المؤتمرنت -
لمُكافَحة الإرهاب حُدود...
غداة إشادة وزير العَدل الأمريكي جون أشكرُوفت يوم الأربعاء خلال زيارته للعاصمة برن بالجهود التي تبذُلها سويسرا في إطار الحملة الدولية ضد الإرهاب، صرَّح السفيرُ السويسري لدى الولايات المُتحدة "إننا لسنا بمجتمعات قائمة على هاجس الانتقام بل على دولة القانون." جاء ذلك خلال مُشاركة السفير كريستيان بليكنستُورفر في واشنطن في ملتقى نظمهُ النادي الوطني للصحافة تحت عنوان: "هل يُمكن القبول بمُلاحقة الإرهابيين بأي ثمن؟"
ولم تحِد تصريحاتُ السَّفير السويسري خلال المُنتدى عن أقوال وزير العَدل الأمريكي الذي أشاد بحرارة بالتعاون بين برن وواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب. ووصف السفير بليكنستُورفر هذا التعاون بـ"الجيد جدا" مُشيرا إلى أن مُحادثات الجَانبين تركَّزت بشكل مُكثَّف مُنذ أحداث 11 سبتمبر على سُبل تَعزيز التَّعاون بين البَلدين.
"لا مُبرر لابرام معاهدة جديدة"
وكانت اللَّجنةُ الدَّولية للصليب الأحمر من بين المُشاركين أيضا في ملتقى النادي الوطنية للصحافة في واشنطن. ويعتقد مديرُ وفد اللّجنة في أمريكا الشمالية أورس بُوغلي، أن السيد أشكروفت يُعد من بين الأصوات الهامة في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يدعو إلى بحث إمكانية إبرام معاهدة جنيف جديدة في إطار المُعطيات الراهنة للحرب ضد الإرهاب.
غير أن السيد بُوغلي يرفضُ فكرة وضع مُعاهدة جديدة حيث يعتقد أن "مُعاهدات (جنيف) المُوقعة عام 1949 والمُعدلة عام 1977 لا تزال صالحة. ويرى السيد بُوغلي أنه لا يُوجد ما يُبرر صياغة مُعاهدة جديدة مُذكرا أنه يتعين أولا التشديد على ضرورة تطبيق المُعاهدات المُبرمة.
ويُذكر أن دبلوماسيا أمريكيا رفيع المُستوى كان قد وصف في شهر فبراير الماضي مُعاهدات جنيف حول القانون الإنساني الدولي بـ"البالية التي تجاوزتها الأحداث". وردت بيرن بأن هذه المعاهدات تمثلُ الحد الأدنى. وقام هذا الجدل على خلفية الانتقادات الدولية التي استهدفت الولايات المُتحدة بشأن ظروف اعتقال أسرى طالبان وتنظيم القاعدة الذين رحلتهم واشنطن من أفغانستان إلى قاعدة غوانتانامو الأمريكية في كوبا.
احترام معاهدات جنيف أولا وكما هي!
من جهة أخرى، أشار السفير السويسري لدى واشنطن أن الحكومة الفدرالية بصفتها المؤتمنة على مُعاهدات جنيف، قد أعربت عن رغبتها في بحث "تطويرات لاحقة للقانون الإنساني" الدولي. وقال السفير بليكنستُورفر انه "مُتفائل" بشأن مُشاركة الولايات المُتحدة في مثل هذه المحادثات. وفي انتظار إقدام واشنطن على تلك الخطوة، دعا السفير السويسري الحكومة الأمريكية إلى احترام مُعاهدات جنيف في صيغتها الحالية.
وأكد المسؤول السويسري أنه يُُسلم بضرورة اتخاذ الدول الديمقراطية لإجراءات حازمة حال تعرضها لتهديدات إرهابية، لكنه أضاف أن "محاربة الإرهاب لا يُمكن أن تُفلح إن لم تلتزم باحترام القيم التي تتقاسمها سويسرا والولايات المتحدة، وبالتالي يتعين على دول مثل الولايات المتحدة التصرف بأسلوب مثالي."
وجديرٌ بالذِّكر أن إدارة الرَّئيس بوش تُواجه منذ هجمات 11 سبتمبر، انتقادات داخل الولايات المتحدة وفي الدول الأوربية والعالم بشأن مُعاملتها للمعتقلين في قاعدة غوانتانامو، وتواجه واشنطن على وجه التحديد تُهمة التضحية بحقوق الإنسان في سبيل تعقب عناصر تنظيم القاعدة أو المُشتبهين بالانتماء إليه.
وكان آخر حادث ذي صلة بأسلوب تعامل إدارة بوش مع هذا الملف قرار واشنطن تقديم المُواطن الأمريكي، خوسي باديلا الذي يُدعى عبد الله المُجاهر وتتهمُه الولايات المتحدة بالتخطيط لتفجير قنبلة مُشعة، أمام المحكمة العسكرية بدل مُثوله أمام القضاء المدني. ومازال هذا القرار يثير زوبعة من الانتقادات في أوساط المنظمات الإنسانية.
سويس انفو