقاف مساعي المتعاونين والواقفين معهم من ابناء جلدتنا اليمنيين الذين يعتقدون انهم بخدمتهم للعدوان وللقوى الخارجية قادرون على تحقيق مشاريعهم الصغيرة ،ومصالحهم الحزبية ،او القروية او الشخصية الضيقة والانانية غير مستوعبين انهم اول من سيكتوي بنيران التشظي والنسيج الاجتماعي الممزق والسلم الاجتماعي المدمر.
5- ان المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه (احزاب التحالف الوطني الديمقراطي) وهم يجددون موقفهم المتمسك بالوحدة اليمنية وفقا لاتفاقية قيام الجمهورية اليمنية المصادق عليها باستفتاء شعبي عام والمعترف بها دوليا من قبل مختلف المنظمات والهيئات الدولية وفي مقدمتها منظمة الامم المتحدة والجامعة العربية، فإنهم في الوقت نفسه يجددون دعوتهم لحوار ومصالحة يمنية يمنية شاملة لاتستثني أحدا قائمة على اساس الاعتراف بأخطاء الماضي من قبل كل الاطراف كمقدمة لتجاوزها وتقديم تنازلات متبادلة للجميع من قبل الجميع وبما يفضي الى ارضية مشتركة تسمح بالاتفاق والتوافق على صياغة وثيقة وطنية جامعة تضمن الشراكة الوطنية في صناعة واتخاذ القرار وتقاسم السلطات والثروات بما يخدم مصالح الشعب اليمني ويحل اشكالات الماضي سواء تلك التي انتجتها عهود التشطير ،او التي شهدتها العقود الثلاثة من عمر الجمهورية اليمنية ،او التي نجمت عن الازمات التي عصفت بالبلاد منذ العام 2011م والنتائج الكارثية التي ترتبت على العدوان الخارجي للتحالف بقيادة السعودية والامارات.. وكل ذلك لن يتأتى الا اذا كان هناك نية صادقة من قبل جميع اليمنيين ،فاليمن لا يمكن ان يكون يمنا الا لجميع ابنائه، ولا يمكن لاحد كان شخصا او فئة او حزبا او جماعة ان يحكم اليمن منفردا ،فالتاريخ اثبت ان افضل مراحل اليمن استقرارا كانت هي التي شهدت نبذ التعصب، وتحقيق التوافق والشراكة ،والتسامح والتعايش ،والقبول بالآخر من قبل البعض للبعض الآخر وهو امر يمكن تحقيقه مرة اخرى اذا تخلت القوى اليمنية عن التبعية للقوى الخارجية وآمنت بحقها في الخلاف والاختلاف والحوار والاتفاق والتوافق بعيدا عن اية تدخلات خارجية مهما كانت قريبة او بعيدة .
مرة اخرى نهنىء كافة ابناء شعبنا اليمني العظيم وفي المقدمة ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية المقاومون للمحتلين الجدد والمقاومون للمخططات والمؤامرات الخارجية التي تستهدف تمزيق وحدة التراب اليمني، ونثمن في الوقت نفسه تضحيات ابناء الجيش والامن واللجان الشعبية ورجال القبائل الشرفاء الذين يقدمون التضحيات في مواجهة تحالف العدوان ومرتزقته .
عاشت اليمن حرة وموحدة .
صادر عن المؤتمر الشعبي العام وحلفائه (احزاب التحالف الوطني الديمقراطي)
صنعاء السبت الموافق 21 مايو 2022م |