أحمد الكبسي - جيل الوحدة ثلاثة عقود ونيف مرت من عمر الوحدة اليمنية شهد الوطن خلالها الكثير من الأحداث على مختلف المستويات عاصرها ثلاثة أجيال فالجيل بحسب التركيب العمري للمجتمع هو مرحلة التعاقب الطبيعية من أب إلى ابن، ويعرّف تقليديا على أنه "متوسط الفترة الزمنية بين ولادة الآباء وولادة أبنائهم." ومدة الجيل من 23 -30 سنة ووفقا لهذا المفهوم يمكن تقسيم الأجيال التي عاصرت اللحظة التاريخية لإعادة تحقيق الوحدة الوطنية في الثاني والعشرين من مايو عام الف وتسعمائة وتسعين كالتالي
-الجيل الأول ممن كانوا في بداية العقد السابع من أعمارهم عند تحقيق الوحدة وهم الرعيل الأول ممن عاش بعضهم تداعيات الوحدة وما تبعها من أحدث وبقي تأثيرهم محدود لما بعد الوحدة من مجريات كما لايمكن نكران دورهم في التمهيد لتلك اللحظة التاريخية التي رفع فيها علم الجمهورية اليمنية في القصر الجمهوري بعدن وماقدموه من تضحيات خلال ثورتي 26سبتمبر 1962و14أكتوبر1963وهو مايحمل الأجيال التي لحقتهم مسؤولية الحفاظ على أهداف الثورة ومكاسبها.
-الجيل الثاني ممن كانوا مابين العقدين الرابع والسادس من أعمارهم عام 1990 وهم جيل الثورة الذين أسهموا في ترجمة أهدافها ورسم الأحداث في شطري اليمن قبل الوحدة وما بعدها من تاريخ اليمن المعاصر، يرى البعض أن هذا الجيل بقدر اسهاماته في إقتناص الفرصة لالتئام البيت اليمني الا انهم لم يتمكنوا من تعزيز نقاط القوة للمجتمع بل إنهم بقصد او بدون قصد أساؤوا للعقد الإجتماعي الجديد وزادت نقاط الضعف التي وصلت بالبلد الى ماهي عليه اليوم.
-الجيل الثالث وهم من كانت أعمارهم مادون العقد الرابع وهو جيل الوحدة الذي كان الجيل السابق يراهن عليه في الحفاظ على مكتسبات الجيلين السابقين (الثورة والوحدة) سيما وهذا الجيل هو من يتصدر صناعة المشهد اليوم بكل تفاصيله متعثرا في تجاوز الصعوبات والتحديات التي خلقت مع ولادته نتيجة تأصيل الخلافات في أوساط المجتمع وعدم القدرة على تجاوزها بالإتفاق على عقد إجتماعي يلبي تطلعات اليمنيين في تحقيق العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية والسيادة على أرضه، هاهو جيل الوحدة يكرر بجهل أخطاء من سبق وتبقى مسؤولية الحفاظ مكتسبات الأباء والأجداد على عاتق هذا الجيل الذي مايزال لديه الكثير من المشتركات والفرص التي يمكن البناء عليها وتجاوز الإخفاقات وكتابة تاريخ مشرق يمهد للأجيال المقبلة العيش بحياة كريمة ووطن يجمعهم ويفتخرون بتاريخه ويصنعون مستقبله.
كل عام وانتم والوطن بالف خير في الذكرى 32لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.
* نقلا عن صحيفة الميثاق
|