يحيى علي نوري -
المتحرّي للإثارة
متحري الجزيرة حول أحداث 13يناير م1986 أو الصبح الدامي في عدن، لم يقدم جديداً على صعيد تناولاته لمختلف التطورات التي قادت الى انفجار الوضع..
وكنا نعتقد ان المتحري سيعرض شيئا جديداً ولافتاً من شأنه، ان يعيد كتابة وتوثيق ماحدث، فكل ماتم ايراده من معلومات معروف لدى العامة بل ان هناك شخصيات عدة تمتلك من المعلومات عن هذا الحدث مايفوق كثيراً معلومات المتحري الذي حاول مبكراً تعليل هذا النقص بسبب عزوف ورفض شخصيات قال انها رفضت الحديث معه!!
ولعل الجديد اللافت في حلقة الجزيرة هو ظهور الرئيسين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض يتحدثان، وبالرغم من ذلك كان حديثهما عادياً ولم يصل الى مستوى حدث الصبح الدامي في عدن..
حيث كنا نتوقع من المتحري ان يقدم أداء متعمقاً في الحدث وان يغوص في مختلف جوانبه، الا ان ذلك لم يحدث، وماوجدناه هو أداء باهت ويدلل على ذلك تساؤلاته السطحية التي وجهها لضيوفة ما يعكس ضعف الاعداد وايجاد مفاتيح مهمة تجعل محدثية لايجدون مفراً من الاجابة عنها..
كما ان اعتماد المتحري على الوثائق الامريكية والبريطانية لم يساعده على تشكيل صورة واضحة لكافة ابعاد الحدث خاصة وأن إهماله كان واضحاً للكثير من الوثائق والكتب التي صدرت بالداخل اليمني وتناولت احداث 13يناير بصورة أكثر قرباً من الحدث وارهاصاته الأولى وافرازاته التي مازالت تطغى على المشهد اليمني حتى اليوم..
وهذا يعني ان حلقة المتحري لم تهدف الى بلوغ الحقيقة برمتها أو حتى نسبة معقولة منها ، قدر ماكان هدفها الاثارة والتأجيج من خلال فتحها ملف يناير بصورة اعتباطية..
ولكم ان تقيسوا مستوى الهبوط المهني للمتحري في قضايا اخرى تخص اليمن..