محمد عبدالمجيد الجوهري -
قراءة متأنية بمرثية بن حبتور في صديقه الفقيد الفضلي
تم ولوج الكاتب في توطئة تفيض بمشاعر الحزن والٱسى على زميل عمره ودراسته، الذي ضمتهما ثانوية باجدار بمحافظة ابين، حيث التقى فيها بالفقيد الراحل أ.د. عبدالله علوي الفضلي… يرحمه الله.
ليس من صفات صديقي دولة رئيس حكومة الانقاذ بصنعاء المبالغة، لكنها لزبما هي رهبة الموت ومكانة الفقيد في نفسه والذي زامله قرابة نصف قرن من الزمان، حيث امتلئ السرد الوصفي لملامح المشهد الوداعي الحزين بهول ما صوره من عيون دامعة وقلوب باكية، على عزيز في قومه خدوم ﻻبناء وطنه محبا لهم، ولم يترك لنا حتى برهة من من زمن، حيث ذهب مسترسلا في تأصيل نسب الفقيد أسرة وبيت السلطنة الباذخ الصيت بأريحية العارف بكريم فعالها، فلم يقتر بذكر حسبها الكريم او نسبها الفاضل، وما حازته بجليل خصال وعظيم فعال انجزتها بإقتدار.
قبل المضي قدما في قرائتي هذة، لابد لي من البوح، وهو بوح فيه شيئا من (جلد المحب) لمن نعتقد انهم بحاجة اليه وهو مهم، ليعلموا سبب انتصار الجعاربة عليهم، منذ 13 يناير الى يومنا هذا وهو قول فصل لا يعرف الهزل نتاج لمعايشة وانخراط حقيقي بالمشهد السياسي، اسمح لي ان أبثك اياه عزيزي القارئ الكريم، فهو شيء يجيش به صدر ويتحرك به لسان عجبا وتعجبا، لجهة سلوك فيه شيئا من جحود لا اجد له مبرر سوى (ركة أصل وقلة وفاء)، من لدن طابور طويل من من تربطهم بالفقيد يرحمه الله، صلة قربى او زمالة وصداقة وهم كثر، كنا نعتقدها حميمية، لكنها طلعت فيشنك لا معنى او ثقل يحسب لها، فلم نجد لهم مرثيات او حتى منشور حزين يواسي اهله وبنيه في مصابهم هذا الجلل ---- هذة الجفوة بين النخب اﻻبينية لا احسبها غير سلوك طارئ تساكن مع الكثير من نخب ابين بعد الاستقلال وتحديدا بعد الإطاحة بالرئيس سالمين، حيث تنافسوا في نكران الانتماء والولاء لمحافظتهم (مفضلين تقمص الولاء والانتماء للاممية الثالثة او الرابعة) على لمحافظتهم، وذلك ليس سلوك (نيو ليبرالي) لكنه للهروب من دفع كلفة غرامة إنتماء مخسر من وجهة نظر قاصرة لتلك النخب (بحسب اعتقادي) ----- هناك الكثير مما يجب قوله ولكن الحيز لا يسمح بذلك الحيز فهو مخصص للقراءة في مقال اخينا دولة رئيس وزراء حكومة الانقاذ بصنعاء، لربما تناولناه في مقال منفصل بذاته ------ عموما نقول رحم الله فقيدنا الكبير واسكنه الفردوس الأعلى من الجنه…
وبالعودة لمتن مرثية صديقي بن حبتور … حفظه الله، والذي اجده قد كتبه بمداد فؤاد يعتصره الحزن والٱسى، لأسباب لا داع لذكرها فقد تناولها في سياق ذلك المتن المرهف، وبصراحة أقول لك عزيزي القارئ الكريم، انها المرة الأولى التي اجد فيها صديقي الكاتب ينصب شلالا من السرد الوصفي لملامح المشهد الوداعي الحزين، لم يغفل فيه محاسن ومناقبية رجل من اشرف وانبل رجالات الوطن خلقا واخلاقا وسيرة ومسيرة عاطرة، بل ولم يغفل ذكر محاسن وايجابيات قوم الفقيد ٱل فضل كبيت سلطنة أو كقبائل يمانية تساكنوا مع جوار مدني (ولاية عدن) التي هذبت فيهم النعرات القبلية وجعلتهم اقرب للحضر منهم للبداوة الرعناء.
طبعا الكاتب لا منفعة ذاتية يرجوها من وراء كتابة مرثيته هذة، فهو لا يرج زعامة او تنقصه شهرة، بالرغم من كل انشغالاته اليومية ومهام عمله المضني بقيادة حكومة بزمن حرب عدوانية تتطلب منه جهود مضاعفة لمهام اي رئيس وزراء اخر، لكنه ضغط على نفسه لطالعنا بهذا المقال الانساني المؤثر مبنى ومعنى، انصافا لمن يستحق الإنصاف ووفاء لتاريخ علاقة صداقة نبيلة واخوة شرح تفاصيلها بإسهاب ممتع مضيئا على جوانب في سيرة الفقيد ومسيرته، لربما لم يكن في موسوعنا معرفتها لولا هذة المرثية التي تشبه صاحبيها الراثي والمرثي ----
وفي الختام اقول انني لا اجد نفسي غير مجبرا على رفع قبعتي توقيرا وتبجيلا لصديقي الكريم كاتب هذة المرثية، التي يحق لذوي الفقيد الكبير/عبدالله علي علوي الفضلي وكل ٱل فضل رفعها حيثما امكن كونها تعلي شأن الفقيد وشأنهم كذلك.
ومسك الختام: -
حفظك الله ورعاك ايها الماجد الشهم والعدني النبيل، ورحم فقيدنا الكبير/عبدالله بن علي علوي الفضلي، واسكنه ربي بتوفيق رضوانه الفردوس الأعلى من الجنه…
* مدير عام الانشطة الطلابية في جامعة عدن