خالد سعيد الديني - أربعون عاماً من مسيرة النجاحات المؤتمرية أربعون عاماً من عمر المؤتمر الشعبي العام هي تاريخ حافل ومسيرة انجازات يحتفي بها المؤتمريون بل وكل ابناء الشعب اليمني الذي بات اليوم يدرك اكثر من أي وقت مضى ان المؤتمر كان وسيظل هو التنظيم الاساسي الذي كان لديه مشروع وطني وسياسي واضح وجلي وواقعي مرتبط باليمن وبارضه وانسانه وجغرافيته وبواقعه بعيدا عن المزايدات والشعارات التي لم تنتج سوى الكوارث والدمار والحروب.
في العام 1982 وتحديدا في 24 اغسطس اعلن في صنعاء آنذاك عن تأسيس المؤتمر الشعبي العام بعد مرحلة حوار مجتمعي واسعة استطاعت ان يمنح المشهد السياسي رؤية وطنية صيغت بأقلام وافكار يمنية بحتة لنظرية سياسية تتجاوز حالة الشمولية والتحريم للعمل السياسي العلني وتضم كل القوى والافكار الوطنية التي شاركت في تأسيس المؤتمر ،قبل ان ينتقل هذا التنظيم الى بقية المحافظات اليمنية وبالذات الجنوبية والشرقية عقب اعلان تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م من خلال المؤتمر العام الرابع التكميلي الذي اسهم في امتداد وتوسع وانتشار المؤتمر على الساحة اليمنية كلها.
والحقيقة ان الحديث عن المؤتمر في ذكرى تأسيسه الاربعين هو حديث ذو شجون لأنه يرتبط بمسيرة عطاء وانجازات شملت مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية والفكرية ورسخت مفاهيم وقيم التعايش والتسامح والحوار والقبول بالأخرين وحرية الراي والتعبير والتعددية وقدمت نموذجا يقبل بمفاهيم الشراكة الوطنية حتى وهو يحوز على الاغلبية العددية في الاستحقاقات الانتخابية الديمقراطية ،وهي تجرية استطاعت ان تؤسس مداميك لدولة يمنية موحدة نقلت اليمن الى مرحلة من التطور الداخلي والحضور الخارجي بفضل الرؤية والمشروع الذي قاده المؤتمر طيلة العقود الماضية.
وللأسف الشديد انه وحين نتحدث عن مسيرة المؤتمر الناجحة لجهة نجاحاته في اعادة تحقيق الوحدة اليمنية مع الحزب الاشتراكي اليمنية وتحمله مسؤولية البناء والتنمية وتأسيس مداميك الدولة وترسيخ النهج الديمقراطي وغيرها من المنجزات الا ان كل تلك النجاحات دمرت بشكل او باخر من خلال الممارسات والمماحكات السياسية بين القوى التي لعبت دور المعارضة الحزبية ،قبل ان يستكمل مشروع التدمير باستجلاب العدوان الخارجي الذي دمر كل امكانيات اليمن التي بنيت على مدى خمسين عاما وخصوصا خلال العقود الثلاثة من تصدر المؤتمر لمشهد الحكم، وهو امر بات يتجاوز كل ما كنا نتخيله حتى وصل الى مرحلة التآمر في محاولة تمزيق وتقسيم اليمن من خلال المشاريع الصغيرة التي يقودها للأسف بعض ابناء جلدتنا وبدعم وتمويل خارجي يسعى لتحقيق مصالح القوى الاجنبية التي لا تريد لليمن أي خير.
وفي سياق متصل فان المؤتمر مثله مثل الوطن يتعرض اليوم لمؤامرات ومحاولات لتقسيمه وتمزيق وحدته التنظيمية في اطار ادراك ان تقسيم اليمن لن يتم الا اذا ضربت وقسمت قواه السياسية الوطنية وفي مقدمتها المؤتمر الذي كان وسيظل تنظيما يمنيا وحدويا لا يساوم على الثوابت الوطنية ولا يقبل باي مساس بها وفي مقدمتها الثورة والنظام الجمهوري والوحدة اليمنية والنهج الديمقراطي ولذلك فانه يجري تجريف الحياة السياسة والسعي لتقسيم القوى الوطنية وعلى راسها المؤتمر.
لكن في المقابل فانه ورغم كل التحديات والصعوبات فان المؤتمر سيظل قويا ومتماسكا وقادرا على الانتصار على كل المخططات التي تستهدفه كتنظيم والعمل على افشال المؤامرات التي تستهدف الوطن اليمني برمته،وهو امر يستوجب من كل مؤتمري ومؤتمرية ادراكه واستيعابه والعمل على مواجهته من خلال مزيد من التمسك بالولاء والانتماء الوطني والتنظيمي ورفض كل المشاريع الصغيرة ،والافكار الهدامة التي تحمل في مضامينها نعرات مذهبية او عنصرية او مناطقية او انفصالية او أي نعرات ومفاهيم ضيقة.
ان المؤتمر وهي يحتفى بأربعين عاما منذ ولادته سيظل التنظيم الذي يحرص كل الحرص على تبنى دعوات الحوار والمصالحة الوطنية والسعي لتحقيق السلام العادل الذي يحافظ على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته ويسعى جاهدا لدعم أي جهود من شانها جمع اليمنيين مع بعضهم وبهدف حل الخلافات فيما بيننا بعيدا عن التدخلات الخارجية التي كانت وستظل هي سبب فرقتنا وتشذرمنا وما وصلنا اليه اليوم.
أهنئ قيادة المؤتمر الشعبي العام برئاسة الشيخ صادق امين ابوراس رئيس المؤتمر ونوابه والامين العام والامناء المساعدين وكافة اعضاء اللجنة العامة والامانة العامة وبقية تكوينات المؤتمر وقواعده في عموم الجمهوريه اليمنيه بهذه المناسبة الغالية التي يجب ان نجعلها محطة لمزيد من التكاتف والوحدة المؤتمرية والوقوف مع الوطن والشعب فالمؤتمر من الشعب والى الشعب.
*عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام |